183
مكاتيب الأئمّة ج6

مسائل ، فجئت إلى أخي عليّ بن محمّد عليهماالسلام فدار بيني وبينه من المواعظ ما حملني وبصّرني طاعته ، فقلت له : جُعلت فداك إنّ ابن أكثم كتب يسألني عن مسائل لأفتيه فيها . فضحك عليه السلام ثمّ قال :فَهَل أفتَيتَهُ ؟ قلتُ : لا ، لم أعرفها ، قال عليه السلام : وَما هِيَ ؟
قلت : كتب يسألني عن قول اللّه : «قَالَ الَّذِى عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَـبِ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا» 1 ، 2 نبِيّ اللّه كان محتاجا إلى علم آصف ؟ وعن قوله : «وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّدًا» 3 ، سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء ، وعن قوله : «فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَسْـئلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَـبَ» 4 ، مَن المخاطب بالآية ؟ فإن كان المُخاطب النبِيّ صلى الله عليه و آله فقد شكّ ، وإن كان المخاطب غيره فعلى من إذا أنزل الكتاب ؟ وعن قوله : «وَ لَوْ أَنَّمَا فِى الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَـمٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَـتُ اللَّهِ» 5 ، ما هذه الأبحر وأين هي ؟ وعن قوله : «وَ فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ» 6 ، فاشتهت نفس آدم عليه السلام أكل البرّ فأكل وأطعم [ وفيها ما

1.النمل :۴۰ .

2.في الاختصاص : « محمّد بن عيسى بن عبيد البغداديّ ، عن موسى بن محمّد بن عليّ بن موسى ، سأله ببغداد في دار الفطن قال : قال موسى : كتب إليّ يحيى بن أكثم يسألني عن عشر مسائل أو تسعة ، فدخلت على أخي فقلت له : جُعلت فداك ، إنّ ابن أكثم كتب إليّ يسألني عن مسائل اُفتيه فيها ، فضحك ثمّ قال : فهل أفتيته ؟ قلت : لا . قال عليه السلام : ولِمَ ؟ قلت : لم أعرفها . قال عليه السلام : وما هي ؟ قلت : كتب إليّ : اخبرني عن قول اللّه : قال الّذي عنده علم من الكتاب . . . » .

3.يوسف :۱۰۰ .

4.يونس :۹۴ .

5.لقمان :۲۷ .

6.الزخرف :۷۱ .


مكاتيب الأئمّة ج6
182

224

كتابه عليه السلام إلى المتوكّل

في تكنية أهل الكتاب

۰.المجلسي رحمهم الله نقلاً عن كتاب الاستدراك ، قال : نادى المتوكّل يوماً كاتباً نصرانيّاً : أبا نوح ! فأنكروا كُنى الكتابيّين ، فاستفتى فاختُلف عليه ، فبعث إلى أبي الحسن . فوقّع عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم
«تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَ تَبَّ »۱ .
فعلم المتوكّل أنّه يحلّ ذلك ؛ لأنّ اللّه قد كنّى الكافر . ۲

تتمّـة

225

إملاؤه عليه السلام إلى يحيى بن أكثم

في أجوبته عليه السلام ليحيى بن أكثم عن مسائله

0.قال موسى بن محمّد بن الرضا 3 : لقيت يحيى بن أكثم في دار العامّة ، فسألني عن

1.المسد :۱ .

2.بحار الأنوار : ج۱۰ ص۳۹۱ ح۴ وج۷۲ ص۳۹۱ ح۱۳.

3.هو أبو أحمد موسى المبرقع ، أخو أبي الحسن الهاديّ عليه السلام من طرف الأب والاُمّ ، اُمّهما اُمّ ولدٍ تُسمّى بسمانة المغربية ، وكان موسى جدّ سادات الرضويّة ، قدم قم سنة۲۵۶ ، وهو أوّل من انتقل من الكوفة إلى قم من السادات الرضويّة ، وكان يسدل على وجهه برقعاً دائماً ، ولذلك سُمّي بالمبرقع . فلم يعرفه القمّيّون ، فانتقل عنهم إلى كاشان ، فأكرمه أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجليّ ، فرحّب به وأكرمه وأهدى إليه خلاعاً فاخرة وأفراسا جياداً ، ووظّفه في كلّ سنة ألف مثقال من الذهب وفرساً مسرّجاً ، فلمّا عرفه القمّيّون أرسلوا رؤساءهم إلى كاشان بطلبه ، وردّوه إلى قم ، واعتذروا منه وأكرموه ، واشتروا من مالهم ووهبوا له سهاماً من القرى ، وأعطوه عشرين ألف درهم ، واشترى ضياعاً كثيرة . فأتته أخواته زينب واُمّ محمّد وميمونة بنات محمّد بن الرضا عليهماالسلام ، ونزلن عنده ، فلمّا متن دُفنّ عند فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهماالسلام . وأقام موسى بقم حتّى مات سنة ۲۶۶ ، ودُفن في داره ، وقيل : في دار محمّد بن الحسن بن أبي خالد الأشعريّ ، وهو المشهد المعروف اليوم . ويظهر من بعض الروايات أنّ المتوكّل الخليفة العبّاسيّ يحتال في أن ينادمه . وقد أفرد المحدّث النوريّ رحمه الله في أحواله رسالة سمّاها البدر المشعشع في أحوال موسى المبرقع .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109300
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي