31
حكم النّبي الأعظم ج1

باستنباط من الرواية ، أو الروايات بشأن تنبّؤ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بوقوع الثورة الإسلامية في إيران وغير ذلك . وقد ذُكرت في هذا الفصل بعض الروايات التي تبدأ بكلمة «يأتي ...» والتي تستشرق بشكلٍ ما مستقبل هذه الأُمّة ، والتي تثير المشاعر إلى حدٍّ كبير ، مثل قوله :
يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ ، الصّابِرُ فيهِ عَلى دينِهِ مِثلُ القابِضِ عَلَى الجَمرَةِ بِكَفِّهِ .۱
ولاشكّ في أن يدلّ الصبر والثبات والمقاومة على سلامة الدين ، والمحورية الدينية الحقّة ، وحقّا ما أكثر هذا الموقف دقّة وصعوبة تهدّ الجبال .

الباب السادس : الكتاب والسنّة

يختصّ هذا الباب ، بتعاليم رسول اللّه صلى الله عليه و آله الحكيمة حول الكتاب والسنّة . وقد دار الحديث في الفصل الأوّل منه عن الكتاب ، دستور السلوك الفردي والاجتماعي ، ولائحة أهداف الدين الإسلامي ، سند صدق الدين، ويشتمل على أسمى التعاليم والمعارف في رفع الإنسان نحو الهدف الأعلى والغاية السامية .
ومن جملة العناوين التي جاءت في هذا الفصل : القرآن ، أجمل الكلام ، تعليم القرآن ، أجر تعلّم القرآن ، ما ينبغي على حملة القرآن ، تلاوة القرآن وآداب تلاوته ، أنواع القراءة ، أساس معارف القرآن وجذورها ، أفضل آيات القرآن ، وأكثر آيات القرآن بعثا للأمل .
وهل هناك حقّا صورة للقرآن أجمل وأبلغ من تلك التي رسمها المبعوث به والداعي إليه والمفسّر له بلسانه؟ فنحن يجب أن ندرك مكانة القرآن وعلوّ منزلته من خلال أحاديث النبيّ صلى الله عليه و آله وترسيخها في نفوسنا والانتفاع بها ، وقد جاءت في هذا الفصل . ثمّ دار الحديث بعد ذلك عن عدل القرآن ، أي سنّة النبيّ صلى الله عليه و آله ، والترغيب في التمسّك بها ، والتأمّل والتدبّر في الحديث الحاكي عن السنّة النبويّة ، والتحذير من

1.راجع : ج ۲ ص ۳۷۸ ح ۲۲۴۲ .


حكم النّبي الأعظم ج1
30

التي تطرّقت إلى مكانة النبوّة ، الأقوال التي سلّطت الضوء على رسالة أنبياء اللّه وسبب صدور أمر الهداية لهم ، وتحدّثت عن خصائص الأنبياء الإلهيّين . وأخيرا ، فقد بيّنا شمولية الديانة المحمّدية زمانا ومكانا .
وهكذا ، فقد بدأت فصول هذا الباب ببيان «فلسفة النبوّة» ، واستمرّت بذكر عدد من الأنبياء الإلهيّين قبل الإسلام ، مثل آدم ، أيّوب ، شعيب ، موسى و عيسى عليهم السلام . ثمّ دار الحديث في الفصل الثالث عن رسالة محمّد صلى الله عليه و آله ، وأدلّة نبوّة هذه الشخصية العظيمة ، والشهود على رسالته صلى الله عليه و آله ، ثمّ عالمية دعوته ، كما ذكرنا بعض كتب رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى بعض الشخصيات والتي تتضمّن بيان هذه الحقيقة .
واختصّ الفصل الرابع ببيان ختم النبوّة ، الفصل الخامس لبيان أقوال رسول اللّه حول خصوصيّاته العائلية والأخلاقية ، حيث وصف فيها بألقاب مثل : الأمين ، الصادق ، الرحيم ، الشجاع ، المتواضع ، الصابر ، وما إلى ذلك ، وهي دالّة على أنّه كان التجسيد العيني للحقّ ، وأنّه يدور مدار الحقّ لا مدار نفسه وأهوائه ، فلم يكن يغضب لنفسه ولسلطته الذاتية أبدا ، وكان الإيثار السمة البارزة لحياته ، والنظام هو الذي يسود حياته الفردية والاجتماعية والسياسية ، ثمّ خصوصيّاته السياسية ، وأخيرا مظاهر عبادته وخضوعه للّه ـ تعالى ـ .
ويتضمّن الفصل السادس تقريرا عن هجرة النبيّ صلى الله عليه و آله من مكّة إلى المدينة ، وأدرجنا بهذه المناسبة بحثا حول تأسيس التقاويم الميلادية والهجرية ، وأبرزنا الحقيقة التالية : وهي أنّ هجرة النبيّ صلى الله عليه و آله تمثّل مبدأ التاريخ الإسلامي والهجري ، وأنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله هو الذي اختار هذه البداية لتأريخ أُمّته . واستعرضنا في الفصل السابع معراج النبيّ صلى الله عليه و آله وكيفيته ، وكذلك الحقائق الكامنة فيه ، ومن جملتها الأحداث العجيبة في حياة النبيّ صلى الله عليه و آله .
وجاءت في الفصل الثامن نبوءات النبيّ صلى الله عليه و آله (الأخبار الغيبية) ، وينتهي هذا الفصل

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 214302
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي