203
الرواشح السماوية

ومنه غرائب الشيوخ في أسانيد المتون الصحيحة غير الشواذّ . قال الطيّبي ۱ وغيره :
وهذا ما يعنيه الترمذي بقوله : «غريب من هذا الوجه» ـ قالوا ـ : ولايوجد ما هو غريب متنا لا إسنادا إلاّ إذا اشتهر الحديث المفرد ، فرواه عمّن تفرّد به جماعة كثيرة فإنّه حينئذٍ يصير غريبا مشهورا ، أو غريب المتن ، غيرَ غريب الإسناد إلاّ بالنسبة إلى أحد طرفيه ، فإنّ إسناده متّصف بالغرابة في طرفه الأوّل ، وبالشهرة في وسطه وفي طرفه الآخر . ۲
وقد يطلق الغريب فيقال : هذا حديث غريب . ولايرام هذا الاصطلاح بل يراد غرابته من حيث التمام والكمال ، في بابه ، أو غرابة أمره في الدقّة والمتانة واللطافة والنفاسة ، ولاسيّما ما إذا قيل : ۳ حسن غريب ، وذلك كما يقال : هذا حديث حسن . ولا يراد المعنى الاصطلاحي ، ولاسيّما ما إذا قيل : حسن صحيح . وإن كان ربما يعنى بذلك أنّه حسن من طريق ، صحيح من طريق آخر ؛ فلذلك قال الطيّبي في شرح مشكاة المصابيح :
وقول الترمذي : «حديث حسن صحيح» يريد أنّه روي بإسنادين ، أحدهما يقتضي الصحّة ، والآخرُ الحسنَ ، أو يريد اللغويّ ، وهو ما تميل إليه النفس وتستحسنه . ۴
ومن هذا الباب الحديث الصحيح المستفيض من طرق العامّة عن أبي سعيد قال ، قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «يا عليّ لايحلّ لأحدٍ أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك» .
قال عليّ بن المنذر : «فقلت لضرار بن صُرَد : ما معنى هذا الحديث ؟ قال :

1.الخلاصة في أُصول الحديث : ۵۴.

2.مقدّمة ابن الصلاح : ۱۶۳ ـ ۱۶۴ .

3.في «ب» و «ج» : «إذا ما قيل» .

4.لم يكن عندي شرح مشكاة المصابيح ، وكلامه هذا بعينه موجود في الخلاصة في اُصول الحديث : ۴۷ .


الرواشح السماوية
202

في صحاحهم . ۱
وثالثها : أن يختلف متنٌ واحد بعينه بالزيادة والنقيصة في سندين ، فيدرَج الراوي الزائدُ في سند الناقص .
ورابعها : أن يسمع حديثا واحدا من جماعة مختلفين في سنده مع اتّفاقهم على متنه ، أو في متنه مع اتّفاقهم على سنده ، فيدرج روايتَهم جميعا على الاتّفاق في المتن أوالسند ، ولا يتعرّض لذلك الاختلاف .
وتعمّد هذه الأقسام أيَّها كان حرام .

الغريب والعزيز

من الذائع المقرّر عند أئمّة هذا الفنّ أنّ العدل الضابط ممّن يُجْمَع حديثه ويقبل ؛ لعدالته وثقته وضبطه إذا انفرد بحديث ، سمّي «غريبا» . فإن رواه عنه اثنان أو ثلاثة فهو المسمّى «عزيزا» . وإن كان رواه جماعة كان من الذي يسمّى «مشهورا» . ومن الأفراد ما ليس بغريب كالأفراد المضافة إلى البلدان .
وينقسم الغريب مطلقا إلى صحيح وغير صحيح . وينقسم أيضا إلى غريب متنا وإسنادا ، وهو متن غير معروف إلاّ عن واحد انفرد بروايته .
وإلى غريب إسنادا لامتنا ، كحديث معروف المتن عن جماعة من الصحابة أو مَن في حكمهم ، إذا انفرد واحد بروايته عن صحابيّ آخر مثلاً غيرهم . ويعبّر عنه بأنّه غريب من هذا الوجه .

1.صحيح البخاري ۵ : ۲۲۵۳ ح ۵۷۱۸ ؛ صحيح مسلم ۴ : ۱۹۸۵ ـ ۱۹۸۶ ، ح ۲۵۶۳ ؛ سنن الترمذي ۴ : ۳۲۹ ، ح ۱۹۳۵ .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 82220
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي