49
الرواشح السماوية

على تضمين معنى الدعوة والاستدعاء .
قوله رحمه الله : (ومصطفَيْ أهلِ خيرته) .
«مصطَفَيْ» بفتح الطاء والفاء وإسكان الياء وإسقاط النون للإضافة إلى «أهل خِيرته» بكسر الخاء ، وأمّا الياء فيصحّ فيها الفتح والتسكين إذا كانت هي الاسمَ من قولك : «اختاره اللّه » . على ما قاله ابن الأثير في نهايته . ۱
وقال المطرّزي في المُغرب : «خِيَرة اللّه ـ بكسر الخاء وفتح الياء ـ بمعنى المختار ، وسكون الياء لغةٌ» . ۲
فأمّا الاسم من قولك : «خار اللّه لك» أي أعطاك ما هو خير لك ، فالخِيْرة بسكون الياء فحسب . قاله في النهاية . ۳
وفي صحاح الجوهري : «أنّها أيضا بالتسكين بمعنى التخيّر أعني الاختيار والاصطفاء .
وفي قوله سبحانه في سورة الأحزاب : « أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ »۴ بفتح الياء . قال الواحدي في الوجيز : «أي الاختيار» ، وفي الكشّاف : «والخيرة ما يُتخيّر» . ۵
وبالجملة : «أهل خيرته» يستقيم بمعنى ما يتخيّره ، أو بمعنى اختياره على استعمال الاسم في معنى المصدر على سبيل قول الوجيز ، وقد جوّزه الكشّاف ۶ أيضا في قوله سبحانه في سورة القصص : « مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ » ،۷ وذلك كما يُستعمل الطِيَرة ، بمعنى التطيّر ، لا بمعنى مختاره كما في قولنا : محمّد صلى الله عليه و آلهخِيَرَةُ اللّه من خلقه .

1.النهاية في غريب الحديث والأثر ۲ : ۹۱ ، (خ . ى . ر) .

2.المغرب : ۱۵۷ ، (خ . ى . ر . ه) .

3.الأحزاب (۳۳) : ۳۶ .

4.الكشّاف ۳ : ۵۴۰ ، ذيل الآية ۳۶ من الأحزاب .

5.الكشّاف ۳ : ۴۲۷ ، ذيل الآية ۶۸ من القصص.

6.القصص (۲۸) : ۶۸ .


الرواشح السماوية
48

وبجمعه جاء الحديث : «بعث سريّة نهى عن قتل العُسفاء ۱ والوُصفاء» . ۲
قوله رحمه الله : (إلى هداه) .
قرينةُ ۳ «إلى النجاة» بالوقف فيهما . والهاء في «هداه» إمّا هي من التي زيدت زيادةً مطّردة في الوقف نحو ما في :«كتابيه» و«ثمّه» و«وا زيداه» و«واثكل أُمّياه» و«يا ربّاه» و«يا سيّداه» و «يا غاية رغبتاه» . وتحريكها لحن ، وكذلك «ثمّة» بالتاء غلط من أغلاط العامّة .
وإمّا هي ضمير عائد إلى اللّه سبحانه ، والإضافة إمّا من باب الإضافة إلى السبب والفاعل والمبدأ والمنشأ ، وإمّا على سبيل الإضافة للنسبة التشريفيّة كما في : «طَهِّرَا بَيْتِىَ» ،۴«وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى» ،۵ وإمّا للملابسة ؛ إذ لايكون الهدى عِرْوا ۶ عن معرفة جنابه ، وإمّا ملحقةٌ ۷ بباب الإضافة إلى الغاية ، بتقدير معنى «إلى» أو «اللام» وزان قولك : طريق الحجّ ، وبيت السكنى ، وسرير الجلوس .
و«الهدى» إمّا بمعنى الرشاد وخلاف الضلال ، وإمّا بمعنى السنّة والطريقة والسيرة ، أو الطريق والسبيل .
قوله رحمه الله : (وحثّهم على الذكر) .

1.في حواشي النسخ : «ويُروى : الاُسفاء ، جمع أسيف بمعناه ، والوصفاء : جمع وصيف ، وهو الغلام . والجارية وصيفة جمعها الوصائف . (منه مدّ ظلّه العالي)» .

2.مسند أحمد حنبل (الطبعة القديمة) ۳ : ۴۱۳ .

3.في «ب» : «قرينة» .

4.البقرة (۲) : ۱۲۵ .

5.الحجر (۱۵) : ۲۹ ؛ ص (۳۸) : ۷۲ .

6.في حاشية «أ» : «أنا عرو منه ـ بالكسر ـ أي خِلو» . كما في لسان العرب ۱۵ : ۴۸ ، (ع . ر . ا) .

7.في حاشية «أ» : «بالرفع والنصب معا ، والأوّل أولى» .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 82176
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي