243
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

قال عليه السلام : انسب لنا ربّك . [ ص۹۱ ح۱ ]
أقول : أي اذكر نسب ربّك لنا ، من الجائز كون نسبه تعالى مذكوراً في التوراة ، فعلموا وأرادوا أن يمتحنوه عليه السلام في أنّه هل يوافق ما علموا ، أم لا ؟
قال عليه السلام : فلبث ثلاثاً . [ ص۹۱ ح۱ ]
أقول : أي ثلاث ساعات ، ولو كان المراد أيّاما ، لقال : ثلاثة ، وانقطع الوحي ثمّ نزل « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ولعلّ المصلحة في تأخيره الوحيَ إرشادٌ للناس في سكوتهم عمّا لم يعلموا .
قال عليه السلام : قل هو اللّه أحد . [ ص۹۱ ح۱ ]
أقول : يستفاد من أوّل هذا الخبر أنّ القول لهم في قوله تعالى : قل لليهود [هو اللّه أحد] .
قال قدس سره : ورواه . [ ص۹۱ ح۱ ]
أقول : الضمير يعود إلى مضمون ذلك الخبر .
قال قدس سره : [حمّاد بن] عمرو النصيبيّ . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : نسبة إلى «نصيبِينَ» على صيغةِ ، جمعِ نصيب ، وهو اسم بلد .
قال قدس سره : فقال : نسبة اللّه . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : إنّما سمّيت هذه السورة « نسبةَ اللّه » لكونها مذكورةً جواباً عن السؤال عن نسبة اللّه و إن اشتملت على نفي النسبة عنه إلى خلقه كما قال اللّه تعالى : « أحداً صمداً » ، وهما منصوبان بفعل مقدّر أي في تسميته أحمدا صمدا.
ولما كان لهما لوازمُ مثلاً إنّ معنى «أحد» الفرد المتفرّد المتقدّس عن الماهيّة ، فيكون هو الوجودَ القائمَ بذاته ، ومعنى «الصمد» المصمود إليه في الحوائج من صمده : إذا قصده ۱ . أراد أن يبيّن لوازمهما ، فقال : «أزليّاً » ناظر إلى معنى أحد ، وهو منصوب بفعل مقدّر أي يعني أزليّاً ، أو بالتفسير أي أزليّاً يعني متفرّداً في الوجود عمّا عداه في الأزليّة

1.مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۶۳۵ (صمد) .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
242

أقول : استفهام بتقدير القول ، وتكرار للسؤال وإحضار له .
قال عليه السلام : هو كائن . [ ص۹۰ ح۶ ]
أقول : إنّه استيناف بياني .
قال عليه السلام : بلا كينونة كائن . [ ص۹۰ ح۶ ]
أقول : على الإضافة ، أي بلا حدوث يكون ، كأنّه عليه السلام استنبط نحواً من الارتكاب على ذلك اليهوديّ ، والتعجّب منه فكأنّه في معرض السؤال بأنّه كيف يكون شيء بلا كينونة كائن ؟ ! فقال عليه السلام : « كان بلا كيفَ » مبنيّ على الفتح للاستفهام الإنكاري ، أي بلا تعجّب وإنكار بأن يقال : «يكون» .
« بلى » إثبات لما لاح عن اليهودي من الإنكار ، أي بلى يكون ، ثمّ بلى يكون . وقوله: « كيف يكون له قبل » استيناف بياني لقوله : « بلى » .
قال عليه السلام : ولا غاية إليهاء . [ ص۹۰ ح۶ ]
أقول : على الإضافة ، وهو نفي الانتهاء به بالنظر إلى الاستقبال أو في شيء من الجانبين بل إنّه باقٍ ببقاء سرمديّ غير زمانيّ ؛ لتقدّسه عن الزمان كتقدّسه عن المكان .
قال عليه السلام : الهبل . [ ص۹۰ ح۸ ]
أقول : يقال : هبلته اُمّه : ثكلته . هذا هو الأصل ، ثمّ يستعمل في معنى المدح والإعجاب . يقال : لاُمّك هبل أي ثكل كذا في النهاية ۱ . وهذا دعا[ ء ] عليه بالموت .

[ باب النسبة ]

قال عليه السلام : باب النسبة . [ ص۹۱ ]
أقول : يقال : نَسَبَهُ يَنْسبهُ وينسبه نَسَباً محرَّكة ، ونِسْبةً بالكسر ، إذا ذكر نَسَبه ۲ ، وذكر نسب من لا نسب له بيان أنّه لا نسب له .

1.النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۴۱ (هبل) .

2.في الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۰ (نسب) : «ونسبت الرجل أنسبه ـ بالضمّ ـ نسبةً ونسباً ، إذا ذكرت نسبه» .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 41626
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي