207
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّـبِرِينَ» 1 .
وهكَذا يَجرِي الأَمرُ ما فِي النّاسِخِ وَالمَنسوخِ ، وهُوَ يَدُلُّ عَلى تَصحيحِ البَداءِ .
وقَولُهُ : «يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَـبِ» 2 فَهَل يَمحو إلّا ما كانَ ، وهَل يُثبِتُ إلّا ما لَم يَكُن ، ومِثلُ هذا كَثيرٌ في كِتابِ اللّهِ عز و جل . 3

۶۰۰۶.تفسير العيّاشي عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِهِ«مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا»۴ـ: النّاسِخُ ما حُوِّلَ ، وما يُنسيها : مِثلُ الغَيبِ الَّذي لَم يَكُن بَعدُ ، كَقَولِهِ «يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَـبِ» .
قالَ : فَيَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ ، ويُحَوِّلُ ما يَشاءُ ، مِثلُ قَومِ يونُسَ إذا بَدا لَهُ فَرَحِمَهُم ، ومِثلُ قَولِهِ «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ» قالَ أدرَكَتهُم رَحمَتُهُ . ۵

5 / 9

اِحتِجاجاتٌ فِي البَداءِ

۶۰۰۷.الإمام العسكريّ عليه السلام :جاءَ قَومٌ مِنَ اليَهودِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالوا : يا مُحَمَّدُ ، هذِهِ القِبلَةُ بَيتُ المَقدِسِ قَد صَلَّيتَ إلَيها أربَعَ عَشرَةَ سَنَةً ثُمَّ تَرَكتَهَا الآنَ ، أفَحَقّا كانَ ما كُنتَ عَلَيهِ فَقَد تَرَكتَهُ إلى باطِلٍ ، فَإِنَّما يُخالِفُ الحَقَّ الباطِلُ ، أو باطِلاً كانَ ذلِكَ فَقَد كُنتَ

1.الأنفال : ۶۶ .

2.الرعد : ۳۹ .

3.بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۸۳ نقلاً عن تفسير النعماني عن إسماعيل بن جابر عن الإمام الصادق عليه السلام .

4.البقرة : ۱۰۶ .

5.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۵۵ ح ۷۷ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۱۶ ح ۷۷ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
206

وَ فَدَيْنَـهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ» . ۱

الحديث

۶۰۰۴.الإمام الصادق عليه السلام :ما بَدا للّهِِ بَداءٌ كَما بَدا لَهُ في إسماعيلَ أبي ؛ إذا أمَرَ أباهُ إبراهيمَ بِذَبحِهِ ، ثُمَّ فَداهُ بِذِبحٍ ۲ عَظيمٍ . ۳

ه ـ في مَوارِدَ اُخرى

6005.الإمام عليّ عليه السلام ـ فيما نُسِبَ إلَيهِ في بَيانِ أصنافِ آياتِ القُرآنِ وأنواعِها ـ :وأمّا مَن أنكَرَ البَداءَ ، فَقَد قالَ اللّهُ في كِتابِهِ : «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ» 4 وذلِكَ أنَّ اللّهَ سُبحانَهُ أراد أن يُهلِكَ الأَرضَ في ذلِكَ الوَقتِ ، ثُمَّ تَدارَكَهُم بِرَحمَتِهِ فَبَدا لَهُ في هَلاكِهِم وأنزَلَ عَلى رَسولِهِ «وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ» 5 .
ومِثلُهُ قَولُهُ تَعالى : «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» 6 ثُمَّ بَدا لَهُ «وَمَا لَهُمْ أَلَا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» 7 .
وكَقَولِهِ : «إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَـبِرُونَ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ» 8 ثُمَّ بَدا لَهُ تَعالى ، فَقالَ : «الْـئـنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ

1.الصّافّات : ۱۰۲ ـ ۱۰۷ .

2.الذِّبح : المذبوح (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۲۶ «ذبح») .

3.التوحيد : ص ۳۳۶ ح ۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۰۹ ح ۲۶ .

4.الذاريات : ۵۴ .

5.الذاريات : ۵۵ .

6.الأنفال : ۳۳ .

7.الأنفال : ۳۴ .

8.الأنفال : ۶۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 101201
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي