569
حكم النّبيّ الأعظم ج5

ب ـ إظهار المكانة المعنوية لأولياء اللّه

إنّ أولياء اللّه عليهم السلام الّذين يخضعون لولاية اللّه الحكيم ورعايته في جميع الاُمور ومنها الحبّ والعداء ، لا يتحرّون في أعمالهم سوى طاعته ورضاه . فكما أنّ اللّه القادر والمتعالي جعل قضاء الكثير من الحاجات والوصول إلى الدرجات متوقّفا على التوسّل والشفاعة ودعاء أوليائه كي يظهر مكانة أولياء الدين للناس ويقودهم باتّجاه إيجاد الروابط وتعزيزها مع القادة المختارين ، كذلك الحال بالنسبة إلى بعض الأشخاص المستحقّين للعقوبة على قسم من ذنوبهم ، فإنّه يجعل ذلك متوقّفا على لعن الأولياء لهم ، كي يلفت أنظار الناس إلى منزلة هؤلاء الأولياء ويحذّرهم من سلوك طريق اللّامبالاة ، أو مخالفة أولياء اللّه والّتي هي مخالفة اللّه .

ج ـ فضح الشخصيات السياسية الفاسدة

بعض الّذين لُعنوا من قبل النبيّ صلى الله عليه و آله أو أهل البيت عليهم السلام يمثّلون شخصيات سياسية فاسدة ، فدعاء النبيّ صلى الله عليه و آله عليهم أدّى إلى فضحهم وتزلزل قاعدتهم السياسية وانتشار الوعي السياسي في المجتمع .

د ـ فضح الشخصيات الدينية المنحرفة

يمثّل عدد من الأشخاص الّذين لعنهم أهل البيت عليهم السلام شخصيات دينية منحرفة ، فدعاء أهل البيت عليهم السلام عليهم هو في الحقيقة فضح لهم وتعريف بهم للمجتمع المسلم كي لا ينخدع بهم .

ه ـ الحيلولة دون الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية

إنّ فضح المعاندين والمنافقين من شأنه أن يحول دون انجراف الأشخاص الّذين يمتلكون الأرضية النفسية للعناد والنفاق ـ أو الّذين ما يزالون في بداية طريق الانحراف ، ـ في الانحراف خشية افتضاح أمرهم ، وهذه الحكمة تجري أيضا فيما يتعلّق بلعن اللّه للأشخاص الّذين يكتمون معلوماتهم الدينية أو يكفرون بعد الإيمان .


حكم النّبيّ الأعظم ج5
568

1 . الحكمة من لعن الأنبياء والأولياء للمجرمين

الملاحظة الاُولى الّتي يجب أن تسترعي الاهتمام فيما يتعلّق بلعن أنبياء اللّه وأوليائه للمجرمين ، هي أنّ لعنهم يقوم على أساس الحكمة ، كما هو الحال بالنسبة إلى دعائهم ، والحِكم الّتي يمكن عدّها للعنهم هي كالتالي :

أ ـ تعزيز العقيدة بأنبياء اللّه وأوصيائه

إنّ الاستجابة لبعض الأدعية على المجرمين تؤدّي إلى تعزيز إيمان المؤمنين وزوال الشكّ من المرتابين ، مثل استجابة دعاء نوح عليه السلام على قومه ۱ ، والاستجابة لدعاء النبيّ صلى الله عليه و آله على كسرى ۲ وعتيبة بن أبي لهب ۳ ، وإجابة دعاء الإمام عليّ عليه السلام فيما يتعلّق ب «العيزار» ۴ والأشخاص الّذين كتموا حديث الولاية ۵ ، وكذلك إجابة دعاء أهل البيت عليهم السلام على عدد من المعاندين .

1.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الخامس / الباب الثالث : دعاء نوح ) .

2.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الخامس / الباب الرابع : من دعا عليهم رسول اللّه / كسرى ) .

3.راجع : المصدر السابق .

4.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الخامس / الباب السادس : من دعا عليهم الإمام علي / العيزار ) .

5.راجع : نهج الدعاء :( الفصل الخامس / الباب السادس: من دعا عليهم الإمام علي / من كتم حديث الولاية ) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج5
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 193556
الصفحه من 622
طباعه  ارسل الي