339
حكم النّبيّ الأعظم ج3

۳۹۸۳.صحيح البخاري عن أبي سعيد الخُدريّ :إنَّ رَسولَ اللّه صلى الله عليه و آله قامَ عَلَى المِنبَرِ ، فَقالَ : إنَّما أخشى عَلَيكُم مِن بَعدي ما يُفتَحُ عَلَيكُم مِن بَرَكاتِ الأَرضِ . ثُمَّ ذَكَرَ زَهرَةَ الدُّنيا ، فَبَدَأَ بِإِحداهُما وثَنّى بِالاُخرى ، فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، أوَ يَأتِي الخَيرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ عَنهُ النَّبِي صلى الله عليه و آله ، قُلنا : يوحى إلَيهِ ، وسَكَتَ النّاسُ كَأَنَّ عَلى رُؤُوسِهِمُ الطَّيرَ ، ثُمَّ إنَّهُ مَسَحَ عَن وَجهِهِ الرُّحَضاءَ ۱ ، فَقالَ :
أينَ السّائِلُ آنِفا ، أوَ خَيرٌ هُوَ؟! ـ ثَلاثا ـ إنَّ الخَيرَ لا يَأتي إلّا بِالخَيرِ ، وإنَّهُ كُلُّ ما يُنبِتُ الرَّبيعُ ما يَقتُلُ حَبَطا ۲ أو يُلِمُّ ۳ ، إلّا آكِلَةَ الخَضِرِ كُلَّما أكَلَت ، حَتّى إذَا امتَلَأَت خاصِرَتاهَا استَقبَلَتِ الشَّمسُ ، فَثَلَطَت ۴ وبالَت ثُمَّ رَتَعَت ، وإنَّ هذَا المالَ خَضِرَةٌ حُلوَةٌ ، ونِعمَ صاحِبُ المُسلِمِ لِمَن أخَذَهُ بِحَقِّهِ فَجَعَلَهُ في سَبيلِ اللّهِ وَاليَتامى وَالمَساكينِ ، ومَن لَم يَأخُذهُ بِحَقِّهِ فَهُوَ كَالآكِلِ الَّذي لا يَشبَعُ ، ويَكونُ عَلَيهِ شَهيدا يَومَ القِيامَةِ . ۵

ب ـ الدُّنيا سَحّارَةٌ

۳۹۸۴.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِحذَرُوا الدُّنيا ؛ فَإِنَّها أسحَرُ مِن هاروتَ وماروتَ . ۶

۳۹۸۵.عنه صلى الله عليه و آله :قالَ أخي عيسى عليه السلام : مَعاشِرَ الحَوارِيّينَ ، احذَرُوا الدُّنيا لا تَسحَركُم ، لَهِيَ وَاللّهِ أشَدُّ سِحرا مِن هاروتَ وماروتَ ، وَاعلَموا أنَّ الدُّنيا مُدبِرَةٌ وَالآخِرَةَ مُقبِلَةٌ ، وإنَّ لِكُلِّ

1.الرُّحَضَاء : هو عَرَق يغسل الجلد لكثرته (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۸ «رحض») .

2.حَبَطَ حَبْطا : هَدَرَ (المصباح المنير : ص ۱۱۸ «حبط») .

3.ما يَقْتُلُ حبطا أو يُلمّ : أي يقرب من ذلك (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۷۷ «لمّ») .

4.ثلط الثور والبعير والصبيّ : سلح رقيقا (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۵۳ «ثلط») . والسَّلْح للطائر وغيره كالتغوّط من الإنسان (المصباح المنير : ص ۲۸۴ «سلح») .

5.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۰۴۵ ح ۲۶۸۷ .

6.شُعب الإيمان : ج ۷ ص ۳۳۹ ح ۱۰۵۰۴ عن أبي الدرداء الرهاوي .


حكم النّبيّ الأعظم ج3
338

۳۹۷۷.عنه صلى الله عليه و آلهـ لِجريرٍ ـ: يا جَريرُ أسلِم تَسلَم ، يا جَريرُ أسلِم تَسلَم ـ قالَها ثلاثا ـ . . . يا جَريرُ اُحَذِّرُكَ الدُّنيا وحَلاوَةَ رَضاعِها ومَرارَةَ فِطامِها . ۱

۳۹۷۸.عنه صلى الله عليه و آله :ألا إنَّ الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ ، فَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي الدُّنيا مِن مالِ اللّهِ ورَسولِهِ لَيسَ لَهُ يَومَ القِيامَةِ إلَا النّارُ . ۲

۳۹۷۹.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ ، فَمَن أصابَ مِنها شَيئا مِن حِلِّهِ فَذاكَ الَّذي يُبارَكُ لَهُ فيهِ ، وكَم مِن مُتَخَوِّضٍ في مالِ اللّهِ ومالِ رَسولِهِ لَهُ النّارُ يَومَ القِيامَةِ . ۳

۳۹۸۰.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ ، وإنَّ اللّهَ مُستَخلِفُكُم فيها فَيَنظُرُ كَيفَ تَعمَلونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنيا وَاتَّقُوا النِّساءَ . ۴

۳۹۸۱.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ ، فَمَنِ اتَّقى فيها وأصلَحَ ، وإلّا فَهُوَ كَالآكِلِ ولا يَشبَعُ ، فَبُعدُ النّاسِ كَبُعدِ الكَوكَبَينِ ۵ ، أحَدُهُما يَطلُعُ مِنَ المَشرِقِ ، وَالآخَرُ يَغيبُ بِالمَغرِبِ . ۶

۳۹۸۲.عنه صلى الله عليه و آله :لَأَنَا في فِتنَةِ السَّرّاءِ أخوَفُ عَلَيكُم مِن فِتنَةِ الضَّرّاءِ ، إنَّكُم قَدِ ابتُليتُم بِفِتنَةِ الضَّرّاءِ فَصَبَرتُم ، وإنَّ الدُّنيا خَضِرَةٌ حُلوَةٌ . ۷

1.تاريخ المدينة : ج ۲ ص ۵۶۸ عن ابن عبّاس ؛ نزهة الناظر : ص ۳۴ ح ۱۰۴ وفيه ذيله من «إنّى اُحذّرك الدنيا . . .» .

2.المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۷۶ ح ۶۹۳۲ عن حمنة بنت جحش .

3.المعجم الكبير : ج ۲۴ ص ۳۴۱ ح ۸۵۱ عن عمرة بنت الحارث بن أبي ضرار .

4.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۰۹۸ ح ۹۹ عن أبي سعيد الخدري .

5.أراد ـ واللّه ُ أعلم ـ الكواكب التي جَعلها اللّه تعالى منازلَ للقمر ، كما قال : «وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنَـهُ مَنَازِلَ» وهي التي تسمّى : الأنواء ، فإنّ أحدهما لا يغيب في المغرب غدوةً حتّى يطلع رقيبه في المشرق غدوة ، فهما لا يلتقيان ولا يتقاربان ، فكذلك اختلاف أحوال أهل الدنيا في حظوظهم ومكاسبهم لا يتقارب ؛ قاهرٌ ومقهورٌ ، ومحرومٌ ومرزوق ، ومُعافى ومبتلى ، وأشباه ذلك (أمثال الحديث للرامهرمزي : ص ۵۳) .

6.مسند أبي يعلى : ج ۱۳ ص ۱۵ ح ۷۰۹۹ عن ميمونة .

7.مسند أبي يعلى : ج ۱ ص ۳۶۴ ح ۷۷۶ عن سعد بن أبي وقّاص .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج3
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 155791
الصفحه من 676
طباعه  ارسل الي