207
الرواشح السماوية

والمحسوس اللفظي : إمّا من تصحيف البصر ، أو من تصحيف السمع في موادّ الألفاظ وجواهر الحروف ، أو في صورها الوزنيّة وكيفيّاتها الإعرابيّة وحركاتها اللازمة . وكلّ منهما إمّا في الإسناد ، أو في المتن .
أمّا الذي من تلقاء البصر في الإسناد فكحديث شُعبةَ عن العَوّام بن مُراجم ـ بالراء والجيم ـ صحّفه يحيى بن مَعِين ، فقال : «مزاحم» بالزاي والحاء . ۱
وكتصحيفِ «جرير» ب «حريز» ، و«بَريد» ب «يزيد» ، و«كنانة» ـ بنونين عن جنبتي الألف وهو ابن عتيق من أصحاب أبي عبداللّه الحسين عليه السلام ـ ب «كنّاز» مشدّدَ النون وآخره زاي ، وهو ابن حُصَيْن وكنيته أبو مَرثَد ـ بفتح الميم وإسكان الراء بعدها مثلّثة ـ الصحابي البدري المشهور بكنيته .
وتصحيفِ «حرام بن مِلحانَ» الأنصاري البدري الأُحدي ـ على ضدّ الحلال وكسر الميم وإهمال الحاء بعد اللام ـ ب «حِزام» ـ بالزاي بعد المهملة المكسورة ـ و«مَلجان» بالجيم وفتح الميم .
وكتصحيف «العوّام» ب «العوامّ» بنقل التشديد من الواو إلى الميم .
وكتصحيف خلاف الأمَة في أبي حُرّة ـ كنية واصل بن عبد الرحمن ـ باسم أرضٍ ذات حجارة سُودٍ نَخِرَةٍ كأنّها أُحرقت بالنار ، بتبديل الضمّة إلى الفتحة .
وقد صحّف العلاّمة ـ رحمه اللّه تعالى ـ كثيرا من الأسماء والكنى والألقاب في خلاصة الرجال و في إيضاح الاشتباه ، فالشيخ تقيّ الدين الحسن بن داود تولّى الاعتراض عليه ونبّه على كثير من ذلك ، وأصاب أكثريّا . ۲
وأمّا في المتن فكحديث : «من صام رمضان وأتبعه ستّا من شوّال» . ۳ صحّفه

1.راجع مقدّمة ابن الصلاح : ۱۶۸ ـ ۱۶۹ .

2.للمزيد راجع شرح البداية للشهيد : ۱۱۳ ؛ مقباس الهداية ۱ : ۲۳۹ .

3.صحيح مسلم ۱ : ۸۲۲ ، ح ۱۱۶۴ ، الباب ۳۹ ؛ سنن أبي داود ۲ : ۳۲۴ ، ح ۲۴۳۳ ؛ سنن ابن ماجة ۱ : ۵۴۷ ، ح ۱۷۱۶ ، الباب ۳۳ .


الرواشح السماوية
206

الباقر عليه السلامفي توحيد اللّه تعالى وتمجيده وتوصيفه وتقديسه :
هل سمّي عالما وقادرا إلاّ لأنّه وهب العلم للعلماء ، والقدرة للقادرين؟ وكلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم . والبارئ تعالى واهب الحياة ، ومقدّر الموت ، ولعلّ النمل الصغار يتوهّم أنّ للّه تعالى زُبانَيَيْن ، فإنّهما كمالهما ، ويتصوّر أنّ عدمهما نقصان لمن لايكونان له . هكذا حال العقلاء فيما يصفون اللّه تعالى به فيما أحسب . وإلى اللّه المفزع ۱
فأهل العصر حرّفوا «زُبانَيين» بتثنية الزُبانَى ـ وزُبانَيا النملِ أو العقربِ قرناها ، و«الزُبانَيان» كوكبان نيّران على أحد منازل القمر ـ ب «زَبانيتين» بزيادة التاء ، وإدخالِها بين الياءين ، مثنّاة الزبانية . و«الزبانية» ملائكة العذاب واحدها «زِبْنِيَة» بكسر الزاي كعِفْرِية من الزَّبْن ـ بالفتح ـ وهوالدفع . وقيل : «زِبْنِيّ» وكأنّه نُسب إلى الزَّبْن ثمّ غيّر للنسب ، كقولهم : «إمسيّ» مكسورَ الهمزة في النسبة إلى أمسِ . وأصل «الزَبانية» في جمع «زِبْنِيٍّ» ، «زَبانِيٌّ» بالتشديد ، فقيلت : «زبانية» بالتخفيف ، على تعويض التاء عن إحدى الياءين . و«الزَبانِي» ـ بالفتح والتخفيف المنسوبُ إلى الزبن ـ «كالزِبْنِيّ» ـ بالكسر والتشديد ـ على تعويض الألف عن الياء ، كاليماني والنجاشي . وقد أسمعناك من قبل .
وبالجملة : ضعف التحصيل بَذْرٌ زرْعُه العثرة ، وسوء التدبّر ۲ شجرة ثمرتها السَقْطَة . وفي المَثَل السائر : تعثر بقدمك خير من أن تعثر بلسانك ، وتعثر بلسانك خير من أن تعثر بقلمك . ومن اللّه العصمة ، وبيده أزمّة الفضل ، ومقاليد الرحمة .

المصحّف

قالوا : وهذا فنّ جليل ، عظيم الخَطَر إنّما ينهض بحمل أعبائه الحُذّاقُ من العلماء الحفّاظ ، والنُقّاد من الكبراء المتبصّرين ، وهو إمّا محسوس لفظي ، وإمّا معقول معنوي .

1.بحار الأنوار ۶۶ : ۲۹۳ .

2.في «ب» : «سَوْء التدبير» .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 82233
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي