167
منتخب نهج الذكر

ويَحوطُها بِكَنَفِهِ ، ويُدَبِّرُ كُلّاً مِنها بِمَصلَحَتِهِ .
وأمَّا الجَماداتُ فَهُوَ يُمسِكُها بِقُدرَتِهِ؛ ويُمسِكُ المُتَّصِلَ مِنها أن يَتَهافَتَ ، ويُمسِكُ المُتَهافِتَ مِنها أن يَتَلاصَقَ ، ويُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ ، ويُمسِكُ الأَرضَ أن تَنخَسِفَ إلّا بِأَمرِهِ ، إنَّهُ بِعِبادِهِ رَؤوفٌ رَحيمٌ . ۱

2 ـ رَأسُ الشُّكرِ

۴۸۴.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الحَمدُ للّهِِ» رَأسُ الشُّكرِ ، ما شَكَرَ اللّهَ عَبدٌ لا يَحمَدُهُ . ۲

3 ـ حَقُّ الشُّكرِ

۴۸۵.الإمام عليّ عليه السلام :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَرِيَّةً ۳ فَقالَ : اللّهُمَّ إنَّ لَكَ عَلَيَّ إن رَدَدتَهُم سالِمينَ غانِمينَ أن أشكُرَكَ أحَقَّ الشُّكرِ .
قالَ : فَما لَبِثوا أن جاؤوا كَذلِكَ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الحَمدُ للّهِِ عَلى سابِغِ نِعَمِ اللّهِ . ۴

۴۸۶.مكارم الأخلاق :نَفَرَت بَغلَةٌ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام فيما بَينَ مَكّةَ وَالمَدينَةِ ، فَقالَ : لَئِن رَدَّهَا اللّهُ عَلَيَّ لَأَشكُرَنَّهُ حَقَّ شُكرِهِ .
فَلَّما أخَذَها قالَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ قالَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «شُكرا للّهِِ» . ۵

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۸۲ ح ۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۲۷۴ ح ۱۷ و ج ۹۲ ص ۲۲۴ ح ۲ .

2.نوادر الاُصول : ج ۱ ص ۴۱۲ ، الآداب للبيهقي : ص ۴۵۹ ح ۱۰۲۹ ، كنزالعمّال : ج ۳ ص ۲۵۵ ح ۶۴۱۹ .

3.السَّريّة : طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمئة تُبعَث إلى العدوّ ، وجمعها السرايا ، سمّوا بذلك لأنّهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم ؛ من الشيء السريّ : النفيس (النهاية : ج ۲ ص ۳۶۳) .

4.مشكاة الأنوار : ص ۷۰ ح ۱۱۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۱۴ ح ۱۷ .

5.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۷۸ ح ۲۱۹۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۱۵ ح ۱۸ .


منتخب نهج الذكر
166

4 / 1

تَفسيرُ الحَمدِ

1 ـ شُكرُ النِّعَمِ

۴۸۰.الإمام عليّ عليه السلامـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ: الحَمدُ شُكرٌ . ۱

۴۸۱.عنه عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى مَلِكِ الرّومِ حينَ سَأَلَهُ عَن تَفسيرِ فاتِحَةِ الكِتابِ ـ: أمّا قَولُهُ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ » فَذلِكَ ثَناءٌ مِنّا عَلى رَبِّنا تَبارَكَ وتَعالى بِما أنعَمَ عَلَينا . . . . ۲

۴۸۲.الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ قَولَهُ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ» إنَّما هُوَ أداءٌ لِما أوجَبَ اللّهُ عز و جلعَلى خَلقِهِ مِنَ الشُّكرِ ، وشُكرٌ لِما وَفَّقَ عَبدَهُ مِنَ الخَيرِ . ۳

۴۸۳.الإمام الجواد عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلَى الرِّضا عليه السلام فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ» ما تَفسيرُهُ؟
فَقالَ : لَقَد حَدَّثَني أبي عَن جَدّي عَنِ الباقِرِ عَن زَينِ العابِدينَ عَن أبيهِ عليهم السلام : إنَّ رَجُلاً جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ » ما تَفسيرُهُ؟
فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» هُوَ أن عَرَّفَ عِبادَهُ بَعضَ نِعَمِهِ عَلَيهِم جُمَلاً؛ إذ لا يَقدِرونَ عَلى مَعرِفَةِ جَميعِها بِالتَّفصيلِ ؛ لِأَنَّها أكثَرُ مِن أن تُحصى أو تُعرَفَ ، فَقالَ لَهُم : قولوا : الحَمدُ للّهِِ عَلى ما أنعَمَ بِهِ عَلَينا رَبُّ العالَمينَ ، وهُمُ الجَماعاتُ مِن كُلِّ مَخلوقٍ مِنَ الجَماداتِ وَالحَيَواناتِ؛ وأمَّا الحَيَواناتُ فَهُوَ يُقَلِّبُها ۴ في قُدرَتِهِ ، ويَغذوها مِن رِزقِهِ ،

1.شرح نهج البلاغة : ج ۲۰ ص ۲۶۱ ح ۵۱ وراجع : الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۳۰ .

2.إرشاد القلوب : ص ۳۶۶ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۵۹ ح ۵۳ وج۱۰ ص ۶۱ ح ۴ .

3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۳۱۰ ح ۹۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۵۴ ح ۴۶ .

4.في المصدر : «يقبلها» ، والتصويب من المصدرين الآخرين .

  • نام منبع :
    منتخب نهج الذكر
    المساعدون :
    الافقی، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 173241
الصفحه من 368
طباعه  ارسل الي