261
مكاتيب الأئمة ج5

الرّضا عليه السلام جارية ، فلمّا أُدخلت إليه اشمأزّت من الشّيب ، فلمّا رأى كراهيتها ردّها إلى المأمون ، وكتب إليه بهذه الأبيات شعرا :
نَعى نَفسي إلى نفسي المَشيبُ
وَعِندَ الشَّيبِ يَتَّعِظُ اللَّبيبُ

فَقَد وَلَّى الشَّبابُ إِلى مَداهُ
فَلَستُ أَرى مَواضِعَهُ يَؤُبُ

سَأَبكيهِ وَأَندُبُه طَويلاً
وَأَدعوهُ إِليَّ عَسى يَجيبُ

وَهَيهاتَ الّذي قَد فاتَ عَنِّي
تُمَنِّيني بِهِ النَّفسُ الكَذوبُ

وَراعَ الغانياتُ بَياضُ رَأسي
وَمَن مَدَّ البَقاءُ لَه يَشيبُ

أَرى البيضَ الحِسانَ يَجدِفُ عَنِّي
وَفي هِجرانِهِنَّ لَنا نَصيبُ

فَإِن يَكُن الشَّبابُ مَضى حَبيبا
فَإِنَّ الشَّيبُ أَيضا لي حَبيبُ

سَأَصحَبهُ بِتَقوى اللّهِ حَتَّى
يُفَرِّقُ بَينَنا الأَجَلُ القَريبُ 1

171

كتابه عليه السلام إلى الحسن بن شاذان الواسطيّ

في الصّبر في دولة الباطل

۰.الحسين بن محمّد و محمّد بن يحيى جميعا ، عن محمّد بن سالم بن أبي سلمة ، عن الحسن بن شاذان الواسطيّ۲، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السلام أشكو جَفاء أهل واسط و حملهم عليّ ، و كانت عصابة من العثمانيّة تؤذيني . فوقّع بخطّه :إِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَخَذَ ميثاقَ أَوليائِنا عَلى الصَّبرِ في دَولَةِ الباطِلِ « فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ »۳ فَلَو قَد قامَ سَيِّدُ الخَلقِ لَقالوا « قَالُواْ يَـوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَـذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ »۴ . ۵

1.عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج۲ ص۱۷۸ ح۸ ، بحار الأنوار : ج۴۹ ص۱۶۴ ح۴ .

2.لم نجده بهذا العنوان في التّراجم ، بل في بعض التّراجم الحسين بن شاذان الواسطيّ .

3.القلم : ۴۸.

4.يس : ۵۲ .

5.الكافي : ج۸ ص۲۴۷ ح۳۴۶ ، بحار الأنوار : ج۵۳ ص۸۹ ح۸۷ .


مكاتيب الأئمة ج5
260

169

كتابه عليه السلام إلى أبي جعفر عليه السلام

في الإنفاق

۰.أحمد بن محمّد بن خالد ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى۱جميعا ، عن ابن أبي نصر ، قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الرّضا إلى أبي جعفر عليهماالسلام :يا أَبا جَعفَرٍ ، بَلَغَني أَنَّ المَواليَ إِذا رَكِبَت أَخرَجوكَ مِنَ البابِ الصَّغيرِ ، فَإِنَّما ذلِكَ مِن بُخلٍ مِنهُم ؛ لِئَلَا يَنالَ مِنكَ أَحَدٌ خَيرا ، وَأَسأَلُكَ بِحَقِّي عَلَيكَ لا يَكُن مَدخَلُكَ وَ مَخرَجُكَ إِلّا مِنَ البابِ الكَبيرِ ، فَإِذا رَكِبتَ فَليَكُن مَعَكَ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ ، ثُمَّ لا يَسأَلُكَ أَحَدٌ شيئا إِلّا أَعطَيتَهُ. وَمَن سَأَلَكَ مِن عُمومَتِكَ أَن تَبَرَّهُ فَلا تُعطِهِ أَقَلَّ مِن خَمسينَ دينارا ، وَالكَثيرُ إِلَيكَ ، وَمَن سَأَلَكَ مِن عَمَّاتِكَ فَلا تُعطِها أَقَلَّ مِن خَمسَةٍ وعِشرينَ دينارا ، وَالكَثيرُ إِلَيكَ ، إِنَّي إِنَّما أُريدُ بِذلِكَ أن يَرفَعَكَ اللّهُ ، فَأَنفِق وَلا تَخشَ مِن ذي العَرشِ إِقتارا . ۲

170

كتابه عليه السلام إلى المأمون

في الشّيب

0.أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضى الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه ، قال : حدّثني إبراهيم بن محمّد 3 الحسنيّ ، قال : بعث المأمون إلى أبي الحسن

1.راجع : ص ۱۳۰ الرقم ۷۹ .

2.الكافي : ج۴ ص۴۳ ح۵ ، عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج۱ ص۱۱ ح۲۰ وفيه «حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي اللّه عنهما ـ ، قالا : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قرأت كتاب أبي الحسن الرّضا عليه السلام ...» ، مشكاة الأنوار : ص۴۰۹ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۱۰۲ ح۶ ، وسائل الشيعة : ج۹ ص۴۶۳ ح۱۲۵۰۴ .

3.راجع : ص ۱۳۱ الرقم ۸۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 110564
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي