105
الفوائد الرجاليّة

ومنها : كونه كثيرَ الرواية .
وفي التعليقة : «وهو موجب للعمل بروايته مع عدم الطعن عند الشهيد كما قال في الحكم بن مسكين » . ۱
وعن الشهيد الثاني الإعتراضُ عليه بأنّه لا يكفي عدم الجرح بل لابدّ من التوثيق . ۲ وفي مبحث الجمعة من الذكرى «أنّ ذكر الحكم بن مسكين غير قادح ولا موجبٌ للضعف مع أنّ الكشّي ذكره ولم يطعن عليه» . ۳
أقول : لعلّ عمله رحمه الله على روايته إنّما هو لأمارات أُخر مثل حكم المحقّق بصحّة حديثه ، وعدمِ طعن الكشّي فيه كما صرّح به . ومقتضاه عدم الإعتداد بنفس كونه كثيرَ الرواية ، فلا وجه ظاهراً في عدّه من شواهد الوثاقة ومن أسباب قبول الرواية إلاّ عند الإعتضاد بالقرائن . نعم ، هو من أسباب المدح كما يظهر من كثير من التراجم .
ومنها : كونه ممّن يروي عنه أو عن كتابه جماعة من الأصحاب .
ولا يخفى كونه من أمارات الإعتماد بل بملاحظة اشتراطهم العدالةَ في الراوي يقوى كونُه من أمارات العدالة ، سيّما وأن يكون الراوي عنه كلاًّ أو بعضاً ممّن يَطعن على الرجال في روايتهم عن المجاهيل والضعفاء .
أقول : لعلّه لا ينبغى الريب في كون هذا المدح أقوى من سابقه والذي ثبت هو اشتراطهم العدالةَ بالمعنى الأعمّ ، فالذي يقوى كونه من أمارات الوثوق والإعتماد ولو ضمّ إليه القرينة الأخيرة قوي الإعتماد .
نعم ، لو علم من خصوص الراوي منه اشتراطُ العدالة بالمعنى المصطلح في المرويّ عنه ، لكان الأمر كما ذكر .

1.فوائد الوحيد البهبهاني : ۴۶ .

2.رسائل الشهيد الثاني (رسالة في صلاة الجمعة) ۱ : ۱۹۹ .

3.ذكرى الشيعة ۴ : ۱۰۸ .


الفوائد الرجاليّة
104

ويـدلّ عليه ما روى محمّد بن صالح الهمداني ، قال : كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام : أنّ أهل بيتي يؤذوني ويقرعوني بالحديث الذي روي عن آبائك أنّهم قالوا : خدّامنا وقوّامنا شرار خلق اللّه ، فكتب : «وَيْحَكُمْ ما تقرؤون ما قال اللّه تعالى : « وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً »۱ فنحن واللّه القرى التي بارك فيها وأنتم القرى الظاهرة» . ۲
واحتمل أن يكون المراد التخطئةَ في فهم المراد بأنّ المراد منه الجماعة الذين كانوا يخدمونهم بباب بيوتهم وكان شغلهم ذلك .
وبالجملة : تلك العبارة ظاهرة في كون الرجل عدلاً إماميّاً إلاّ أن يثبت تغييره وتبديله بالوقف أو الغلوّ والتفويض ونحوهما .
ومنها : أن يكون ممّن يَترك رواية الثقة أو الجليل ، أو تؤوّل ۳ محتَجَّاً بروايته ومرجِّحاً لها عليها . وكذا لو خصّص الكتاب أو المجمع عليه بها .
أقول : أي القاعدةِ المجمعِ على نفسها .
وفي دلالة ذلك على الإعتماد ـ غايته إذا علم أنّ ذلك ليس من باب الأُمور الخارجيّة ـ ممّا لا ينبغي الشبهة فيه ، وأمّا مجرّد ذلك فلا . ۴
ومنها : أن يؤتى بروايته بإزاء روايتهما ۵ أو غيرهما من الأدلّة فتُوجَّه وتُجمع بينهما أو تطرح من غير جهته .
قال في التعليقة : «هذه كالسابقة كثيرة والسابقة أقوى منها ؛ فتأمّل» . ۶ انتهى .

1.السبأ (۳۴) : ۱۸ .

2.الغيبة : ۳۴۵ و۳۴۶ / ۲۹۵ .

3.أي تؤوّل رواية الثقة أو الجليل احتجاجاً بروايته «منه» .

4.أي مع عدم العلم بأنّ التأويل والترجيح هل يكون بالأُمور الخارجيّة أو بروايته فلا دلالة له على الاعتماد «منه» .

5.أي رواية الثقة أو الجليل .

6.فوائد الوحيد البهبهاني : ۴۶ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    المساعدون :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424ق / 1382ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 54506
الصفحه من 271
طباعه  ارسل الي