67
حكم النّبي الأعظم ج1

ويجب أن يكون للمحبّة في الدين منشأ إلهي وأساس إيماني قبل كلّ شيء . وتعتبر الأحاديث النبويّة حول الحبّ للّه وفي سبيل اللّه والبغض بدافع إلهي وبهدف تحقيق المثل الإيمانية ، ممّا يستحقّ التأمّل إلى حدٍّ كبير ، كما نرى في الحديث التالي :
أوثَقُ عَرَى الإيمانِ الحُبُّ فِي اللّهِ وَالبُغضُ فِي اللّهِ .۱
وقد اعتبرت التعاليم النبويّة هذه الحقيقة أرضية لقبول الأعمال ، واعتبرتها أفضل أعمال المؤمن . ومن العجيب أنّه إذا اعتقد مؤمن بأنّ شخصا ما سائر في طريق اللّه فأحبّه للّه ، في حين أنّه لم يكن كذلك في الحقيقة ، فإنّ اللّه سيثيبه كما لو كان الأمر كذلك في الحقيقة إذا لم يكن له تقصير في ذلك .
وقد ذكرنا أسباب الحبّ وأرضياته في الفصل الثالث ، حيث إنّ من شأن التأمّل فيها أن يبرز دورها في تكوين المجتمع النزيه ، مثل : الهديّة ، اللقاء الخالي من الشوائب ، صلة الرحم ، إفشاء السلام ، وغير ذلك .
وفي الفصل الرابع ذُكرت آثار المحبّة وانعكاساتها ، ويدور الحديث في الفصل الخامس عن آفات المحبّة .
وأدرجنا في الفصل السادس إشارات مهمّة بشأن اختيار الصديق والتأكيد على قلّة الأصدقاء الصالحين والتحذير من مجالسة الطالحين ، وأخيرا ذكرنا خصائص أفضل الأصدقاء .
وفي الفصل السابع أتينا على ذكر آداب المحبّة وبيان ما ينبغي في المحبّة وما لا ينبغي فيها .

1.راجع : ج ۶ ص ۳۹۶ ح ۹۳۲۲ .


حكم النّبي الأعظم ج1
66

حدود الحرم . ثمّ ذكرنا آداب دخول مكّة والخروج منها ، ويدور الحديث بعد ذلك عن المسجد الحرام ومكانته السامية العديمة النظير بين المساجد ، وأدرجنا بعد ذلك بحثا عن بيت اللّه وآداب دخوله ، أركان الكعبة والمواضع المقدّسة حولها ، مثل الحطيم ، زمزم وغيرهما ، مع بحث حول هذه الأمكنة .
وأمّا مواضيع هذا الباب الاُخرى فهي الكعبة ، كسوتها ، النظر إليها ، وتغيير قبلة المسلمين باتّجاهها خلال سنوات تواجد النبيّ صلى الله عليه و آله في المدينة ، مع تحليل حول هذا الموضوع . ثمّ دار الحديث بعد ذلك عن المدينة ، أسمائها وخصوصياتها ، آداب المدينة ، مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله وعظمته ، كما أدرجنا بحثا تاريخيّا حول توسيع مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله من البدء وحتّى اليوم .

القسم السابع : الحكم الأخلاقية والاجتماعية

الإسلام دين الحياة ، ومن الفصول البارزة لهذا الدين الإلهي اهتمام معارفه بالمجتمع والسياسة وامتزاجها بالمعارف العبادية والعقيدية . وقد قام رسول اللّه صلى الله عليه و آله نفسه بالتعريف بأهمّ جوانب رسالته ، ألا وهو «تتميم الأخلاق» ، حيث تتمتّع تعاليمه بمكانة رفيعة في أبعاد المجتمع الواسعة .
وفي القسم السابع من هذا الكتاب ، ذكرنا الحِكَم النبويّة في المواضيع الأخلاقية والاجتماعية المختلفة ، في أربعة أبواب و 28 فصلاً .

الباب الأوّل : أهمّ عوامل تكوين المجتمع المنشود

يدور الحديث في هذا الباب عن أهمّ عوامل تكوين المجتمع المنشود ، ويبدأ بالحثّ على «المحبّة» ، وتمّ تسليط الضوء في فصوله على مكانة الاُلفة والمحبّة والمودّة وارتباط هذه المفاهيم والحقائق بالإيمان .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 214376
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي