231
الرواشح السماوية

ـ بالكسر ـ فهو الذي أفلس وعليه دَين .
و«أحصن» الرجل بمعنى تزوّج ، وكذلك أحصنت المرأة بمعنى تزوّجت ، فهو مُحْصَن وهي مُحْصَنة ـ بالفتح فيهما لاغير ـ أي متزوّج ومتزوّجة .
فأمّا من الإحصان بمعنى الإعفاف : فهي مُحصِنة ومُحصَنة بالكسر والفتح جميعا على القياس . أمّا الكسر فبمعنى أنّها عافّة عفيفة أحصنت وأعفّت فرجَها . وأمّا الفتح فبمعنى أنّها عفيفة أحصنها زوجُها وأعفّها . وقد نصّ على ذلك المطرّزي في كتابيه المعرب والمغرب ۱ والجوهري في الصحاح . ۲
وقال ابن الأثير في باب «حصن» من كتابه النهاية ـ بعد تحقيق القول في الاحصان ـ : «والمحصَن ـ بالفتح ـ يكون بمعنى الفاعل والمفعول وهو أحد الثلاثة التي جئن نوادرَ ، يقال : أحصن فهو محصَن ، وأسهب فهو مسهَب وألفج فهو ملفَج» . ۳
وفي باب «سه» منه : «يقال أسهب فهو مسهب ـ بفتح الهاء ـ وهو أحد الثلاثة ۴ التي جاءت كذلك» . ۵
وفي باب «لف» منه :
أطعموا ملفجيكم ـ الملفج بفتح الفاء ـ : الفقير ، يقال : ألفج الرجل فهو ملفَج على غير قياس ، ولم يجئ إلاّ في ثلاثة أحرف : أسهب فهو مُسهَب ، وأحصن فهو مُحصَن ، وألفج فهو مُلفج ، الفاعل والمفعول سواء . ومنه حديث الحسن :«قيل له : أ يُدالِكُ الرجلُ المرأةَ؟ قال : نعم ، إذا كان مُلفَجا» أي يَمْطُلها بمَهرها إذا كان فقيرا .

1.المغرب : ۱۱۸ ـ ۱۱۹ ، (ح . ص . ن) .

2.الصحاح ۵ : ۲۱۰۱ ، (ح . ص . ن) .

3.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۳۹۷ ، (ح . ص . ن)

4.في «أ» : «إحدى الثلاث التي جاءت» وفي حاشية نسخة «أ» و «ب» : «الصواب : إحدى الثلاث ، أو جاءت ، لكن ما بين أظهرنا الآنَ من نسخ النهاية على هذا الوجه (منه مدّ ظلّه العالي)».

5.النهاية في غريب الحديث والأثر ۲ : ۴۲۸ ، (س . ه . ب) ومعنى «سه» في المتن هو باب السين مع الهاء .


الرواشح السماوية
230

سِنون ، والغافلون عن ذلك غالطون .
ومنها : من المتكرّر في الحديث : «قَرِبْتُه وقَرِبْتَها ولاتقرَبوه ولاتقربوها» . ۱ وفي التنزيل الكريم : «فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا» .۲
فاعلمن أنّ «قَرُب» ـ بالضمّ كحسن ـ لازم ، يقال : قرب الشيء يقرب ، أي دنا يدنو ، و«قرِب» ـ بالكسر من باب علم ـ متعدٍّ ، يقال : قربته أي دنوت منه ، أقْرَبه أدنو منه ، قاله الكرماني في شرح صحيح البخاري ، ۳ والجوهري في الصحاح ، ۴ والفيروز آبادي في القاموس ۵ وعليه بنى الزمخشري في الكشّاف . ۶ ومن لم يعلم ذلك من القاصرين يرتكب الحذف .
ومنها : في الأخبار : «أكره أن أكون من المُسهَبين» . ۷ بفتح الهاء على البناء للفاعل سماعا على غير القياس من الإسهاب ، أي أكره أن أكون من الكثير الكلامِ ، المكثرين الممعنين في الإكثار ، وأصله من السَهْب وهي الأرض الواسعة .
فليعلم أنّ الفاعل بالفتح على [ غير ] القياس من باب الإفعال في شواذَّ ثلاثٍ لا رابعةَ لهنّ :
«أسهب» إذا أكثر من ذكر الشيء ، أو من فعله ، وأمعن فيه وأطال ، فهو مُسهَب بالفتح .
و«ألْفَجَ» إذا افتقر و أفلس ، فهو المُلْفَج ـ بالفتح ـ أي فقير . وأمّا المُلْفِج

1.راجع الوسائل ۲۴ : ۲۵ ، الباب ۱۲ من أبواب الذبائح ح ۲ و ۲۴ : ۵۵ الباب ۲۷ من أبواب الذبائح ح ۹ و ۲۱ : ۹۵ ، الباب ۱۰ من أبواب نكاح العبيد والإماء ح ۱۰ .

2.التوبة (۹) : ۲۸ .

3.لم أجده في شرح الكرماني .

4.الصحاح ۱ : ۱۹۸ ، (ق . ر . ب) .

5.القاموس ۱ : ۲۶۹ ، (ق . ر . ب) .

6.الكشّاف ۲ : ۲۶۱ ، ذيل الآية ۲۸ من التوبة (۹) .

7.رواه عن ابن عمر في النهاية في غريب الحديث والأثر ۲ : ۴۲۸ (س . ه . ب) .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 82662
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي