367
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

الهوى إلى الشيء لا ينافي القدرة على ضدّه بل التعليل من قبيل الواسطة [في] الإثبات لا الثبوت .
قال عليه السلام : فإذا أحبّ اللّه شيئاً لم يبغضه . [ ص۱۵۲ ح۱ ]
أقول : فإن قلت : إنّ في سورة الفتح : « لَّقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ »۱ وقال : « فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ »۲ .
وروى الزمخشري عن جابر بن عبداللّه أنّه قال : بايعنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله تحت الشجرة على الموت ، وعلى أن لا نفرّ ، فما نكث أحد منّا البيعة إلاّ حرّ ۳ بن قيس وكان منافقاً فأحبني تحت الشجرة ۴ بعيره ولم يسر مع القوم ۵ . انتهى .
وقد فرقوا بعد بيعة الرضوان في غزوة خيبر ، روى البخاري عن البراء بن عازب أنّه قيل له : طوبى لك صحبت رسول اللّه وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن أخي ! إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده ۶ . انتهى . وظاهره يعطي خلاف ما في هذا الخبر من أنّه لم يبغض من أحبّه وهو من رضي عنه .
قلت : غفلت عن قوله : « إِذْ يُبَايِعُونَكَ » التعليلي يعني أنّه تعالى قد رضي عن المؤمنين من جهة ومن حيث يبايعونك لا مطلقاً على تقدير شمول وصف المؤمنين لهم وليس كذلك.
فإن قلت : إنّ قوله تعالى «إذ» في قوله «إذ يبايعونك » يدلّ على أنّه لم يكن راضياً عنهم قبل ذلك ، فيدلّ على حدوث رضائه عنهم بسبب البيعة ، والحديث يدلّ على خلافه .

1.الفتح (۴۸) : ۱۸ .

2.الفتح (۴۸) : ۱۰ .

3.في المصدر : «جد» .

4.في المصدر : «اختبأ تحت إبط» بدل «فأحبني تحت الشجرة» .

5.الكشّاف ، ج۳ ، ص۵۴۳ .

6.صحيح البخاري ، ج ۵ ، ص ۶۶ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
366

قال عليه السلام : ما من قبض . [ ص۱۵۲ ح۱ ]
أقول : أي نهي عن شيء . يقول : قبضت الشيء قبضاً إذا أحدثه . والقبض خلاف البسط فكان الناهي أخذ المنهيّ عن أن يفعل المنهيّ عنه .
قال عليه السلام : ولا بسط . [ ص۱۵۲ ح۱ ]
أقول : أي أمر ، ويحتمل أن يراد رخصة .
قال عليه السلام : ابتلاء وقضاء . [ ص۱۵۲ ح۲ ]
أقول : الامتحان والاختبار ۱ ، ويقال : الفتنة أيضاً في سورة الأعراف: « إِنْ هِىَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ »۲ وقال تعالى : « أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ »۳ .

باب السعادة والشقاء

قال عليه السلام : خلق السعادة . [ ص۱۵۲ ح۱ ]
أقول : أي الكاشف عنهما لا هما ، وعليه يحمل ما يجيء في ذيل باب طينة المؤمن والكافر في أوّل آخر باب منه ، وفيه زيادة وقوع الأوّل .
قوله : «فثمّ تثبت الطاعة» وكذا المعصية ومع خلق السعادة والشقاء ، قال هذا حين خلق مادّة كلّ روح ، فجعل بعض المادّة ماءً عذباً ، وبعضها ماءً أُجاجاً ، وخلق بعضهم في علّيين ، وبعضهم في سجّين ونحو ذلك ، كما يجيء في الباب المذكور من قول أبي جعفر عليه السلام : « إنّ اللّه عزّوجلّ قبل أن يخلق الخلق قال : كن ماء عذباً أخلق منك جنّتي وأهل طاعتي ، وكن ملحاً أُجاجاً أخلق منك ناري وأهل معصيتي» ۴ وكذا ما وقع عنه عليه السلام : « وقلوبهم تهوي إلينا لأنّها خلقت ممّا خلقنا منه ۵ وهو لا يقتضي الجبر ؛ لأن

1.الأعراف (۷) : ۱۵۵ .

2.العنكبوت (۲۹) : ۲ .

3.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۵۵ .

4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۶ ، ح۱ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۸۲ ، ح۴۱۲ .

5.الكافي ، ج۱ ، ص۳۹۰ ، باب خلق الأبدان الأئمة . . . ، ح۴ ؛ وج۲ ، ص۴ ، باب طينة المؤمن والكافر ، ح۴ ؛ علل الشرائع ، ج۱ ، ص۱۱۶ ، ح۱۲ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 41627
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي