183
حكم النّبيّ الأعظم ج5

الفصل الثّاني : الأذان

2 / 1

بَدءُ تَشريعِ الأَذانِ

الكتاب

«يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُواْ الْبَيْعَ ذَ لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ » . ۱

الحديث

۷۲۱۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوَّلُ مَن أذَّنَ فِي السَّماءِ جِبريلُ عليه السلام . ۲

۷۲۱۴.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عُلِّمَ الأَذانَ لَيلَةَ اُسرِيَ بِهِ ، وفُرِضَت عَلَيهِ الصَّلاةُ . ۳

۷۲۱۵.عنه عليه السلام :لَمّا بُدِئَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله بِتَعليمِ الأَذانِ ، أتى جَبرَئيلُ عليه السلام بِالبُراقِ فَاستَعصَت عَلَيهِ ، فَقالَ لَها جَبرَئيلُ عليه السلام : اُسكُني بُراقَةُ ، فَما رَكِبَكِ أحَدٌ أكرَمُ عَلَى اللّه ِ مِنهُ . فَسَكَنَت .
قالَ صلى الله عليه و آله : فَرَكِبتُها حَتَّى انتَهَيتُ إلَى الحِجابِ الَّذي يَلِي الرَّحمنَ عَزَّ رَبُّنا وجَلَّ ، فَخَرَجَ مَلَكٌ مِن وَراءِ الحِجابِ ، فَقالَ : اللّه ُ أكبَرُ اللّه ُ أكبَرُ ، قالَ صلى الله عليه و آله : قُلتُ : يا جَبرَئيلُ مَن هذَا المَلَكُ الكَريمُ؟ قالَ جَبرَئيلُ عليه السلام : وَالَّذي أكرَمَكَ بِالنُّبُوَّةِ ، ما رَأَيتُ هذَا المَلَكَ قَبلَ ساعَتي هذِهِ!
فَقالَ المَلَكُ : اللّه ُ أكبَرُ اللّه ُ أكبَرُ . فَنودِيَ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي أنَا أكبَرُ أنَا أكبَرُ .
قالَ صلى الله عليه و آله : فَقالَ المَلَكُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ . فَنودِيَ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي أنَا اللّه ُ لا إلهَ إلّا أنَا .
قالَ صلى الله عليه و آله : فَقالَ المَلَكُ : أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّه ِ ، أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّه ِ . فَنودِيَ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي أنَا أرسَلتُ مُحَمَّدا رَسولاً .
قالَ صلى الله عليه و آله : فَقالَ المَلَكُ : حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ . فَنودِيَ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي ودَعا إلى عِبادَتي .
قالَ صلى الله عليه و آله : فَقالَ المَلَكُ : حَيَّ عَلَى الفَلاحِ ، حَيَّ عَلَى الفَلاحِ . فَنودِيَ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي ودَعا إلى عِبادَتي .
قالَ صلى الله عليه و آله : فَقالَ المَلَكُ : حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ ، حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ . فَنودِيَ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي و دَعا إلى عِبادَتي ، قَد أفلَحَ مَن واظَبَ عَلَيها .
قالَ صلى الله عليه و آله : فَيَومَئِذٍ أكمَلَ اللّه ُ تَعالى لِيَ الشَّرَفَ عَلَى الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ . ۴

1.الجمعة : ۹ .

2.المطالب العالية : ج ۱ ص ۶۳ ح ۲۲۴ عن كثير بن مرّة الحضرمي .

3.كنز العمّال : ج ۱۲ ص ۳۵۰ ح ۳۵۳۵۴ نقلاً عن ابن مردويه عن زيد بن عليّ عن أبيه الإمام زين العابدين عن جدّه عليهماالسلام .

4.صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص ۲۲۷ ح ۱۱۵ عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحارالأنوار : ج ۸۴ ص ۱۵۱ ح ۴۷ .


حكم النّبيّ الأعظم ج5
182

إشكال ( شبهة ) وجوابه

إن قيل : إنّ غاية آية الوضوء والهدف من الطهارة هو النظافة ، ولذلك ، فكلّما كان عدد الغسلات والمسحات أكثر ، كان أنسب .
قلنا في الجواب : إنّ الوضوء عبادة ومن الأفعال التوقيفية ، ويجب أن نراعي فيها أيضا المصالح الاُخرى ، ( مثل : السهولة ، استطاعة عموم الناس والاقتصاد ) . ولذلك يمكن عبر الإشارة إلى أحاديث « إنّ اللّه يحبّ أن تُؤتي رخصة » ۱ ، اعتبار التعدّد في الوضوء نوعا من التشدّد في الدين ، ومتوافقا مع رأي الذين لا يوافقون التمتّع في الحجّ ، وقصر الصلاة في السفر ، ورفع حكم الصيام عن المسافر ۲ .

1.سنن البيهقي : ج ۳ ص ۱۴۰ ، المبسوط للسرخسي : ج ۳ ص ۱۳۷ ، المجموع للنووي : ج ۶ ص ۲۰۷ ، تلخيص الحبير : ج ۴ ص ۴۷۴ .

2.فسّر البعض إسباغ الوضوء ( التوسّع فيه وإكماله ) وإحسانه ( إتقانه والدقّة فيه ) بالتعدّد ، ولكنّهم لم يقدّموا شاهدا على ذلك ، بل يمكن القيام بوضوء كامل وحسن بغسلٍ واحد ، أو غسلين على الأكثر .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج5
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 193542
الصفحه من 622
طباعه  ارسل الي