71
الرواشح السماوية

الراشحة الأُولى

[ في اصطلاحات علم الدراية ]

متن الحديث : ألفاظُه التي يتقوّم بها المعني . ۱
والسند : طريق المتن ، أي جملةُ مَن رَواه على الترتيب والتناقل ، ويقال : هو الإخبار على طريق المتن .
والإسناد : رفع الحديث إلى قائله بالتناقل .
وللمتن عوارضُ وأحوالٌ بحسب نفسه ، وعوارضُ وأحوالٌ بحسب طريقه ، فليكن بحْثُنا الآنَ عن حال المتن لابحسب نفسه ، بل بحسب طريقه ، فنقول :
إنّ متن الحديث بحسب طريقه منقسم إلى «متواترٍ» و «آحادٍ» .
فالأوّل : ما قد تكثَّرت رُواته في كلّ طبَقةٍ طبقةٍ ، في الأطراف والأوساطِ ، وبلغتْ في جميع الطبقات مَبْلغاً من الكثرةِ قد أحالت العادةُ تواطُؤَهم على الكذب ، وهو لامحالة يعطي العلم البتّي بمُفاده ، إلاّ إذا كان السامع مسبوقاً باعتقاد نقيضه ، مفتوناً على ذلك الاعتقاد ؛ لشُبهةٍ قويّة أو تقليد وتعصّبٍ . ۲

1.كذا في «أ» و «ب» و في حاشية نسخة «ب» : «المعاني» . و في المطبوع «ج» : «تتقوّم بها المعاني» .

2.في حواشي النسخ : «وبهذا يجاب عن قدح الخارجين عن دين الإسلام في تواتر معجزات نبيّنا صلى الله عليه و آله بعدم إفادتها العلمَ إيّاهم . وبه أيضاً أجاب السيّد الشريف المرتضى رضى الله عنه عن قدح المخالفين في تواتر النصوص الجليّة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بأنّها لو كانت متواترة لأفادتهم العلمَ بذلك . (منه مدّ ظلّه العالي)» .


الرواشح السماوية
70

عن الانتهاء أوّلاً أو بأخَرَةٍ إلى السبيل العقلي قطعاً .
والعقل هو السالك إلى عالم القدس ، والصادعُ ۱ بالنظر في معرفة الربّ والمعارف الربوبيّة ، المدركُ للكلّيّات والطبائع المرسلة بذاته ، وللجزئيّات والشخصيّات الجسمانيّة باستخدام المشاعر والحواسّ الجسدانيّة ، فلاجرم إليه الخطاب وعليه الحساب وله المثوبات وعليه العقوبات ، فهو القطب والمحور والشراع واللنجر ، ۲ فلا محالة هو أحقّ ما به في الكلام يبتدأُ ، وفي الكتاب يفتتح .
و إذ قد بلغْنا بالقول مبلغَ الأخذ في المطلب ، وحان ۳ لنا في الشرح حينُ الشروع في المقصود ، فنقول :
إنّ ما نحن في سبيله الآنَ قواعدُ فحصيّة ، وفوائدُ علميّة ، لامَحيد ۴ عنها لمن يتوخّى ۵ أن يكون في علم الحديث من المتمهّرين ، ويتحرّى أن يُعدّ في الاستدلال على الأحكام من سبيل الأخبار من المتبصّرين . وإذ لاسبيل إلى تحصيلها إلاّ من سبيلي ، ولاوصول إلى تحقيقها إلاّ من طريقي ، إمّا بالأخذ عنّي ، أو بالاستفادة من مصنَّفاتي ، ومحقَّقاتي ومقالاتي ومعلَّقاتي ، فلا عَلَينا لو قدّمنا عِضَة ۶ من تلك المراشح في عدّة رواشحَ .

1.في حاشية «أ» : «صدعت الشيء : أظهرته وبيّنته ، وصدعت بالحقّ : إذا تكلّمت به جهاراً ، وصدعت إلى الشيء أي ملت إليه» . انظر لسان العرب ۸ : ۱۹۷ ، (ص . د . ع) .

2.في حاشية «ج» : «اللنجر ـ بتقديم النون على الجيم معرّب لنگر ـ : مرساة السفينة» . في المنجد في (انج) و في القاموس في (رسا) : الأنْجَر .

3.في حاشية «أ» و«ب» : «حان له أن يفعل كذا يحين حيناً أي آن ، وحان حينه أي قرب وقته» . انظر القاموس المحيط ۴ : ۲۱۸ ، ولسان العرب ۱۳ : ۱۳۶ ، (ح . ى . ن) .

4.في حاشية «أ» و«ب» : «حاد عن الشيء يَحيد حُيُوداً : مال عنه وعدل» . كما في لسان العرب ۳ : ۱۵۹ ، (ح . ى . د) ؛ والقاموس المحيط ۱ : ۲۹۰ ، (ح . ا . د) .

5.توخّيت الشيء : إذا قصدت إليه . لسان العرب ۱۵ : ۳۸۳ ، (و . خ . ى) .

6.في حاشية «أ» و«ج» : «أي بعضاً من أبعاض تلك المراشح ، وجزءاً من أجزائها ، قال عزّ من قائل : «جَعَلُوا الْقرآن عضين» واحدتها عضة . (منه مدّ ظلّه العالي)» .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 82187
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي