331
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

ولهذه الأَحاديث أَهمّيّة خاصّة في هذا المبحث لاتّساقها والقرآن الكريم .

ب ـ خطر مطلق التعمّق

الطائفة الثانية : الأَحاديث التي تصف مطلق التعمّق بالخطر كالذي أُثر عن الإمام أَمير المؤمنين عليه السلام من عدّه التعمّق دعامة من دعائم الكفر:
«الكُفرُ عَلى أَربَعِ دَعائِمَ: عَلَى التَّعَمُّقِ ... فَمَن تَعَمَّقَ لَم يُنِب إِلَى الحَقِّ».۱

ج ـ التحذير من التعمّق في الدِّين

الطائفة الثالثة : الأَحاديث التي حذّرت من التطرّف في قضايا الدين الفرعيّة نحو قوله صلى الله عليه و آله :
«إِيّاكُم وَالتَّعَمُّقَ فِي الدّينِ ! فَإِنَّ اللّهَ تَعالى قَد جَعَلَهُ سَهلاً ، فَخُذوا مِنهُ ما تُطيقونَ ...»۲ .
وقول الإمام الكاظم عليه السلام :
«لا تَعَمُّقَ فِي الوُضوءِ»۳ .
وقال العلّامة المجلسيّ في بيان هذه الرواية :
«أَي : بإكثار الماء ، أَو بالمبالغة كثيرا في إِيصال الماء زائدا عن الإسباغ المطلوب»۴ .

1.نهج البلاغة : الحكمة ۳۱، الكافي : ج ۲ ص ۳۹۲ ح ۱ عن سليم بن قيس الهلالي نحوه ، الخصال : ص ۲۳۲ ح ۷۴ عن الأصبغ بن نباتة وفيه «العتوّ» بدل «الكفر» ، تحف العقول : ص ۱۶۶ و فيه «الغلوّ» بدل «الكفر» ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۳۴۸ ح ۱۷ .

2.كنز العمّال : ج ۳ ص ۳۵ ح ۵۳۴۸ نقلاً عن أبي القاسم بن بشران في أماليه .

3.راجع: وسائل الشيعة : ج ۱ ص ۳۳۴ باب «استحباب صفق الوجه بالماء قليلاً عند الوضوء ، وكراهة المبالغة في الضرب ، والتعمّق في الوضوء» .

4.بحار الأنوار : ج ۸۰ ص ۲۵۸ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
330

فيما يلي :

1 . «التعمّق» في اللّغة

قال الخليل بن أَحمد الفراهيديّ: «المتعمّق: المبالغ في الأَمر المتشدّد فيه ، الذي يطلب أَقصى غايته»، ۱ ومثله عن ابن منظور في لسان العرب. ۲
وفي ضوء ذلك نلاحظ أَنّ غاية الجهد لبلوغ العمق وأَقصى الشيء يُسمّى في اللغة تعمّقا .

2 . الأَحاديث التي تناولت كلمة «التعمّق»

إِنّ التنقيب في مواضع استعمال كلمة «التعمّق» في الأَحاديث المنقولة في مصادر الفريقين لا يُريب الباحث في أَنّ القصد من هذه الكلمة في الثقافة الإسلاميّة هو الإفراط ، والتطرّف ، والخروج من حدّ الاعتدال ، ويمكن أَن نقسّم هذه الأَحاديث إِلى أَربعة أَقسام :

أ ـ مدح ترك التعمّق في صفات اللّه

الطائفة الأُولى : الأَحاديث التي تصف الراسخين في العلم وتُثني على تركهم التعمّق في صفات اللّه ، بل في جميع القضايا الغيبيّة ، مثل قول أَمير المؤمنين عليّ بن أَبي طالب عليه السلام :
«فَمَدَحَ اللّهُ تَعالَى اعتِرافَهُم بِالعَجزِ عَن تَناوُلِ ما لَم يُحيطوا بِهِ عِلما ، وسَمّى تَركَهُمُ التَّعَمُّقَ فيما لَم يُكَلِّفهُمُ البَحثَ عَن كُنهِهِ رُسوخا»۳ .

1.كتاب العين: ص ۵۷۹ «عمق» .

2.لسان العرب : ج ۱۰ ص ۲۷۱ «عمق» ؛ النهاية : ج ۳ ص ۲۹۹ «عمق» .

3.راجع : ص ۳۲۶ ح ۳۸۴۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 104725
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي