123
الرواشح السماوية

وبضرب ألف سوط وبصلبه ـ فساق الحكاية على ما نقلناها عن الفهرست إلى حيث قال ـ : فشهد مسلم وعرف أبو عبد اللّه البزوفري ، ولكن كتمه بسبب محمّد بن يحيى ، وكان أبو يحيى قال : هما يشهدان لي فلمّا شهد مسلم قال : غير هذا شاهدٌ إن لم يشهد ، فشهد بعد ذلك المجلس عنده وخلّى عنه ولم يصبه ببليّة ـ ثمّ قال الكشّي ـ : وسنذكر بعض مصنّفاته ، فإنّها مِلاح ـ فقال الشيخ هناك ـ : ذكرناها نحن في كتاب الفهرست ، فنقلناها ۱ في كتابه . ۲
ومن التصحيفات المعنويّة ما قد وقع للحسن بن داود ۳ في هذا المقام ؛ إذ نظر في باب «لم» من كتاب الرجال وما نقلنا عنه من قول الشيخ ، فغفل عن «الواو» بعد قوله : يدعى بَنْدَفَرَّ فظنّ «مكّي بن عليّ بن سختويه فاضل» ، ۴ ترجمةً أُخرى منفصلة عن ترجمة محمّد بن إسماعيل ، و«فاضلٌ» ۵ متعلّقا بمكّي بن عليّ ، لا بمحمّد ۶ بن إسماعيل .
وله فيه تصحيف لفظي أيضا ؛ إذ بدّل «السين» المهملة ب «الشين» المعجمة ، فتبعه على تصحيفه القاصرون من بعده .
ثمّ ليعلم أنّ طريق الحديث بمحمّد بن إسماعيل النيسابوري هذا صحيح لاحسن ، كما قد وقع في بعض الظنون .
ولقد وصف العلاّمة وغيره من أعاظم الأصحاب أحاديثَ كثيرةً هو في طريقها بالصحّة .

1.في حاشية «أ» و «ب» : «يتضمّن معنى الترك . أتاه على نسخة الكافي . (منه مدّ ظلّه العالي)» . وأيضا في حاشيتهما «عن» بدل «في» ظاهرا .

2.اختيار معرفة الرجال : ۵۳۲ ـ ۵۳۳ / ۱۰۱۶ .

3.رجال ابن داود : ۲۹۸ / ۱۲۸۹ .

4.رجال الطوسي : ۴۹۶ ـ ۴۹۷ / ۳۰ ـ ۳۱ ، فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام ، باب الميم .

5.على الحكاية ؛ فإنّه مفعول «ظنّ» الأوّلُ . والحقّ مع ابن داود دون صاحب الرواشح .

6.والمراد هو سين «سختويه» .


الرواشح السماوية
122

إسماعيل البُنْدُقي النيسابوري» . وآخرون أيضا يحتذون مثالَه .
وإنّي لستُ اُراه ۱ مأخوذا عن دليل معوّل عليه ، ولا أرى له وجها إلى سبيل مركون إليه ؛ فإنّ بندقةَ ـ بالنون الساكنة بين الباء الموحّدة ، والدال المهملة المضمومتين قبل القاف ـ أبو قبيلة من اليمن ، ولم يقع إلىّ في كلام أحد من الصدر السالف من أصحاب الفنّ أنّ محمّد بن إسماعيل النيسابوري كان من تلك القبيلة ، غير أنّي وجدت في نسخة وقعت إليّ من كتاب الكشّي في ترجمة الفضل بن شاذان حكاية عنه بهذه الألفاظ :
ذكر أبوالحسين ۲ محمّد بن إسماعيل البندقي النيسابوري : أنّ الفضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد اللّه بن طاهر عن نيسابور ، بعد أن دعا به ، واستعلم كتبه فذكر : أنّه يحبّ أن يقف على قوله في السلف ، فقال أبو محمّد : أتولّى أبابكر وأتبرّأ من عمر ، فقال له : ولِمَ تتبرّأ من عمر؟ فقال : لإخراجه العبّاس من الشورى ، فتخلّص منه بذلك . ۳
وظنّي أنّ في الكتاب : البَنْدَفَرَّ ـ بالفاء والراء المشدّدة ـ كما في كتاب الرجال للشيخ ۴ وسائر الكتب ، و«القاف» و«الياء» تصحيف وتحريف من عمل الناسخ ، فبعض الآخذين في هذه الصناعة على غير حذاقة وتمهّرٍ بنى على هذا التصحيف والتحريف .
وقال الكشّي أيضا في ترجمة أبي يحيى الجرجاني :
كان من أجلّة أصحاب الحديث ، ورزقه اللّه هذا الأمرَ ، وصنّف في الردّ على أصحاب الحشو مصنّفاتٍ كثيرةً ، وألّف من فنون الاحتجاجات كتبا مِلاحا . وذكر محمّد بن إسماعيل أنّه هجم عليه محمّد بن طاهر ، فأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه ،

1.في حواشي النسخ : «على صيغة المجهول ، أي لا أظنّه ، ومنه آلْبِرَّ تُرَوْن بهنّ ، (منه مدّ ظلّه العالي)» .

2.أبو الحسن . نسخة .

3.اختيار معرفة الرجال : ۵۳۸ ـ ۵۳۹ / ۱۰۲۴ .

4.رجال الطوسي : ۴۹۶ / ۲۰ ، فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام ، حرف الميم .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 82153
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي