367
حكم النّبيّ الأعظم ج6

منزلة الكعبة

كانت الكعبة مقدّسة معظّمة عند الاُمم المختلفة ، فكانت الهنود يعظّمونها ويقولون : إنّ روح «سيفا» ـ وهو الاُقنُوم الثالث عندهم ـ حلّت في الحَجَر الأسوَد ، حين زار مع زوجته بلادَ الحجاز .
وكانت الصابئة من الفُرس والكلدانيّين يعدّونها أحد البيوت السبعة المعظّمة ۱ ، وربّما قيل : إنّه بيت زُحَل ؛ لقدم عهده وطول بقائه .
وكانت الفرس يحترمون الكعبة أيضا، زاعمين أنّ روح هُرمُز حلّت فيها ، وربّما حجّوا إليها زائرين .
وكانت اليهود يعظّمونها ويعبدون اللّه فيها على دين إبراهيم ، وكان بها صُوَر وتماثيل ، منها تمثال إبراهيم وإسماعيل ، وبأيديهما الأزلام ، ومنها صُورَتا العذراء والمسيح ، ويشهد ذلك على تعظيم النصارى لأمرها أيضا كاليهود .
وكانت العرب أيضا تعظّمها كلّ التعظيم ، وتعدّها بيتا للّه تعالى ، وكانوا يحجّون إليها من كلّ جهة ، وهم يعدّون البيت بناء لإبراهيم ، والحجّ من دينه الباقي بينهم بالتوارث .

1.البيوت المعظّمة هي : ۱ ـ الكعبة . ۲ ـ مارس على رأس جبل بأصفهان . ۳ ـ مندوسان ببلاد الهند . ۴ ـ نوبهار بمدينة بلخ. ۵ ـ بيت غمدان بمدينة صنعاء . ۶ ـ كاوسان بمدينة فرغانة من خراسان. ۷ ـ بيت بأعالي بلاد الصين (كما في هامش المصدر).


حكم النّبيّ الأعظم ج6
366

ه ـ كسوة الكعبة

على ما ورد في بعض الروايات في سورة البقرة في قصّة هاجرَ وإسماعيلَ ونزولهما أرض مكّة أنّ هاجرَ عَلِق كساؤها على باب الكعبة بعد تمام بنائها .
وأمّا كسوة البيت نفسه فيقال : إنّ أوّل من كساها تُبَّع أبو بكر أسعد ، كساها بالبُرود المطرّزة بأسلاك الفضّة ، وتَبِعه خلفاؤه . ثمّ أخذ الناس يكسونها بأردية مختلفة فيضعونها بعضها على بعض ، وكلّما بَلي منها ثوب وضع عليها آخر إلى زمن قُصَيّ . ووضع قُصيّ على العرب رِفادة لكسوتها سنويّا ، واستمرّ ذلك في بنيه . وكان أبو ربيعة ابن المغيرة يكسوها سنةً وقبائل قريش سنةً.
وقد كساها النبيّ صلى الله عليه و آله بالثياب اليمانيّة ، وكان على ذلك حتّى إذا حجّ الخليفة العباسيّ المهديّ شكا إليه سدنةُ الكعبة من تراكم الأكسية على سطح الكعبة ، وذكروا أنّه يخشى سقوطه ، فأمر برفع تلك الأكسية وإبدالها بكسوة واحدة كلّ سنة ، وجرى العمل على ذلك حتّى اليوم . وللكعبة كسوة من داخل . وأوّل من كساها مِن داخل اُمّ العبّاس بن عبد المطّلب ؛ لنذر نذرته في ابنها العبّاس .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج6
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 161804
الصفحه من 649
طباعه  ارسل الي