الحَيرَانِ المَلهُوفِ ، وَمُرشِدُ الضَّالِّ المَكفُوفِ ، تَشهَدُ خَوَاطِرَ أَسرَارِ المُسِرِّينَ كَمُشَاهَدَتِكَ أَقوَالَ النَّاطِقِينَ ، أَسأَ لُكَ بِمُغَيَّبَاتِ عِلمِكَ فِي بَوَاطِنِ سَرَائِرِ المُسِرِّينَ إِلَيكَ ، أَن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، صَلاةً نَسبِقُ بِهَا مَنِ اجتَهَدَ مِنَ المُتَقَدِّمِينَ ، وَنَتَجَاوَزُ فِيهَا مَن يَجتَهِدُ مِنَ المُتَأَخِّرِينَ ، وَأَن تَصِلَ الَّذِي بَينَنَا وَبَينَكَ صِلَةَ مَن صَنَعتَهُ لِنَفسِكَ وَاصطَنَعتَهُ لِعَينِكَ فَلَم تَتَخَطَّفهُ خَاطِفَاتُ الظِّنَنِ ۱ ، وَلا وَارِدَاتُ الفِتَنِ ، حَتَّى نَكُونَ لَكَ فِي الدُّنيَا مُطِيعِينَ وَفِي الآخِرَةِ فِي جِوَارِكَ خَالِدِينَ .
قنوت الإمام الحسين بن عليّ عليه السلام :
۰.اللّهُمَّ مِنكَ البَدءُ وَلَكَ المَشِيئَةُ [ المَشِئَةُ ] وَلَكَ الحَولُ وَلَكَ القُوَّةُ وَأَنتَ اللّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إلّا أَنتَ ، جَعَلتَ قُلُوبَ أَولِيَائِكَ مَسكَناً لِمَشِيئَتِكَ وَمَكمَناً لإِرَادَتِكَ ، وَجَعَلتَ عُقُولَهُم مَنَاصِبَ أَوَامِرِكَ وَنَوَاهِيكَ ، فَأَنتَ إِذَا شِئتَ مَا تَشَاءُ حَرَّكتَ مِن أَسرَارِهِم كَوَامِنَ مَا أَبطَنتَ فِيهِم ، وَأَبدَأتَ مِن إِرَادَتِكَ عَلى أَلسِنَتِهِم مَا أَفهَمتَهُم بِهِ عَنكَ فِي عُقُودِهِم ، بِعُقُولٍ تَدعُوكَ وَتَدعُو إِلَيكَ بِحَقَائِقِ مَا مَنَحتَهُم بِهِ ، وَإِنِّي لأَعلَمُ مِمَّا عَلَّمتَنِي مِمَّا أَنتَ المَشكُورُ عَلى مَا مِنهُ أَرَيتَنِي وَإِلَيهِ آوَيتَنِي .
اللّهُمَّ وَإِنِّي مَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ عَائِذٌ بِكَ ، لائِذٌ بِحَولِكَ وَقُوَّتِكَ ، رَاضٍ بِحُكمِكَ الَّذِي سُقتَهُ إِلَيَّ فِي عِلمِكَ ، جَارٍ بِحَيثُ أَجرَيتَنِي ، قَاصِدٌ مَا أَمَّمتَنِي ، غَيرُ ضَنِينٍ بِنَفسِي فِيمَا يُرضِيكَ عَنِّي إِذ بِهِ قَد رَضَّيتَنِي ، وَلا قَاصِرٌ بِجُهدِي عَمَّا إِلَيهِ نَدَبتَنِي ، مُسَارِعٌ لِمَا عَرَّفتَنِي ، شَارِعٌ فِيمَا أَشرَعتَنِي ، مُستَبصِرٌ مَا بَصَّرتَنِي ، مُرَاعٍ مَا أَرعَيتَنِي ، فَلا تُخلِنِي مِن رِعَايَتِكَ ، وَلا تُخرِجنِي مِن عِنَايَتِكَ ، وَلا تُقعِدنِي عَن حَولِكَ ، وَلا تُخرِجنِي عَن مَقصَدٍ أَنَالُ بِهِ إِرَادَتَكَ ، وَاجعَل عَلى البَصِيرَةِ مَدرَجَتِي ، وَعَلى الهِدَايَةِ مَحَجَّتِي ،