لا يَزالُ الإسلامُ عَزيزا إلى اثنَي عَشَرَ خَليفَةً .۱
وبذلك يمكن القول إنّ هذا النوع من الأحاديث يشير إلى توسيع مفهوم «العترة» إلى سائر الأئمّة ، كما صُرّح بذلك في روايات أهل البيت .
سادسا : معنى الحديث
استنادا إلى الإسناد المعتبر الّذي مضت الإشارة إليه ، روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه خطب الناس في أواخر عمره الشريف ، موجّها كلامه إلى الاُمّة الإسلامية حتّى يوم القيامة ، قائلاً :
إنِّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلُّوا ؛ كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي ، فَإنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتَّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ .
فالقرآن والعترة ، ـ وفقا لهذا الحديث الشريف ـ أمانتان خطيرتان متلازمتان أودعهما خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله عند اُمّته ، وطلب منها أن تحافظ عليهما حتّى يوم القيامة .
ومن أهمّ الملاحظات في بيان معنى حديث الثّقلين دلالة هذا الحديث الشريف على إمامة الإمام المهديّ عليه السلام ووجوب معرفته والتمسّك به ، ولكن وقبل تقديم أيّ إيضاح في هذا المجال ، سنشير إشارة قصيرة إلى ثلاث رسائل مهمّة ومصيريّة تضمّنها هذا الحديث الشريف فيما يتعلّق بإمامة أهل البيت عليهم السلام وزعامتهم :
1 . عصمة أهل البيت عليهم السلام
ضمن اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ عصمة القرآن من كلّ خطأ واشتباه ، كما في صريح قوله :
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَـفِظُونَ» . ۲