111
مكاتيب الأئمة ج5

وَ يَطغى ، وَ يَكونَ في ذِكِرِهِ لِرَبِّهِ و قيامِهِ بَينَ يَدَيهِ زاجِرا لَهُ عَنِ المَعاصي ، وَ مانِعا مِن أَنواعِ الفَسادِ . ۱

44

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن سنان

في علل تحريم المحرّمات

۰.عليّ بن أحمد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثنا القاسم بن الرّبيع الصّحّاف ، عن محمّد بن سنان : أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام كتب إليه بما في هذا الكتاب جواب كتابه إليه يسأله عنه :جاءَني كِتابُكَ تَذكُرُ أَنَّ بَعضَ أَهلِ القِبلَةِ يَزعُمُ أَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى لَم يُحِلَّ شَيئا وَ لَم يُحَرِّمَهُ لِعِلَّةٍ أَكثَرَ مِنَ التَّعَبُّدِ لِعِبادِهِ بِذلِكَ ، قَد ضَلَّ مَن قالَ ذلِكَ ضَلالاً بَعيدا ، وَ خَسِرَ خُسرانا مُبِينا ؛ لِأَنَّهُ لَو كان ذلِكَ لَكانَ جائِزا أَن يَستَعبِدَهُم بِتَحليلِ مَا حَرَّمَ وَ تَحريمِ مَا أَحَلَّ ، حَتَّى يَستَعبِدَهُم بِتَركِ الصَّلاةِ وَ الصِّيامِ وَ أَعمالِ البِرِّ كُلِّها ، وَ الإِنكارِ لَهُ وَ لِرُسُلِهِ وَ كُتُبِهِ ، وَ الجُحودِ بِالزِّنا وَ السَّرِقَةِ ، وَ تَحريمِ ذَواتِ المَحارِمِ ، وَ ما أَشبَهَ ذلِكَ مِنَ الأُمورِ الَّتي فيها فَسادُ التَّدبيرِ وَ فَناءُ الخَلقِ ، إِذ العِلَّةُ في التَّحليلِ وَ التَّحريمِ التَّعَبُّدُ لا غيرُهُ .
فَكانَ كَما أَبطَلَ اللّهُ تَعالى بِهِ قَولَ مَن قالَ ذلِكَ ، إِنَّا وَجَدنا كُلَّما أَحَلَّ اللّهُ تَبارَكَ وَ تَعالى فَفيهِ صَلاحُ العِبادِ وَ بَقاؤُهُم ، وَ لَهُم إليهِ الحاجَةُ الَّتي لا يَستَغنونَ عَنها ، وَ وَجَدنا المُحَرَّمَ مِنَ الأَشياءِ لا حاجَةَ بِالعِبادِ إِليهِ ، وَ وَجَدناهُ مُفسِدا داعيا إلى الفَناءِ وَ الهَلاكِ ، ثُمَّ رَأَيناهُ تَبارَكَ وَ تَعالى قَد أَحَلَّ بَعضَ ما حَرَّمَ في وَقتِ الحاجَةِ ؛ لِما فيهِ مِنَ الصَّلاحِ في ذلِكَ الوَقتِ ، نَظيرَ ما أَحَلَّ مِنَ المَيتَةِ وَ الدَّمِ وَ لَحمِ الخِنزيرِ إِذا اضطَرَّ إِليها المُضطَّرُ ؛ لِما في ذلِكَ الوَقتِ مِنَ

1.علل الشرائع : ص۳۱۷ ح۲ ، بحار الأنوار : ج۸۲ ص۲۶۱ ح۱۰ ، و راجع : كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۱ ص۲۱۴ ، عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج۲ ص۱۰۳ ، بحار الأنوار : ج۸۲ ص۲۶۱ ح۱۰ .


مكاتيب الأئمة ج5
110

أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام كَتب إليه فيما كَتب من جواب مسائله :حَرَّمَ اللّهُ عز و جل قَذفَ المُحصَناتِ ؛ لِما فيهِ مِن فَسادِ الأَنسابِ ، وَ نَفي الوَلَدِ ، وَ إِبطالِ المَواريثِ ، وَ تَركِ التَّربيَةِ ، وَ ذَهابِ المَعارِفِ ، وَ ما فيهِ مِنَ المَساوئ وَ العِلَلِ الَّتي تُؤَدِّي إِلى فَسادِ الخَلقِ . 1

43

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن سنان

في علّة الصّلاة

۰.عليّ بن أحمد بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثنا القاسم بن ربيع الصّحّاف ، عن محمّد بن سنان : أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله :إنَّ عِلَّةَ الصَّلاةِ أَنَّها إقرارٌ بِالرُّبوبيَّةِ للّهِ عز و جل ، وَ خَلعُ الأَندادِ ، وَ قيامٌ بَينَ يَدي الجَبَّارِ جَلَّ جَلالُهُ بالذُّلِّ وَ المَسكَنَةِ وَ الخُضوعِ وَ الِاعتِرافِ ، وَ الطَّلبُ لِلإِقالَةِ مِن سالِفِ الذُّنوبِ ، وَ وَضعُ الوَجهِ عَلى الأَرضِ كُلَّ يَومٍ خَمسَ مَرَّاتٍ إعظاما للّهِ عز و جل ، وَ أَن يَكونَ ذاكِرا غَيرَ ناسٍ وَ لا بَطِرٍ ، وَ يَكونُ خاشِعا مُتَذَلِّلاً ، راغِبا ، طالِبا لِلزِّيادَةِ في الدِّين وَ الدُّنيا ، مَعَ ما فيهِ مِنَ الانزِجارِ وَ المُداوَمَةِ عَلى ذِكرِ اللّهِ عز و جل بِاللَّيلِ وَ النَّهارِ ؛ لِئَلَا يَنسى العَبدُ سَيِّدَهُ وَ مُدَبِّرَهُ وَ خالِقَهُ فَيَبطَرَ

1.علل الشرائع : ص۴۸۰ ح۱ ، وسائل الشيعة : ج۲۸ ص۱۷۴ ح۳۴۴۸۹.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 110577
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي