227
مكاتيب الأئمّة ج6

250

كتاب له عليه السلام

۰.الحسين بن الحسن بن بندار القمّي قال : حدّثني سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد : أنّ أبا الحسن العسكريّ عليه السلام أمر بقتل فارس بن حاتم القزويني ، وضمن لمن قتله الجنّة ، فقتله جُنيد . وكان فارس فتّاناً يفتن الناس ويدعو إلى البدعة . فخرج من أبي الحسن عليه السلام :هَذَا فَارِسٌ لَعَنَهُ اللّهُ يَعمَلُ مِن قِبَلِي ، فَتَّاناً دَاعِياً إِلَى البِدعَةِ ، وَدَمُهُ هَدَرٌ لِكُلِّ مَن قَتَلَهُ ، فَمَن هَذا الَّذِي يُرِيُحَنِي مِنهُ وَيَقتُلُهُ ، وَأَنَا ضَامِنٌ لَهُ عَلَى اللّهِ الجَنَّةَ .

۰.قال سعد : وحدّثني جماعة من أصحابنا من العراقيّين وغيرهم بهذا الحديث عن جُنيد ، ثمّ سمعته أنا بعد ذلك من جُنيد : أرسل إليّ أبو الحسن العسكريّ عليه السلام يأمرني بقتل فارس بن حاتم القزوينيّ لعنه اللّه ! فقلت : لا ، حتّى أسمعه منه يقول لي ذلك يشافهني به . قال : فبعث إليّ فدعاني ، فصرت إليه فقال :آمُرُكَ بِقَتلِ فَارِسِ بنَ حَاتَمٍ .
فناولني دراهم من عنده ، وقال :
اشتَرِ بِهَذِهِ سِلاحاً فَأَعرِضهُ عَلَيَّ .
فذهبت فاشتريت سيفاً فعرضته عليه ، فقال :
رُدَّ هَذَا وَخُذ غَيرَهُ .
قال : فرددته وأخذت مكانه ساطوراً فعرضته عليه ، فقال : هَذَا نَعَم .

فجئت إلى فارس وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء ، فضربته على رأسه فصرعته وثنيت عليه ، فسقط ميتاً ، ووقعت الضجّة ، فرميت الساطور بين يدي واجتمع الناس ، واُخذت إذ لم يوجد هناك أحد غيري ، فلم يروا معي سلاحاً ولا سكّيناً ، وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئاً ، ولم يُرَ أثر الساطور بعد ذلك . ۱

1.رجال الكشّي :ج۲ ص۸۰۷ الرقم۱۰۰۶ ، وسائل الشيعة:ج۱۵ ص۱۲۴ ح۲۰۱۲۷ وج۲۸ ص۳۱۹ ح۳۴۸۵۸ .


مكاتيب الأئمّة ج6
226

من مواليك أمر الحسن بن محمّد بن بابا ، فما الّذي تأمرنا يا سيّدي في أمره ، نتولّاه ، أم نتبرّأ عنه ، أم نمسك عنه؟ فقد كثر القول فيه . فكتب عليه السلام بخطّه وقرأته :مَلعُونٌ هُوَ وَفِارِسُ ، تَبَرَّؤُا مِنهُمَا لَعَنَهُمَا اللّهُ ، وَضَاعَفَ ذَلِكَ عَلَى فَارِسَ . 1

249

كتابه عليه السلام إلى عليّ بن عمرو القزوينيّ

۰.عبد اللّه بن جعفر الحميريّ۲قال : كتب أبو الحسن العسكريّ عليه السلام إلى عليّ بن عمرو القزوينيّ۳بخطّه :أَعتَقِدُ فِيمَا تَدِينُ اللّهَ تَعَالَى بِهِ ، أَنَّ البَاطِنَ عِندِي حَسَبَ مَا أَظهَرتُ لَكَ فِيمَنِ استَنبَأتُ عَنهُ ، وَهُوَ فَارِسٌ لَعَنَهُ اللّهُ ، فَإِنَّهُ لَيسَ يِسَعُكَ إِلَا الاجتِهَادُ فِي لَعنِهِ وَقَصدُهُ وَمُعَادَاتُهُ وَالمُبَالَغَةُ فِي ذَلِكَ بِأَكثَرِ مَا تَجِدُ السَّبِيلَ إِلَيهِ . مَا كُنتُ آمُرُ أَن يُدَانَ اللّهُ بِأَمرٍ غَيرِ صَحِيحٍ ، فَجِدَّ وَشُدَّ فِي لَعنِهِ وَهتَكِهِ وَقَطعِ أَسبَابِهِ وَصَدِّ أَصحَابِنَا عَنهُ وَإِبطَالِ أَمرِهِ ، وَأَبلِغهُم ذَلِكَ مِنِّي وَاحكِهِ لَهُم عَنِّي ، وَإِنِّي سَائِلُكُم بَينَ يَدِيِ اللّهِ عَن هَذَا الأَمرِ المُؤَكَّدِ ، فَوَيلٌ لِلعَاصِي وَلِلجَاحِدِ .
وَكَتَبتُ بِخَطِّي لَيلَةَ الثَّلاثَاءِ لِتِسعِ لِيَالٍ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمسِينَ وَمِئَتَينِ وَأَنَا أَتَوَكَّلُ عَلَى اللّهِ وَأَحمِدُهُ كَثَيِرَاً . ۴

1.رجال الكشّي : ج۲ ص۸۱۰ الرقم ۱۰۱۱.

2.عبد اللّه بن جعفر بن الحسن بن مالك بن جامع الحميريّ : أبو العبّاس القمّي ، شيخ القميّين ووجههم ، قدم الكوفة سنّة نيف وتسعين ومئتين ، وسمع أهلها منه ، فأكثروا ، وصنّف كتبا كثيرة ( راجع : رجال النجاشي : ج۲ ص۱۸ الرقم ۵۷۳ ) . ذكره الشيخ أيضا قائلاً : إنّه ثقة ( الفهرست : ص۱۰۲ الرقم۴۲۹ ورجال الطوسي : ص۴۰۰ الرقم ۵۸۵۹ ) . وكان من أصحاب الرضا والهادي والعسكريّ عليهم السلام ( راجع : رجال الطوسي : ص۳۷۰ الرقم ۵۵۰۷ و ص۳۸۹ الرقم ۵۷۲۷ ، و ص۴۰۰ الرقم ۵۸۵۹ ورجال البرقي : ص۶۰ ) .

3.اُنظر ترجمته في « عليّ بن عمرو العطّار » بالرقم ۱۸ .

4.الغيبة للطوسي : ص۳۵۲ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۲۲۱ ح۸ نقلاً عنه.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109266
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي