مُخَالَفَتِي . فقال : أفعل .
وأخذ الخطّ ، فلمّا وصل أبو الحسن إلى سُرّ مَن رَأى ، وحضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة وغيرهم ، حضر ذلك الرجل وأخرج الخطّ وطالبه ، وقال كما أوصاه ، فألان أبو الحسن له القول عليه السلام ورفقه ، وجعل يعتذر إليه ، ووعده بوفائه وطيبة نفسه .
فنُقل ذلك إلى الخليفة المتوكّل ، فأمر أن يُحمل إلى أبي الحسن عليه السلام ثلاثون ألف درهم . فلمّا حُملت إليه تركها إلى أن جاء الرجل ، فقال : خُذ هَذَا المَالَ وَاقضِ مِنهُ دَينَكَ ، وَأَنفِقِ البَاقِيَ عَلَى عِيالِكَ وَأَهلِكَ ، وَأَعذرِنَا .
فقال له الأعرابيّ : يابن رسول اللّه ، واللّه إنّ أملي كان يقصر عن ثلث هذا ، ولكنّ اللّه أعلم حيث يجعل رسالته . وأخذ المال وانصرف . ۱