157
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

[ باب ثواب العالم والمتعلّم ]

قال عليه السلام : وإنّه يستغفر . [ ص۳۴ ، ح۱ ]
أقول : قد تقدّم في خطبة هذا الكتاب أنّ بقاء الإنسان بالتعليم والتعلّم ، وذلك لما بقوا طرفة عين ، وبقاء ما عداه من أصناف الحيوانات لبركة العابدين من المكلّفين من الناس والجنّ . ومن البيّن أنّ كلّ حيوان يجب بقاء ذاته ، فيستغفر لطالب العلم حبّاً لبقاء سببه المُبقي له .
قال عليه السلام : فإن علّمه غيره . [ ص۳۵ ح۳ ]
أقول : أي وإن علّم المتعلّم غيرَه ، فالضمير المرفوع المستتر يعود إلى المتعلّم ، وهو المعلّم الثاني .
قال عليه السلام : ذلك له . [ ص۳۵ ح۳ ]
أقول : أي للمعلّم الأوّل .
قال عليه السلام : من أوزارهم شيئاً . [ ص۳۵ ح۴ ]
أقول : فحينئذٍ لا ينافي كريمة « لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى »۱ بل هناك وزران : أحدهما : لمن علَّم باب ضلال . وثانيهما : لمن عمل به . ووزرُه كأوزارهم من دون أن ينتقص منها شيء .
قال عليه السلام : المهج . [ ص۳۵ ح۵ ]
أقول : جمع المهجة بضمّ الميم وسكون الهاء : الروح ۲
.
قال عليه السلام : وخوض . [ ص۳۵ ح۵ ]
أقول : الخوض : الذهاب في قعر الماء ۳ .

1.الأنعام (۶) : ۱۶۴ وغيرها .

2.شرح المازندراني ، ج ۲ ، ص ۵۸ .

3.قال في النهاية ، ج ۲ ، ص ۸۸ (خوض) : «أصل الخوض : المشي في الماء وتحريكه ، ثمّ استعمل في التلبّس بالأمر والتصرّف فيه» . وفي شرح المازندراني ، ج ۲ ، ص ۵۸ : «الخوض في الماء : الدخول فيه» .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
156

أقول : تقول : وعيت الحديث أَعِيه وَعْيَاً : إذا حقّقتَه وفهمتَه ۱ .

[ باب أصناف الناس ]

قال عليه السلام : وخاب من افترى . [ ص۳۴ ح۱ ]
أقول : أي على اللّه ، قال عزّ من قائل في سورة يونس : « قُلْ أَرَءَيْتُم مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَ حَلَـلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ »۲ .
قال عليه السلام : وغثاء . [ ص۳۴ ح۲ ]
أقول : قال صاحب النهاية : الغُثاء ـ بالضمّ والمدّ ـ : ما يجيء فوق السيل ممّا يحمله من الزَبَد والوَسَخ وغيره ۳ .
قال عليه السلام : يغدو . [ ص۳۴ ح۴ ]
أقول : بالغين المعجمة والدال المهملة ، غدا يغدو غُدُوّاً بضمّتين وتشديد الواو ، أي يسير في النصف الأوّل من اليوم . والمراد أنّه يكون في كلّ صباح ۴ .
قال عليه السلام : من سلك طريقاً . [ ص۳۴ ، ح۱ ]
أقول : أي مشى إلى أبواب العلماء مشياً ، أو تصفّح الكتب تصفّحاً ، أو تفكّر في نفسه تفكّراً .
قال عليه السلام : لتضع أجنحة . [ ص۳۴ ح۱ ]
أقول : لعلّ المراد بوضع الأجنحة نزولهم عند مجالس العلماء وترك الطيران ، أو إظلالُهم بها ، أو الشفقة والتواضع له ۵ تعظيماً لحقّه كما في قوله تعالى : « وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ »۶ . وعلى التقادير فيه استعارة تمثيليّة .

1.النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۰۷ (وعي) . وانظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۲۵ (وعي) .

2.يونس (۱۰) : ۵۹ .

3.النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۴۳ (غثا) .

4.راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۴۶ (غدا) .

5.كذا ، والظاهر الإتيان بضمير الجمع بدلاً من المفرد في «له» أي للعلماء ، وكذا في «لحقّه» ، فتأمّل .

6.الإسراء (۱۷) : ۲۴ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 42430
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي