161
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

وأمّا بكاء بقاع الأرض وأبواب السماء ، فلعلّه محمول على تشرّفهما بأعماله الواقعة فيها الصاعدة إليها .
قال عليه السلام : فتليهم . [ ص۳۸ ح۵ ]
أقول : في بعض النسخ : فتأمّهم الجفاه . يقال : أمَّ زيد القوم في الصلاة وغيرها وهم يقتدون به ويتّبعونه ، فيَضلّون الجفاة في أفكارهم واجتهاداتهم ۱ ، بفتح الياء المضارعة ، فيُضلون بضمّ الياء المضارعة ، أي المقتدون .
ثمّ إنّ الجفاة جمع الجافي ، بمعنى البعيد من الحقّ ۲ . والمراد هنا من الجفاة : الجاهلون ، أي إنّ العلم لا ينقطع ، ولا يقبض اللّه بموت العالم ، وإنّما سبب الجهل بعد موته أنّ الجهّال قاموا مقام العلماء ، وكانوا ضالّين بأنفسهم ، ومضلّين لغيرهم .
قال عليه السلام : تسخى۳. [ ص۳۸ ح۶ ]
أقول : بتخفيف الخاء ، وفاعله « نفسي » . و« فينا » ظرف مرفوع محلاًّ خبراً عن قول اللّه ، وجملة المبتدأ والخبر استينافيّة بيانيّة ، أي لأنّ فينا قول اللّه .
وعلى تقدير تشديد الخاء فاعله «قول اللّه » ، ومفعوله « نفسي » والظرف الأوّل متعلّق بقوله : « تسخى » والثاني بـ « سرعة » .
وفي الصحاح : السخاوة والسخا : الجود ، وسَخَّيْتُ نفسي عن الشيء : إذا تركتُه ۴ .

باب مجالسة العلماء وصحبتهم

قال عليه السلام : يذكرون اللّه . [ ص۳۹ ح۱ ]
أقول : أي يُسندون أقوالهم إلى ما ينتهي إلى الوحي ، فالمراد من الذكر ما يقابل النسيان .

1.شرح المازندراني ، ج ۲ ، ص ۹۳ .

2.شرح المازندراني ، ج ۹ ، ص ۱۳۴ .

3.في الكافي المطبوع : «يسخى» .

4.الصحاح ، ج ۱۴ ، ص ۳۷۳ ( سخا ) .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
160

باب حقّ العالم

قال عليه السلام : ولا تجلس خلفه . [ ص۳۷ ح۱ ]
أقول : لأنّ السؤال من خلف العالم يؤذيه .
قال عليه السلام : من الصائم . [ ص۳۶ ح۱ ]
أقول : حيث إنّ الصوم حقيقةً كفُّ النفس عن المفطرات ، والعالم يكفّ نفسه وأصحابَه عن الآراء الباطلة والأهواء المردية ، وهو أفضل من ذاك .
قال عليه السلام : القائم . [ ص۳۷ ح۱ ]
أقول : أي القائم في آناء الليل للعبادة ، العالم القائم لاقتباس العلوم والعارف بشركة عقله وحبالة فهمه أفضل من ذلك ؛ لإزاحة الشكوك المظلمة عن طرق الحقّ ، فيجعلها صراطاً سويّاً ، فمن هذه الجهة يكون أفضل من الغازي في سبيل اللّه ، فلذا تسمع أنّ مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء .

باب فقد العلماء

قال عليه السلام : عن أبي أيّوب [ الخزّاز ] . [ ص۳۸ ح۱ ]
أقول : هو إبراهيم بن زياد أو ابن عيسى أو ابن عثمان الممدوح الثقة .
قال عليه السلام : لا يسدّها شيء . [ ص۳۸ ح۲ ]
أقول : فإنّ الفقهاء حصون عديدة ، فإذا زال حصن ، حصل ثلمة من جهة زواله ، ولا يقوم حصن آخَرُ مقامه .
قال عليه السلام : بكت عليه الملائكة . [ ص۳۸ ح۳ ]
أقول : لعلّ المراد منهم الملائكة الموكَّلون به وبأعماله . وفيه نوع من المجاز حيث يكون المراد منه حبَّهم له ، وإلاّ فالرضا بقضاء اللّه من أوجب الواجبات ؛ قال عزّ من قائل : « لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَاكُمْ »۱ .

1.الحديد (۵۷) : ۲۳ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 42433
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي