231
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

أقول : المعاناة : تحمّل التعب في فعل . والمراد بها هاهنا أن يكون فعله بكيفيّة وقوّة موجودة في نفسها قائمةٍ بذاته تعالى . وقوله : « بنفسه » أي كون فعله بمباشرة ومعالجة توهّماً من السائل . والمراد من المعالجة قوّة موجودة في الخارج قائمة به . وأصل المباشرة الملابسة ، وأصل المعالجة فعل البدن . وقد بان أمر التوحيد في فعله حيث لا شريك له من المباشرة والمعالجة .

[باب أنّه لا يعرف إلاّ به ]

قال عليه السلام : باب أنّه لا يعرف إلاّ به . [ ص۸۵ ]
أقول : ذلك بنصب أدلّة دالّة على وجود تعالى كما في سورة الأعراف : « أَوَ لَمْ يَنظُرُواْ فِى مَلَكُوتِ السَّمَـوَ تِ وَالأَْرْضِ »۱ أي نظروا وعرفوا من دون بيان أحد . نعم لمعرفة اللّه مرتبة اُخرى فوق ما هو حاصل لكلّ عاقل ، وهي أن لا يوصف تعالى بغير ما وصف به نفسه ، وهو مكلّف به .
وما في كتاب التوحيد للصدوق في باب أنّه عزّوجلّ لا يعرف إلاّ به بعد نقل هذا المعنى عن بعض أهل الكتاب من الاعتراض بأنّه يلزم أن يكون العارف باللّه بدون بيان أحد نبيّاً وحجّةً على نفسه ظاهر الاندفاع ۲ .
قال عليه السلام : اعرفوا اللّه باللّه . [ ص۸۵ ح۱ ]
أقول : يعني بما دلّكم به على نفسه من الآيات العجيبة . وقوله : « اعرفوا » وهو أمر في معنى الخبر كقولك لما رأيته من بعيد وهو يؤمّك : كن زيداً .
قال عليه السلام : بالرسالة . [ ص۸۵ ح۱ ]
أقول : أي بما يكون مع كلّ رسول من خارق العادة الدالّة على كونه رسولاً من مرسله .

1.الأعراف (۷) : ۱۸۵ .

2.التوحيد ، ص۲۹۰ ، ذيل ح ۱۰ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
230

وبالجملة ، إنّها لما كانت أشياءَ ، فتحتاج إلى المُشَيِّء الذي هو خلاف الأشياء في الشيئيّة على ما قال « وأنّ صانعهم غيرهم » بفتح الهمزة عطفاً على « أنّهم مصنوعون » ، و« ليس مثلهم » معطوف على « غيرهم » .
قال عليه السلام : وفيما يجري . [ ص۸۴ ح۶ ]
أقول : عطف على « في ظاهر التركيب » للتفسير .
قال عليه السلام : النفي [ والإثبات ] منزلة . [ ص۸۴ ح۶ ]
أقول : دليل على أنّه تعالى شيء بحقيقة الشيئيّة بأنّه لولاه ، لكان معدوماً بحقيقة العدم ؛ إذ ليس بين المنزلتين منزلة .
قال عليه السلام : قال : نعم . [ ص۸۴ ح۶ ]
أقول : على معنى كون إنّيّته ـ أي وجوده ـ عينَ مائيّته . وبالجملة ، إنّ مائيّته تعالى إنّيّتُه القائم بذاته بخلاف ما عليه شاكلة غيره تعالى ؛ لتغايرهما فيه كما تقرّر في حكمة ما بعد الطبيعة ، فالإنّيّة هو المائيّة فيه تعالى ، وفي غيره غيرُها .
قال عليه السلام : جهة الصفة . [ ص۸۴ ح۶ ]
أقول : وهو مقدّس عن الصفة ؛ لكونها عينَ ذاته .
قال عليه السلام : والإحاطة . [ ص۸۴ ح۶ ]
أقول : يعني إحاطةَ الذهن به من حيث علمه به ، أو إحاطتَه تعالى بالصفة .
وقوله : «ولكن » استدراك لئلاّ ينساق الوهم من نفي الكيفيّة إلى نفي المائيّة ومن إثبات المائيّة إثبات الكيفيّة .
قال عليه السلام : من جهة التعطيل . [ ص۸۵ ح۶ ]
أقول : لعلّ المراد من التعطيل عِرْوُه ۱ عن المائيّة التي هي عين الإنّيّة ، ومن الجهة لفظ يتبادر منه ذلك كما في الممكنات على ما نبّه عليه بقوله : « لأنّ من نفاه فقد أنكره » .
قال عليه السلام : فيعاني . [ ص۸۵ ح۶ ]

1.«عِروُه» ، أي خلوّه . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۲۳ (عرو) .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 41632
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي