197
الفوائد الرجاليّة

وقد يقع التسلسل في معظم الإسناد كالمسلسل بالأوّليّة وهو أوّل ما يسمعه كلّ واحد منهم من شيخه من الأحاديث في بعض الأخبار .
ووصف التسلسل ممّا ليس له مدخل في قبول الحديث وعدمه ، وإنّما هو فنّ من فنون الدراية يتقيّدون لبيانها ؛ لاشتماله على مزيد الضبط والحرص على أداء الحديث بالحالة التي اتّفق بها عن المعصوم .
ومنها : المزيد على غيره من الأحاديث المرويّة في معناه ، وتلك الزيادة قد تقع في المتن بأن يروى فيه كلمة زائدة تتضمّن معنًى لا يستفاد من غيره ، وقد تقع في الإسناد كأن يرويه بعض بإسناد مشتمل على ثلاثة رجال معيّنة مثلاً ، وبعض بتخلّل رابع بين الثلاثة .
والأوّل مقبول إذا وقعت الزيادة من الثقة ؛ فإنّه في حكم إيراد حديث مستقلّ .
وقد يكون المرويّ بغير زيادة عامّاً بدونها فيصير بها خاصّاً كما في حديث : «وجعلت لي الأرض مسجداً وترابها طهوراً» ۱ فإنّ زيادة «ترابها» ممّا تفرّد بها بعض الرواة ورواية الأكثر بدون تلك الزيادة ، والعموم والخصوص واضح .
وقد يقيّد مقبوليّة تلك الزيادة بما إذا لم يكن منافياً لما رواه غيره ، ولا نرى له وجهاً . ۲
والثاني كما إذا أسنده وأرسلوه ، وأوصله وقطعوه ، وهو مقبول كالأوّل ؛ إذ يجوز اطّلاع المسنِد والموصِل على ما لم يطّلع عليه غيره .
وعن بعضٍ أنّ الإرسال نوعُ قدحٍ في الحديث بناءً على ردّ المرسل فيرجّح على الموصول كما يقدّم الجرح على التعديل عند التعارض . ۳
وربما يجاب عنه بمنع الملازمة ، مع وجود الفارق ؛ فإنّ الجرح إنّما يقدّم

1.بحار الأنوار ۸۳ : ۲۷۸ ؛ مسند أبي عوانة ۱ : ۳۰۳ .

2.أي المزيد في الإسناد .

3.وصول الأخيار إلى أُصول الأخبار : ۱۱۰ .


الفوائد الرجاليّة
196

المعروفة عن المشايخ بالتواتر بل الضرورة بين العلماء .
نعم ، ينفع لو كان النقل عنهم على نحو الرواية المصطلحة من دون وجود كتاب لهم ، وحينئذٍ يرجع إلى القسم الأوّل ؛ فتدبّر .
ومنها : الشاذّ ، وهو مارواه الثقة مخالفاً لما رواه الأكثر . ووجه التسمية واضح بمقابلة المشهور .
ثمّ إن كان المخالف للشاذّ أحفظَ وأضبطَ وأعدلَ ، فهو الشاذّ المردود ، وإن انعكس فلا يردّ من تلك الجهة ، وكذا لو كانا متساويين في تلك الأوصاف .
وعن بعضٍ ـ ولعلّه المشهور ـ ردّ الشاذّ مطلقاً ؛ لقوّة الظنّ بصحّة المشهور وضعف الظنّ بصحّته لشذوذه . وعن بعضٍ قبوله مطلقاً ، وضعفه واضح . هذا إذا كان راوي الشاذّ ثقةً ، وإن كان غيرَ ثقة فحديثه منكر مردود ؛ لجمعه بين الشذوذ وعدم وثاقة راويه .
ومنها : المسلسل ، وهو ما تتابع فيه رجال السند في الإسناد على صفة كالتشبيك بالأصابع والأخذ بالشعر أو حالة في الراوي ، قولاً كانت كقوله : سمعت فلاناً يقول : سمعت فلاناً إلى منتهى الإسناد ، أو أخبرنا فلان واللّهِ قال : أخبرنا فلان واللّه إلى المنتهى ، أو فعلاً كحديث التشبيك باليد والقيام حالةَ الرواية والإتّكاء حالتها ، أو بهما معاً كالمسلسل بالمصافحة ؛ فإنّه يتضمّن الوصف بالقول في كلّ واحد وهو : صافحني بالكفّ التي صافحت فلاناً ، والفعل وهو نفس الفعل ، وكالمسلسل بالتلقيم لتصمّنه الوصف بالقول في كلّ واحد ، وهو : لقّمني فلان بيده لقمة لقمة ۱ ، وبالفعل وهو نفس التلقيم ، ومثله المسلسل بأطعمني وسقاني وأضافني ونحو ذلك .
وقد يتسلسل الحديث باتّفاق أسماء الرواة وأسماء آبائهم أو أنسابهم أو بلدانهم .

1.في «ب» : «لقمته لقمةً» .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 54556
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي