223
مكاتيب الأئمّة ج6

لَعَنَ اللّهُ القَاسِمَ اليَقطِينِيَّ ، وَلَعَنَ اللّهُ عَلِيَّ بنِ حَسَكَةَ القُمِّيَّ ، إِنَّ شَيطَاناً تَرَاءَى لِلقَاسِمِ فَيُوحِي إِلَيهِ زُخرُفَ القَولِ غُرُورَاً . ۱

245

كتابه عليه السلام إلى بعض أصحابه

۰.الحسين بن الحسن بن بندار القمّي ، قال : حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ ، قال : كتب بعض أصحابنا إلى أبي الحسن العسكريّ عليه السلام : جُعلت فداك يا سيّدي ، إنّ عليّ بن حَسكة يدّعي أنّه من أوليائك ، وأنّك أنت الأوّل القديم ، وأنّه بابك ونبيّك أمرته أن يدعو إلى ذلك ، ويزعم أنّ الصلاة والزكاة والحجّ والصوم كلّ ذلك معرفتك ومعرفة من كان فيه ، مثل حال ابن حسكة فيما يدّعي من البابيّة والنبوّة ، فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستعباد بالصلاة والصوم والحجّ ، وذكر جميع شرائع الدين أنّ معنى ذلك كلّه ما ثبت لك ، ومال الناس إليه كثيراً ، فإن رأيت أن تمنّ على مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة . قال : فكتب عليه السلام :
كَذِبَ ابنُ حَسَكَةَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ ، وَبِحَسبِكَ أَنِّي لا أَعرِفُهُ فِي مَوَالِيِّ ، مَا لَهُ لَعَنَهُ اللّهُ ؟ فَوَاللّهِ مَا بَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدَاً وَالأَنبِيَاءَ قَبلَهُ إِلَا بِالحَنِيفِيَّةِ وَالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالحَجِّ وَالوَلايَةِ ، وَمَا دُعِيَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله إِلَا إِلَى اللّهِ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ .
وَكَذَلِكَ نَحنُ الأَوصِياءَ مِن وُلدِهِ عَبِيدُ اللّهِ لا نُشرِكُ بِهِ شَيئاً ، إِن أَطَعنَاهُ رَحِمَنَا ، وَإِن عَصَينَاهُ عَذَّبَنَا ، مَا لَنَا عَلَى اللّهِ مِن حُجَّةٍ ، بَل الحُجَّةُ للّهِ عز و جل عَلَينَا وَعَلَى جَمِيعِ خَلقِهِ ، أَبرَأُ إِلَى اللّهِ مِمَّن يَقُولُ ذَلِكَ ، وَأَنتَفِي إِلَى اللّهِ مِن هَذَا القَولِ ، فَاهجُرُوهُم لَعَنَهُمُ اللّهُ وَأَلجِئُوهُم إِلَى ضِيقِ الطَّرِيقِ ، فَإِن وَجَدتَ مِن أَحَدٍ مِنهُم خَلوَةً فَاشدَخ رَأَسَهُ بِالصَّخرِ . ۲

1.رجال الكشّي : ج۲ ص۸۰۴ الرقم ۹۹۶ ، بحار الأنوار : ج۲۵ ص۳۱۶ ح۸۱ نقلاً عنه.

2.رجال الكشّي : ج۲ ص۸۰۴ الرقم ۹۹۷ ، بحار الأنوار : ج۲۵ ص۳۱۶ ح۸۲ ، وسائل الشيعة : ج۲۸ ص۳۳۶ ح۳۴۸۶۷.


مكاتيب الأئمّة ج6
222

عليّ بن حسكة والقاسم اليقطينيّ ، فما تقول في القبول منهم جميعا ؟ فكتب عليه السلام :لَيسَ هَذَا دِينَنَا فَاعتَزِلهُ . 1

۰.وفي روايةٍ اُخرى : محمّد بن مسعود قال : حدّثني محمّد بن نصير ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى۲، كتب إليه في قومٍ يتكلّمون ويقرأون أحاديث ينسبونها إليك وإلى آبائك ، فيها ما تشمئزّ فيها القلوب ، ولا يجوز لنا ردّها إذا كانوا يروون عن آبائك عليهم السلام ، ولا قبولها لما فيها ؛ وينسبون الأرض إلى قوم يذكرون أنّهم من مواليك ، وهو رجل يقال له عليّ بن حسكة ، وآخر يقال له القاسم اليقطينيّ .
من أقاويلهم إنّهم يقولون : إنّ قول اللّه تعالى :«إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِوَ الْمُنكَرِ»۳معناها رجل ، لا سجود ولا ركوع ، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد درهم ولا إخراج مال ، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي ، تأوّلوها وصيّروها على هذا الحدّ الّذي ذكرت .
فإن رأيت أن تبيّن لنا وأن تمنّ على مواليك بما فيه السلامة لمواليك ونجاتهم من هذه الأقاويل الّتي تخرجهم إلى الهلاك . فكتب عليه السلام :
لَيسَ هَذَا دِينَنَا فَاعتَزِلهُ . ۴

244

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن عيسى

۰.سعد قال : حدّثني سهل بن زياد الآدميّ ، عن محمّد بن عيسى۵، قال : كتب إليّ أبو الحسن العسكريّ عليه السلام ابتداءً منه :

1.رجال الكشّي : ج۲ ص۸۰۳ الرقم۹۹۵ ، بحار الأنوار : ج۲۵ ص۳۱۵ ح۸۰ نقلاً عنه .

2.اُنظر ترجمته في الرقم ۱۰۶ .

3.العنكبوت :۴۵ .

4.رجال الكشّي : ج۲ ص۸۰۲ الرقم۹۹۴ ، بحار الأنوار : ج۲۵ ص۳۱۴ ح۷۹ نقلاً عنه .

5.اُنظر ترجمته في الرقم ۹ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109239
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي