537
حكم النّبي الأعظم ج1

تحقيق في معنى الاسم الأعظم

تكرّر موضوع الاسم الأَعظم للّه عز و جل في الأَحاديث ، وبخاصّة في الأَدعية كثيرا ، وذُكر أَنّ كلّ إِنسان يدعو اللّه به يُستجاب دعاؤه ، وأَنّ أَهل البيت عليهم السلام يعرفون جميع حروفه إِلّا حرفا واحدا منه ، فما ذلك الاسم؟
إِنّ روايات الباب مختلفة كما لوحظ ولا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكلٍ قاطع من وجهة نظر الروايات ، لكن يتسنّى لنا أَن نقول: هَبْ أَنّ هذه الروايات صحيحة فإنّ الاسم الأَعظم الذي كان عند الأَنبياء وأَهل البيت عليهم السلام بالخصائص المذكورة له يجب أَن يكون شيئا غير الأَلفاظ الواردة في الروايات المذكورة لا محالة .
لقد أَدّى فقدان الدليل القاطع على المراد من الاسم الأَعظم إِلى تضارب الآراء فيه ، حتّى نقل السيوطيّ عشرين قولاً منها:
ذهب جماعة منهم : أَبو جعفر الطبريّ ، وأبو الحسن الأَشعريّ ، وأبو حاتم بن حيّان ، والباقلاني إِلى أَنّ الأَسماء الإلهيّة كلّها عظيمة ، ولا وجود لاسم أَعظم من الأَسماء الأُخرى .
وذهب بعضهم : إِلى وجود الاسم الأَعظم ، لكن لا يعلمه إِلّا اللّه تعالى وحدَه .
ورأَى بعض آخر : أَنّ الاسم الأَعظم خافٍ بين الأَسماء الحسنى .
وقال آخرون: الاسم الأَعظم ، هو كلّ اسم يدعو به العبد ربّه بكلّ وجوده . ۱

1.لمزيد من الاطّلاع على الأقوال الأُخرى. راجع: الحاوي للسيوطي : ج ۲ ص ۱۳۵ ح ۱۳۹ .


حكم النّبي الأعظم ج1
536

قَيّومُ ، إِنّي أَسأَ لُكَ .
فَقالَ : أتَدرونَ بِما دَعا ؟ وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، دَعَا اللّهَ بِاسمِهِ الَّذي إِذا دُعِيَ بِهِ أَجابَ . ۱

۱۱۹۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لَمّا سُئِلَ عَنِ اسمِ اللّهِ الأَعظَمِ ـ: كُلُّ اسمٍ مِن أَسماءِ اللّهِ، فَفَرِّغ قَلبَكَ عَن كُلِّ ما سِواهُ ، وَادعُهُ بِأَيِّ اسمٍ شِئتَ ، فَلَيسَ فِي الحَقيقَةِ للّهِِ اسمٌ دونَ اسمٍ ، بَل هُوَ الواحِدُ القَهّارُ . ۲

۱۱۹۸.الإمام الحسين عن الإمام عليّ عليهماالسلام :رَأَيتُ الخِضْرَ عليه السلام فِي المَنامِ قَبلَ بَدرٍ بِلَيلَةٍ ، فَقُلتُ لَهُ : عَلِّمني شَيئا اُنصَر بِهِ عَلَى الأَعداءِ ، فَقالَ : قُل : «يا هُوَ ، يا مَن لا هُوَ إلّا هُوَ» ، فَلَمّا أصبَحتُ قَصَصتُها عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ لي : يا عَلِيُّ عُلِّمتَ الاِسمَ الأَعظَمَ . فَكانَ عَلى لِساني يَومَ بَدرٍ .
وإنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام قَرَأَ : «قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ» ، فَلَمّا فَرَغَ قالَ : يا هُوَ ، يا مَن لا هُوَ إلّا هُوَ ، اغفِر لي ، وَانصُرني عَلَى القَومِ الكافِرينَ .
وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَقولُ ذلِكَ يَومَ صِفّينَ وهُوَ يُطارِدُ ، فَقالَ لَهُ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما هذِهِ الكِناياتُ ؟
قالَ : اِسمُ اللّهِ الأَعظَمُ ، وعِمادُ التَّوحيدِ اللّهُ ۳ لا إلهَ إلّا هُوَ . ثُمَّ قَرَأَ : «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ» ، وآخِرَ الحَشرِ ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلّى أربَعَ رَكَعاتٍ قَبلَ الزَّوالِ . ۴

1.الأدب المفرد : ص ۲۱۱ ح ۷۰۵ .

2.مصباح الشريعة : ص ۱۲۹ ، بحارالأنوار : ج ۹۳ ص ۳۲۲ ح ۳۶ .

3.في المصدر : «عماد التَّوحيد للّه » والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۳۲ ح ۳ .

4.التوحيد : ص ۸۹ ح ۲ عن وهب بن وهب القرشي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۲۲ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 214328
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي