295
حكم النّبيّ الأعظم ج2

۲۰۴۸.الكشّاف :رُوِيَ أنَّهُم لَمَّا دَعاهُم إلَى المُباهَلَةِ قالوا : حَتَّى نَرجِعَ ونَنظُرَ ، فَلَمَّا تَخالَوا قالوا لِلعاقِبِ ، وكانَ ذا رَأيِهِم : يا عَبدَ المَسيحِ ، ما تَرى ؟
فَقالَ : وَاللّه ِ لَقَد عَرَفتُم يا مَعشَرَ النَّصارى أنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولَقَد جاءَكُم بِالفَصلِ مِن أمرِ صاحِبِكُم. وَاللّه ِ ، ما باهَلَ قَومٌ نَبِيّا قَطُّ فَعاشَ كَبيرُهُم ولا نَبَتَ صَغيرُهُم ، ولَئِن فَعَلتُم لَتَهلِكُنَّ ، فَإِن أبَيتُم إلَا إلفَ دينِكُم وَالإِقامَةَ عَلى ما أنتُم عَلَيهِ فَوادِعوا الرَّجُلَ وَانصَرِفوا إلى بِلادِكُم .
فَأَتى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وَقَد غَدا مُحتَضِناً الحُسَينَ آخِذاً بِيَدِ الحَسَنِ وفاطِمَةُ تَمشي خَلفَهُ وعَلِيٌّ خَلفَها وهُوَ يَقولُ : إذا أنَا دَعَوتُ فَأَمِّنوا ، فَقالَ أُسقُفُ نَجرانَ : يا مَعشَرَ النَّصارى ، إنَّي لَأَرى وُجوهاً لَو شاءَ اللّه ُ أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مَكانِهِ لَأَزالَهُ بِها ، فَلا تُباهِلوا فَتَهلِكوا ولا يَبقى عَلى وَجهِ الأَرضِ نَصرانِيٌّ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَقالوا : يا أبَا القاسِمِ ، رَأَينا ألّا نُباهِلَكَ وأن نُقِرَّكَ عَلى دينِكَ ونَثبُتَ عَلى دينِنا .
قالَ : فَإِذا أبَيتُمُ المُباهَلَةَ فَأَسلِموا يَكُن لَكُم ما لِلمُسلِمينَ وعَلَيكُم ما عَلَيهِم ، فَأَبَوا . قالَ : فَإِنِّي اُناجِزُكُم .
فَقالوا : ما لَنا بِحَربِ العَرَبِ طاقَةٌ ، وَلكِن نُصالِحُكَ عَلى ألّا تَغزُوَنا وَلا تُخيفَنا ولا تَرُدَّنا عَن دينِنا عَلى أن نُؤَدِّيَ إلَيكَ كُلَّ عامٍ ألفَي حُلَّةٍ ، ألفاً في صَفَرٍ ، وألفاً في رَجَبٍ ، وثَلاثينَ دِرعاً عادِيَّةً مِن حَديدٍ .
فَصالَحَهُم عَلى ذلِكَ ، وقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، إنَّ الهَلاكَ قَد تَدَلّى عَلى أهلِ نَجرانَ ، ولَو لاعَنوا لَمُسِخوا قِرَدَةً وخَنازيرَ ، وَلَاضطَرَمَ عَلَيهِمُ الوادي ناراً ، وَلَاستَأصَلَ اللّه ُ نَجرانَ وأهلَهُ حَتَّى الطَّيرَ عَلى رُؤوسِ الشَّجَرِ، ولَما حالَ الحَولُ عَلَى النَّصارى كُلِّهِم حَتّى يَهلِكوا ... .
ثُمَّ قالَ الزّمخشَريُ : وقَدّمَهُم فِي الذِّكرِ عَلَى الأَنفُسِ لِيُنَبِّهَ عَلى لُطفِ مَكانِهم وقُربِ مَنزِلَتِهِم ، وليُؤذِنَ بِأَنّهُم مُقدَّمونَ عَلَى الأَنفُسِ مُفدَونَ بِها ، وفيهِ دَليلٌ لا شَيءَ أقوى مِنهُ عَلى فَضلِ أصحابِ الكِساءِ عليهم السلام . ۱

1.الكشّاف : ج ۱ ص ۱۹۳ وراجع : الإرشاد : ج ۱ ص ۱۶۶ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
294

ه ـ المُباهَلةُنّبوّة محمّد

الكتاب

«فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَـذِبِينَ » . ۱

الحديث

۲۰۴۶.تفسير القمّيـ بَعدَ ذِكرِ آيَةِ المُباهَلَةِ ـ: فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : فَباهِلوني ، فَإن كُنتُ صَادِقاً أنزَلتُ اللَّعنَةَ عَلَيكُم ، وإن كُنتُ كاذِباً نَزَلَت عَلَيَّ .
فَقالوا : أنصَفتَ . فَتَواعَدوا لِلمُباهَلَةِ ، فَلَمّا رَجَعوا إلى مَنازِلِهِم ، قالَ رُؤساؤُهُم ؛ السيِّدُ وَالعاقِبُ وَالأهتَمُ: إن باهَلَنا بِقَومِهِ باهَلناهُ ، فَإِنَّهُ لَيسَ بِنَبيٍّ ، وإن باهَلَنا بِأهلِ بَيتِهِ خاصَّةً فَلا نُباهِلُهُ ؛ فَإِنَّه لا يَقدِمُ عَلى أهلِ بَيتِهِ إلَا وهُوَ صادِقٌ ، فَلَمَّا أصبَحوا جَاؤوا إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ومَعَهُ أميرُ المُؤمِنينَ وفَاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِم .
فَقالَ النَّصارى : مَن هؤلاءِ ؟ فَقيلَ لَهُم : هذَا ابنُ عَمِّهِ ووَصِيُّهُ وخَتَنُهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وهذِهِ بِنتُهُ فاطِمَةُ ، وهذانِ ابناهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام ، فَعَرَفوا وقالوا لِرَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : نُعطيكَ الرِّضا فَاعفِنا مِنَ المُباهَلَةِ ، فَصالَحَهُم رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَلَى الجِزيَةِ وَانصَرَفوا . ۲

۲۰۴۷.دلائل النُّبوّة لأبي نعيم عن جابر :قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله العاقِبُ وَالطَّيِّبُ فَدَعاهُما إلَى الإِسلامِ ، فَقالا : أسلَمنا يا مُحَمَّدُ قَبلَكَ !
قالَ : كَذَبتُما ، إن شِئتُما أخبَرتُكُما ما يَمنَعُكُما مِنَ الإِسلامِ .
قالوا : فَهاتِ أنبِئنا .
قالَ : حُبُّ الصَّليبِ وشُربُ الخَمرِ وأكلُ لَحمِ الخِنزيرِ .
قالَ جابِرٌ : فَدَعاهُما إلَى المُلاعَنَةِ ، فَواعَداهُ عَلى أن يُغادِياهُ بِالغَداةِ، فَغَدا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وأخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السلام ، ثُمَّ أرسَلَ إلَيهِما فَأَبَيا أن يُجيباهُ وأقَرَّا لَهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ ، لَو فَعَلا لَأَمطَرَ الوادِي عَلَيهِما ناراً . قالَ جابِرٌ : فيهِم نَزَلَت : «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ»۳ .
قالَ الشَّعبِيُّ : قالَ جابِرٌ : «وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ» رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ عليه السلام ، «أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ» الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام، «وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ» فاطِمَةُ عليهاالسلام ۴ .

1.آل عمران : ۶۱ .

2.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۰۴ .

3.آل عمران : ۶۱ .

4.دلائل النبوّة لأبي نعيم : ج ۲ ص ۳۵۳ ح ۲۴۴ ؛ العمدة : ص ۱۹۰ ح ۲۹۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۳۴۱ ح ۷ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 164095
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي