341
حكم النّبيّ الأعظم ج6

فائدة حول حدود الحرم

حُدِّدت حدود الحرم في الروايات وأقوال العلماء بأنّها بريد في بريد . والبريد أربعة فراسخ شرعيّة ۱ ، فتكون المساحة التقريبيّة للحرم ستّة عشر فرسخًا مربّعًا . ۲ وهذه المساحة التي تزيد على مكّة بقليل لها أحكام خاصّة باعتبارهاالحرم الإلهيّ الآمن .
والأقوال متفاوتة بشأن حدود الحرم في كلّ طرف من أطراف مدينة مكّة ۳ ، أشهرها وأرضاها ۴ يبيّن حدود الحرم بما يلي :
من طريق المدينة : على ثلاثة أميال دون التنعيم . ومن طريق اليمن : طرف أضاءَة لِبْن ۵ في ثنيّة لِبْن ، على سبعة أميال ، ومن طريق جدّة : مُنقَطَع الأعشاش ، على عشرة أميال . ومن طريق الطائف : على طريق عرفة من بطن نَمِرة ، على أحد عشر ميلاً ۶ . ومن طريق العراق : على ثنيّة خلٍ بجبل المقطع ، على سبعة أميال . ومن طريق الجعرانة : في شِعب آل عبداللّه بن خالد ، على تسعة أميال .
ومن المؤكّد أنّ هذه المسافات تقريبيّة . وقد حسَب أيضًا بعض المدقّقين المسافة الدقيقة لهذه الحدود إلى جدار المسجد الحرام ، عادًّا إيّاهابالذراع ، فكان بينها وبين القياسات المذكورة آنفًا بعض الاختلاف . وعلى سبيل المثال ، يقول الفاسيّ في تحديد الحرم من جهة الطائف ،عن طريق عرفة : «من جدار باب بني شيبة إلى العَلَمين اللذين هماعلامة لحدّ الحرم من جهة عرفة سبعة وثلاثون ألف ذراع وعشره أذرع وسبعة أذرع ، بذراع اليد» . ۷
ولمعرفة حدود الحرم وتعيينها أهميّة قُصوى ، إذ إنّ لها دخلاً في كثير من الأحكام . وقد غدا تشخيص هذه الحدود ميسّرًا بوجود الأنصاب التياُقيمت علامات من كلّ الجهات .
وكان إبراهيم الخليل عليه السلام قد نَصَب الأنصاب من كلّ الجهات ـ ما عدا سمت جدّة والجعرانة ـ بدلالة من جبرئيل عليه السلام الذي كان يُريه مواضعها ۸ .وجدّدها إسماعيل عليه السلام ، وقُصيّ بن كلاب ، ورسول اللّه صلى الله عليه و آله . . . ثمّ تعاقَب الحكّام على تجديدها المرّةَ بعد المرّة . ۹
ويدلّ البحث الميدانيّ ، في الوقت الحاضر ، على أنّ هذه العلامات ما تزال قائمة . وهذه الأنصاب والحدود الستّة إنّما تعيّن حدود الحرم في الطرق المؤدّية إليه ، أمّا أنصاب وحدود الحرم كلّه فهي أكثر بكثير . ۱۰

1.البريد: هو حدّ السفر الشرعيّ الذي تُقصر الصلاة بعده ويُفطَر من الصوم . وحدّ السفر الشرعيّ أربعة فراسخ (راجع جواهر الكلام: ج ۷ ص ۳۹۹) .

2.الحرم ليس مربّع الشكل ، ومراد العلماء أنّ مساحة الحرم معادلة لمساحة مربّع ضلعه بريد واحد (مستمسك العروة الوثقى : ج ۱۱ ص ۲۸۷ ، مدارك الأحكام : ج ۸ ص ۳۷۹ ، جواهر الكلام : ج ۷ ص ۴۰۰) .

3.راجع : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام : ج ۱ ص ۵۵ ، تاريخ الحرمين لعبّاس كرارة: ص ۲۳.

4.أخبار مكّة للأزرقي : ج ۲ ص ۱۳۱ عن أبي الوليد ؛ جواهر الكلام : ج ۷ ص ۴۰۱ .

5.الأضاءة : هي الأرض، ولِبْن : هو الجبل ، والأضاءة من أسفله وهو جبل طويل له رأسان (أخبار مكّة للأزرقي : ج ۲ ص ۱۳۱) .

6.يذكر مؤلّف جواهر الكلام: ج ۷ ص ۴۰۱ ـ نقلاً عن السروجيّ ـ : إنّ مسافة حدّ طريق الطائف سبعة أميال ، وأوردها النوويّ في تهذيب الأسماء : ج ۳ ص ۸۲ على أنّها رأي جمهور العلماء .

7.شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام : ج ۱ ص ۵۹ .

8.أخبار مكّة للفاكهي : ج ۵ ص ۲۲۵ ح ۱۹۲ ، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام : ج ۱ ص ۵۵ ؛ جواهر الكلام : ج ۷ ص ۳۹۶ ، المفصّل في تاريخ العرب : ج ۶ص ۴۴۱ .

9.أخبار مكّة للأزرقيّ : ج ۲ ص ۱۲۹، أخبار مكّة للفاكهيّ : ج ۲ ص ۲۷۳ ، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام : ج ۱ ص ۵۵ ؛ الكافي : ج ۴ ص ۲۱۱ ح ۱۸ .

10.الحرم المكّيّ الشريف والأعلام المحيطة به : ص ۷۱ و ۸۷ .


حكم النّبيّ الأعظم ج6
340

1 / 7

حُدودُ الحَرَمِ

۹۲۰۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أنزَلَ جَبرَئيلُ آدَمَ مِنَ الصَّفا ، وأنزَلَ حَوّاءَ مِنَ المَروَةِ ، وجَمَعَ بَينَهُما فِي الخَيمَةِ . وكانَ عَمودُ الخَيمَةِ قَضيبَ ياقوتٍ أحمَرَ ، فَأَضاءَ نورُهُ وضَوؤُهُ جِبالَ مَكَّةَ وما حَولَها ، وكُلَّمَا امتَدَّ ضَوءُ العَمودِ فَجَعَلَهُ اللّه ُ حَرَمًا فَهُوَ مَواضِعُ الحَرَمِ اليَومَ كُلُّ ناحِيَةٍ مِن حَيثُ بَلَغَ ضَوءُ العَمودِ ، فَجَعَلَهُ اللّه ُ حَرَمًا لِحُرمَةِ الخَيمَةِ والعَمودِ ؛ لِأَنَّهُنَّ مِنَ الجَنَّةِ . ۱

1.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۶ ح ۲۱ عن عطاء عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام ، بحارالأنوار : ج ۱۱ ص ۱۸۳ ح ۳۶ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج6
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 159453
الصفحه من 649
طباعه  ارسل الي