635
حكم النّبي الأعظم ج1

الاستعمالات هو أَنّ الإنسان إِذا بَعُدَ ، أَو سافر أَو دُفن في القبر ، تستّر عن العيون، لذلك لا يدلّ الغائب على موجود إِلّا إِذا خفي عن العيون والحواس .

الغائب في القرآن والحديث

لم ينسب القرآن الكريم صفة «الغائب» إِلى اللّه ، حتّى نفت آية كَون اللّه تعالى غائبا ۱ ، أَمّا الأَحاديث فقد أَطلقت هذه الصفة على اللّه ، إِذ جاء فيها على سبيل المثال : «الغائِب عَنِ الحَواسِّ ... الغائِب عَن دَركِ الأَبصارِ ولَمسِ الحَواسِّ»۲، و «الغائِب الَّذي لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ»۳ ، ومع هذا ورد في بعض الأَحاديث : «واللّهُ تَعالى لَيسَ بِغائِبٍ»۴ ، بل ورد في أَحد الأَحاديث السبب في كون اللّه سبحانه غيرَ غائب ما نصّه: «كَيفَ يَكونُ غائِبا مَن هُوَ مَعَ خَلقِهِ شاهِدٌ وإِلَيهِم أَقرَبُ مِن حَبلِ الوَريدِ يَسمَعُ كَلامَهُم ويَرى أَشخاصَهُم ويَعلَمُ أَسرارَهُم» .۵
وصفوة القول : إنّ الأَحاديث التي وصفت اللّه بالغيبة تستبين غَيبته عن العيون والحواس، فى حين أَنّ الأَحاديث التي تنفي غيبته سبحانه تنفي غيبته المطلقة، و تثبت حضوره وشهادته، وتقرّر صلته بالإنسان .
بعبارة أُخرى، غَيبته ـ جلّ شأنه ـ لجهةٍ، وشهادته لجهةٍ أُخرى، ولا ينبغي أن نجعل إِحدى الصفتين مطلقةً بشكلٍ لا يبقى فيه مكان للصفة الأُخرى، من هنا نلاحظ أَنّ في الأَحاديث المعهودة ذُكرت صفة «الغائب» أَو غيبة اللّه مثل «الغائب عن الحواس» أَو وردت صفة الغائب مع صفة الشاهد والأَوصاف المشابهة ، مثل: «الغائب الشاهد» و «غائب غير مفقود» .

1.الأعراف : ۷ .

2.راجع : التوحيد : ص ۸۸ و ۸۹ ح ۱ ، بحارالأنوار : ج ۳ ص ۲۲۱ ح ۱۲ .

3.راجع : بحارالأنوار : ج ۲۶ ص ۱۴ ح ۲ .

4.بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۴۶ ح ۵ .

5.الكافي : ج۱ ص۱۲۵ ح۳ .


حكم النّبي الأعظم ج1
634

العقاب عليها .
قال الراغب : «العفو : القصد لتناول الشيء ، وعفوت عنه قصدت إزالة ذنبه صارفا عنه فالعفو هو التجافي عن الذنب ، وقولهم في الدعاء «أَسألك العفو والعافية» أَي ترك العقوبة والسلامة». ۱

الكتاب

« وَ هُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ يَعْفُواْ عَنِ السَّيِّـئاتِ وَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ » . ۲

« وَ مَا أَصَـبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » . ۳

الحديث

۱۳۳۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَريمٌ تُحِبُّ العَفوَ ، فَاعفُ عَنّي. ۴

3 / 43

الغائِبُ

الغائب لغةً

«الغائب» اسم فاعل من مادّة «غيب» وهو يدلّ على «تستّر الشيء عن العيون» ۵ ، ويُستعمل في «بَعُدَ» ، و «سافر» ، و«دُفن» ، ونظائرها ۶ ، والسبب في هذه

1.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۷۴ .

2.الشورى : ۲۵.

3.الشورى : ۳۰.

4.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۵۳۴ ح ۳۵۱۳ عن عائشة ؛ مهج الدعوات : ص ۲۱۳ عن وهب بن إسماعيل عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۳۲۴ ح ۶۹ .

5.معجم مقاييس اللغة : ج ۴ ص ۴۰۳ .

6.راجع : المصباح المنير : ص ۴۵۷ و ۴۵۸ ؛ لسان العرب : ج ۱ ص ۶۵۴ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 214288
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي