449
حكم النّبيّ الأعظم ج6

۹۵۲۶.المعيار والموازنة :ثُمَّ فَكِّروا في حَديثِ المُؤاخاةِ وما فيهِ مِنَ الدَّلالَةِ الواضِحَةِ ؛ إذ مَيَّزَهُم عَلى قَدرِ مَنازِلِهِم ، ثُمَّ آخى بَينَهُم عَلى حَسَبِ مُفاضَلَتِهِم ؛ فَلَم يَكُن أحَدٌ أقرَبَ مِن فَضلِ أبي بَكرٍ مِن عُمَرَ ، فَلِذلِكَ آخى بَينَهُما ، وأشبَهَ طَلحَةُ الزُّبَيرَ وقَرُبَت مَنازِلُهُما لِذلِكَ فَآخى بَينَهُما ، وكَذلِكَ فَعَلَ بِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ آخى بَينَهُ وبَينَ عُثمانَ .
ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : إنَّما أخَّرتُكَ لِنَفسي ، أنتَ أخي وصاحِبي ، فَلَم يَكُن فيهِم أحَدٌ أشبَهَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مِن عَلِيٍّ عليه السلام ، ولا أولى بِمُؤاخاةِ النَّبِيِّ مِنهُ ، فَاستَحَقَّ بِمُؤاخاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ؛ لِتَقَدُّمِهِ عَلَى القَومِ . وكانَت مُؤاخاةُ عَلِيٍّ عليه السلام أفضَلَ مِن مُؤاخاةِ غَيرِهِ ؛ لِفَضلِهِ عَلى غَيرِهِ . ۱

۹۵۲۷.الاستيعاب :آخى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله بَينَ المُهاجِرين بِمَكَّةَ ، ثُمَّ آخى بَينَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ بِالمَدينَةِ ، وقالَ في كُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما لِعَلِيٍّ عليه السلام : «أنتَ أخي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ» ، وآخى بَينَهُ وبَينَ نَفسِهِ . ۲

1.المعيار والموازنة : ص ۲۰۸ .

2.الاستيعاب : ج ۳ ص ۲۰۲ .


حكم النّبيّ الأعظم ج6
448

9 / 2

مُؤاخاةُ أصحابِ النَّبِيّ قَبلَ الهِجرَةِ

۹۵۲۴.المحبّرـ في ذِكرِ مُؤاخاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بَينَ أصحابِهِ المُهاجِرين قَبلَ الهِجرَةِ ـ: وكانَ آخى بَينَهُم عَلَى الحَقِّ وَالمُؤاساةِ ، وذلِكَ بِمَكَّةَ ؛ فَآخى صلى الله عليه و آله بَينَ نَفسِهِ وبَينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام . ۱

۹۵۲۵.السيرة الحلبيّة :قَبلَ الهِجرَة آخى صلى الله عليه و آله بَينَ المُسلِمين ـ أيِ المُهاجِرينَ ـ عَلَى الحَقِّ وَالمُؤاساةِ ، فَآخى بَينَ أبي بَكرٍ وعُمَرَ ، وآخى بَينَ حَمزَةَ وزَيدِ ابنِ حارِثَةَ ، وبَينَ عُثمانَ وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ ، وبَينَ الزُّبَير وَابنِ مَسعود ، وبَينَ عُبادَةَ بنِ الحارِثَة وبِلال ، وبَينَ مُصعَبِ بنِ عُمَير وسَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ، وبَينَ أبي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاح وسالِمٍ مَولى أبي حُذَيفَة ، وبَينَ سَعيدِ بنِ زَيدٍ وطَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّه ، وبَينَ عَلِيٍّ عليه السلام ونَفسِهِ صلى الله عليه و آله وقالَ : أ ما تَرضى أن أكونَ أخاكَ؟
قالَ : بَلى ، يا رَسولَ اللّه رَضيتُ .
قالَ : فَأَنتَ أخي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ۲ . ۳

1.المحبّر : ص ۷۰ .

2.قال الحلبي في سيرته مضيفا : وأنكر العبّاس بن تيميّة المؤاخاة بين المهاجرين ، ولا سيّما مؤاخاة النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام ، قال : لأنّ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار إنّما جعلت لإرفاق بعضهم ببعض ، ولتألّف قلوب بعضهم ببعض ، فلا معنى لمؤاخاة مهاجريّ لمهاجريّ . قال الحافظ ابن حجر : وهذا ردّ للنصّ بالقياس ، وبعض المهاجرين كان أقوى من بعض بالمال والعشيرة ، فآخى بين الأعلى والأدنى ليرتفق الأدنى بالأعلى ، وليستعين الأعلى بالأدنى ، ولهذا تظهر مؤاخاته صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام ؛ كان هو الذي يقوم بأمره قبل البعثة .

3.السيرة الحلبيّة : ج ۲ ص ۲۰ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج6
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 160960
الصفحه من 649
طباعه  ارسل الي