367
مكاتيب الأئمّة ج6

فأضربوا عنها ، وقالوا : ففي الحُقّة جوهر لا محالة . قال لهم ۱ : تبيعونها ؟ فقالوا : بكَم ؟ قال : يا أبا الحسن ـ يعني ابن شيث الكوثاويّ ـ ادفع إليهم عشر دنانير . فامتنعوا ، فلم يزل يزيدهم ويمتنعون إلى أن بلغ مئة دينار ، فقال لهم : إن بعتم وإلّا ندمتم . فاستجابوا البيع وقبضوا المئة الدينار ، واستثنى عليهم « المُدرّج » والعُكّاز .
فلمّا انفصل الأمر ، قال : هذه عُكّاز مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليهم السلام ، الّتي كانت في يده يوم توكيله سيّدنا الشيخ عثمان بن سعيد العَمريّ رحمهم الله ووصيّته إليه وغيبته إلى يومنا هذا ، وهذه الحُقّة فيها خواتيم الأئمّة عليهم السلام . فأخرجها فكانت كما ذَكَرَ من جواهرها ونقوشها وعددها ، وكان في « المُدرّج » قنوت موالينا الأئمّة عليهم السلام ، وفيه قنوت مولانا أبي محمّد الحسن بن أمير المؤمنين عليه السلام ، وأملاها علينا من حفظه ، فكتبناها على ما سَطَرَ في هذه المدرجة ، وقال : احتفظوا بها كما تحتفظون بمُهمّات الدين وعَزَمات ربّ العالمين جلّ وعزّ ، وفيها بلاغٌ إلى حين .

قنوت سيّدنا الحسن عليه السلام :

۰.يَا مَن بِسُلطَانِهِ يَنتَصِرُ المَظلُومُ ، وَبِعَونِهِ يَعتَصِمُ المَكلُومُ ، سَبَقَت مَشِيَّتُكَ وَتَمَّت كَلِمَتُكَ وَأَنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَبِمَا تُمضِيهِ خَبِيرٌ ، يَا حَاضِرَ كُلِّ غَيبٍ وَيَا عَالِمَ كُلِّ سِرٍّ وَمَلجَأَ كُلِّ مُضطَرٍّ ضَلَّت فِيكَ الفُهُومُ وَتَقَطَّعَت دُونَكَ العُلُومُ ، وَأَنتَ اللّهُ الحَيُّ القَيُّومُ الدَّائِمُ الدَّيمُومُ ، قَد تَرَى مَا أَنتَ بِهِ عَلِيمٌ وَفِيهِ حَكِيمٌ وَعَنهُ حَلِيمٌ ، وَأَنتَ بِالتَّنَاصُرِ عَلى كَشفِهِ وَالعَونِ عَلى كَفِّهِ غَيرُ ضَائِقٍ ، وَإِلَيكَ مَرجِعُ كُلِّ أَمرٍ ، كَمَا عَن مَشِيئَتِكَ مَصدَرُهُ وَقَد أَبَنتَ عَن عُقُودِ كُلِّ قَومٍ ، وَأَخفَيتَ سَرَائِرَ آخَرِينَ ، وَأَمضَيتَ مَا قَضَيتَ ، وَأَخَّرتَ مَا لا فَوتَ عَلَيكَ فِيهِ ، وَحَمَلتَ العُقُولَ مَا تَحَمَّلَت فِي غَيبِكَ ،

1.. القائل هو الحسين بن روح رحمه الله .


مكاتيب الأئمّة ج6
366

العالَمينَ آمينَ » ۱ .

123

كتابه عليه السلام

في ذكر قنوتات الأئمّة الطاهرين عليهم السلام

السيّد ابن طاووس ( عليّ بن موسى ) : وجدت في الأصل الّذي نقلت منه هذه القنوتات ما هذا لفظه ممّا يأتي ذكره بغير إسناد ، ثمّ وجدت بعد سطر هذه القنوتات إسنادها في كتاب عمل رجب وشعبان وشهر رمضان تأليف أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن عبّاس رحمهم الله ، فقال : حدّثني أبو الطيب الحسن بن أحمد بن محمّد بن عمر بن الصباح القزوينيّ ، وأبو الصباح محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن البغداديّ الكاتبان ، قالا : جرى بحضرة شيخنا فقيه العصابة ذكر مولانا أبي محمّد الحسن بن أمير المؤمنين عليهماالسلام ، فقال رجل من الطالبييّن : إنّما ينتقم منه الناس تسليم هذا الأمر إلى ابن أبي سفيان ، فقال شيخنا : رأيتُ أيضاً مولانا أبا محمّد عليه السلام أعظم شأناً وأعلى مكاناً وأوضح برهاناً من أن يقدح في فعل له اعتبار المعتبرين أو يعترضه شكّ الشاكّين وارتياب المرتابين . ثمّ أنشأ يحدّث فقال : لمّا مضى سيّدنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ [ رضي اللّه عنه وأرضاه وزاده علوّاً فيما أولاه ] وفرغ من أمره ، جلس الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر ـ زاد اللّه توفيقه ـ للنّاس في بقيّة نهار يومه في دار الماضي رحمهم الله ، فأخرج إليه ذكاء الخادم الأبيض مُدرّجاً وعُكّازاً وحُقّة خشبٍ مدهونةً ، فأخذ العُكّاز فجعلها في حجره على فخذيه وأخذ المُدرّج بيمينه والحُقّة بشماله ، فقال الورثة : في هذا المُدرّج ذكر ودائع ، فنشره فإذا هي أدعية وقنوت مَوالينا الأئمّة من آل محمّد عليهم السلام

1.. جمال الاُسبوع : ص ۲۹۵ ، مصباح المتهجّد : ص ۳۹۹ وص ۴۰۴ مع اختلافٍ يسير ، بحار الأنوار : ج۹۴ ص۷۳ ح۱ ، وراجع : البلد الأمين : ص ۳۰۳ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109260
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي