يلوّثوا أنفسهم به ومالا ينبغي لهم السعي إليه ، مثل : عدم العمل بمقتضى العلم ، الاستعلاء والتكبّر ، الارتزاق بعلم الدين ، وغير ذلك .
وفي الفصل الخامس عشر تحدّثنا عن «حقوق العلماء» ، ثمّ يأتي الفصل السادس عشر بعنوان نموذج من الحكماء ، لينتهي هذا الباب بالفصل السابع عشر المخصّص لتسليط الضوء على العلماء المذمومين ، أو «علماء السوء» على تعبير الروايات . وينتهي هذا الفصل بهذه الرواية :
العُلَماءُ رَجُلانِ : رَجُلٌ عالِمٌ آخِذٌ بِعِلمِهِ فهذا ناجٍ ، وعالِمٌ تارِكٌ لِعِلمِهِ فَهذا هالِكٌ . وإنَّ أهلَ النَارِ لَيَتَأذّونَ مِن ريحِ العالِمِ التّارِكِ لِعِلمِهِ ... .۱
نظرة خاطفة إلى تصريحات البابا
ألقى البابا بينيدكت السادس عشر ، يوم الثلاثاء الثاني عشر من أيلول 2006 في جامعة فينغربورغ بألمانيا ، كلمة حول «العلاقة بين العقل والدين» هذه خلاصتها :
«إن طبيعة الدين والإيمان في المسيحية تلتئم مع العقل ، وإنّ أوروبا تحمل مثل هذه الطبيعة ، ولذلك فإنّ المسيحية تتناغم تماما مع الحكمة اليونانية . ولكنّ الإسلام لا يلتئم مع العقل في طبيعته ، ولذلك يسعى لأن يفرض عقيدته على الناس بالإكراه ، وموضوع الجهاد يعود أيضا إلى أنّ نبيّ الإسلام أراد أن ينشر دينه بالسيف » . ۲
وما نطق به البابا الآن هو ليس بأوّل نوع من هذا الكلام حول رسول اللّه صلى الله عليه و آله ولا بآخره . وكما أشرنا سابقا ، فإنّ هذه المواقف والأقوال التي هي دون شكّ مغرضة وناجمة عن مرض في القلب ، جرت من العصور القديمة حيث انتشرت التعاليم النبويّة في مسرح الحياة البشرية ، ببيان وبنان الأشخاص الذين هم كالخفاش لا يحتملون انتشار نور الشمس ، بدافع معارضة الحقائق القرآنية وتعاليم