187
حكم النّبيّ الأعظم ج6

نُكتَةٌ لَطيفةٌ

قالَ السيّدُ ابنُ طاووسَ قدس سره : كنتُ في ليلةٍ جليلةٍ من شهر رَمضانَ بعدَ تصنيفِ هذا الكتابِ (الإقبال) بزمانٍ ، وأنا أدعو في السَّحَرِ لمَن يجبُ أو يَحسنُ تَقديمُ الدعاءِ لَهُ وَلي ولِمَن يَليقُ بالتَّوفيقِ أن أدعوَ لَهُ ، فَوردَ على خاطِري أنّ الجاحِدينَللّه ِ ـ جَلَّ جَلالُهُ ـ ولِنِعَمِهِ والمُستخفّينَ بِحُرمَتهِ ، والمُبدّلينَ لِحكمهِ في عِبادِهِ وخَليقَتهِ ، يَنبغِي أن يُبدَأ بالدُّعاءِ لَهُم بالهِدايةِ مِن ضَلالتِهم ؛ فإنَّ جِنايَتهُم على الرُّبوبيّةِ ، والحِكمَةِ الإلهيّةِ ، والجَلالةِ النَّبويّةِ أشدُّ مِن جنايةِ العارفينَ باللّه ِ وبالرَّسولِ صَلوات اللّه ِ عَليهِ وآلهِ .
فَيقتضِي تَعظيمُ اللّه ِ وتَعظيمُ جَلالِهِ ، وتعظيمُ رَسولهِ صلى الله عليه و آله وحقوقُ هِدايتهِ بِمقالهِ وفِعالهِ ، أن يُقَدَّمَ الدُّعاءُ بهِدايةِ مَن هوأعظمُ ضرراً ، وأشدُّ خطراً ، حَيثُ لَم يَقدر أن يَزالَ ذلكَ بالجِهادِ ، ومَنعهم مِنَ الإلحادِ والفَسادِ .
أقولُ : فدعوتُ لكلِّ ضالٍّ عَن اللّه ِ بِالهِدايةِ إليهِ ، ولكلِّ ضالٍّ عَن الرَّسولِ بِالرُّجوعِ إليهِ ، ولكلِّ ضالٍّ عَن الحقِ بالاعترافِ بِهِ والاعتِمادِ عَليهِ .
ثُمَّ دَعوتُ لأهلِ التَّوفيقِ والتَّحقيقِ بِالثُّبوتِ على تَوفيقِهم ، والزِّيادةِ في تَحقيقِهم ، ودَعوتُ لنفسي ومن يعنيني أمرُهُ بِحَسبِ ما رَجوتُه مِنَ التَّرتيب الَّذي يكونُ أقرب إلى مَن أتضرّعُ إليهِ ، وإلى مرادِ رَسولهِ صلى الله عليه و آله ، وقَد قَدَّمتُ مهمّاتِ الحاجاتِ بِحسبِ ما رَجوتُ أن يَكونَ أقرب إلَى الإجاباتِ .
أفلا تَرى ما تَضمّنه مقدّسُ القرآنِ مِن شفاعةِ إبراهيمَ عليه السلام في أهلِ الكفرانِ!؟
فقالَ اللّه جل جلاله : «يُجَـدِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّ هٌ مُّنِيبٌ »۱ ، فَمَدحَهُ جَلَّ جلالُهُ على حِلمهِ وشَفاعتِهِ ومُجادَلتهِ في قَومِ لوط ، الَّذين قَد بَلغَ كُفرُهُم إلى تعجيلِ نِقمتهِ .
أما رأيتَ ما تَضمّنتهُ أخبارُ صاحبِ الرِّسالةِ ـ وَهو قدوةُ أهلِ الجَلالةِ ـ كيفَ كان كُلّما آذاهُ قَومُهُ الكفّارُ وبالغُوا فِيمايَفعلونَ . قالَ صلوات اللّه ِ عَليهِ وآلهِ : «اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ» .
أما رأيتَ الحديثَ عَن عيسى عليه السلام : «كُن كَالشَّمسِ تَطلُعُ عَلَى البَرِّ وَالفاجِرِ»!؟ وقولَ نَبيّنا صَلوات اللّه عَليهِ وآله :«اِصنَعِ الخَيرَ إلى أهلِهِ وإلى غَيرِ أهلِهِ ؛ فَإِن لَم يَكُن أهلَهُ فَكُن أنتَ أهلَهُ» . وقَد تَضمّنَ تَرجيحَ مقامِ المُحسنينَ إلَى المسيئينَ قولُهُ جلَّ جَلالُه : «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَـتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ » ، ۲ ويَكفي أنّ محمّداً صلى الله عليه و آله بُعِثَ رَحمةً للعالمينَ . ۳

1.هود : ۷۵ .

2.الممتحنة : ۸ .

3.الإقبال : ج ۱ ص ۳۸۴ ـ ۳۸۵ .


حكم النّبيّ الأعظم ج6
186

13 / 2

إيقاظ الأهل

۸۷۷۷.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كانَ يَطوي فِراشَهُ ، ويَشُدُّ مِئزَرَهُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وكانَ يوقِظُ أهلَهُ لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، وكانَ يَرُشُّ وُجوهَ النِّيامِ بِالماءِ في تِلكَ اللَّيلَةِ . ۱

۸۷۷۸.الإقبال :رَوى أبو نَعيمٍ في كِتابِ الصِّيامِ وَالقِيامِ بِإِسنادِه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَرُشَّ عَلى أهلِهِ الماءَ لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، يَعني مِن شَهرِ رَمَضانَ . ۲

13 / 3

الدُّعاء

۸۷۷۹.المعجم الأوسط :عَن عَبدِ اللّه ِ بنِ يَزيدَ عَن عائِشَةَ أنَّها قالَت : يا رَسولَ اللّه ِ ، إن وافَقتُ لَيلَةَ القَدرِ ما أسأَلُ اللّه َ؟
قالَ [ صلى الله عليه و آله ] : سَليهِ العافِيَةَ . ۳

۸۷۸۰.سنن الترمذي عن عائشة :قُلتُ : يا رَسولَ اللّه ِ ، أرَأَيتَ إن عَلِمتُ أيَّ لَيلَةٍ لَيلَةَ القَدرِ ما أقولُ فيها؟
قالَ : قولي : اللّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ كَريمٌ تُحِبُّ العَفوَ ، فَاعفُ عَنّي . ۴

1.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۸۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۱۰ ح ۱۲ .

2.الإقبال : ج ۱ ص ۳۷۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۶۰ ح ۵ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۲ ص ۳۹۷ ح ۲۹ .

3.المعجم الأوسط : ج ۳ ص ۶۶ ح ۲۵۰۰ ؛ مستدرك الوسائل : ج ۷ ص ۴۵۸ ح ۸۶۵۴ نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب نحوه .

4.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۵۳۴ ح ۳۵۱۳ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج6
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 159555
الصفحه من 649
طباعه  ارسل الي