9
المحبّة في الكتاب و السنّة

بأمره ، ممّا حدى أحد كبار علماء الحجاز على أن يقترح علينا توفير الكتاب على مستوى واسع مركزا على حاجة المجتمعات الإسلاميّة الماسّة لمثل هذه الكتابات ، ثُمّ تبعا لذلك الاقتراح ، تولّى سماحة الاُستاذ الفاضل الشيخ عبدالهادي المسعودي ، تلخيص هذا الكتاب ، وجعل ما يتعلّق بمحبّة الإنسان تجاه الواحد المنّان تحت عنوان «اكسير المحبّة» ، وما يخصّ بمحبّة الأفراد تجاه بعضهم البعض تحت عنوان «دليل المحبّة» ، حيث تمّ طبع ذلك وإصداره ، لِذا أرى لِزاما عليّ ، أن أقدّم جزيل شكري وفائق تقديري لسماحتهِ ، لِما بذله من جهد مشكور وسعي محمود في هذا المجال راجيا من طلاّب العلوم ، القرّاء الكرام ، ألاّ يألوا جهدا في إرسال مقترحاتهم وانتقاداتهم البنّاءه إلينا ، للارتقاء بمستوى ما نُقدِم عليه .

رؤيا عجيبة

أودّ في الخاتمة أن أذكر رؤيا عجيبة ارتبطت بترجمة هذا الكتاب باللغة الأُردويّة .
بدايةً اُذكر أنّ الترجمة الأُردية لكتاب «المحبة» قد نشرت أخيرا عن مؤسسة «الإمام المنتظر» بهمّة سماحة السيّد نياز نقوي ، وقد ذكر لي أنّ أمر تنظيم ترجمة الكتاب باللغة الأُردويّة وطباعته على الآلة الكاتبة تولاّه صهره السيّد محمّد رضا نقوي الّذي توفّي منذ أمد قصير وهو في السابعة والعشرين من عمره ـ عليه رحمة اللّه ـ .
وبعد يومين من وفاته ، جاء أحدُ أصدقائه ـ واسمه السيّد ظهير الحسنين الشيرازي ولم يكن على علم أصلاً على عمل السيّد محمّد رضا في ترجمة كتاب «المحبة» وإعداده ـ عند السيّد نياز «والد زوجة المرحوم» وسأل عن قضية كتاب المحبّة ، وقال :
لقد رأيت فيما يرى النائم السيّد محمّد رضا يقول لي : إنّ مشكلتي في


المحبّة في الكتاب و السنّة
8

بل إنّ رحمته العامّة تشمل الصالحين والطالحين ، وتستوعب كلّ شيء في الوجود إذ قال تعالى : «وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ»۱ .
كما قال شاعر الإنسانية سعدي الشيرازي :


أديم الأرض مائدة عامّة لهوعلى هذا الخوان يجلس ، الصّديق والعدوّ سواء۲
من منظار هذه السنّة الإلهية يكتب أميرالمؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر في عهده لمّا ولاّه مصر :
وأشعِر قَلبَكَ الرّحمَةَ لِلرّعِيّةِ ، والمَحَبَّة لَهُم ، والُّلطفَ بِهِم ، وَلاَ تَكُونَنَّ عَلَيهم سَبُعا ضَاريا ، تَغتَنِمُ أكلَهُم ، فَإِنَّهُم صِنفَانِ : أو أخٌ لَكَ في الدِّينِ ، وإما نَظيرٌ لَكَ في الخَلقِ .۳
وقال عليه السلام أيضا :
أبْلَغُ مَا تُسْتَدَرُّ بِهِ الرَّحْمَةُ أنْ تُضْمَرَ لِجَميعِ النَّاسِ الرَّحمَةُ .۴
ليس البارئ الرحيم هو المعلم الأكبر في ساحة المحبّة فحسب ، بل إنّ عواطف المحبّة كلّها تمتدّ جذورها في رحمته ومحبته ، وبدون الارتباط به لا يُكتب لمحبةٍ بقاءٌ ، ولا للأحقاد التي تعصف بالعالم زوالٌ ، ولا لآمال البشرية في سيادة المحبّة وإحلال السلام والوئام تحقّق .
إنّ كتاب ـ المحبّة في القرآن والحديث ـ الّذي بين أيديكم ، تفصيل لِما أجملناه في السطور الّتي سبقت ، وقد لقيت طبعته العربيّة ترحيبا مشجّعا لدى المعنيّين

1.الأعراف : ۱۵۶ .

2.بوستان سعدي الشيرازي والبيت بالفارسية : اَديم زمين ، سُفره عام اوستچه دشمن بر اين خوان يغما ، چه دوست

3.نهج البلاغة ، الرسالة ۵۳ .

4.غرر الحكم : ۳۳۵۳ .

  • نام منبع :
    المحبّة في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    التقديري، محمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 117982
الصفحه من 456
طباعه  ارسل الي