233
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

تأمّلات حول آيات معرفة اللّه في خلق الشمس والقمر

تعتبر الشَّمس والقمر في وجهة نظر القرآن دليلين واضحين على الخالق القادر الحكيم ، وقد دعا القرآن الكريم المجتمع البشريّ نحو سبع عشرة مرّة بأَساليب متباينة إِلى التأَمّل في هاتين الظاهرتين العجيبتين في عالم الخلق ، كما قال سبحانه وتعالى :
«وَ مِنْ ءَايَـتِهِ الَّيْلُ وَ النَّهَارُ وَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ»۱ .
إِنّ الدروس التي تستعرض خَلْقَ الشَّمس والقمر في مسير معرفة اللّه يمكن إِجمالها في العناوين ۲ التالية :

أَوّلاً : نظام الشمس والقمر

قال تعالى :
«وَ الشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَ لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنَـهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنـبَغِى لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ

1.فصّلت : ۳۷ .

2.إنّ شرح هذه العناوين يحتاج إلى الكتب المتخصّصة بها ، لذا ندعو الإخوة القرّاء الذين يرغبون في معرفة التفاصيل إلى مراجعة المصادر المستقلّة التي كُتِبت في هذا المجال .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
232

خَلَقَ اللَّهُ ذَ لِكَ إِلَا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْايَـتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ » . ۱

راجع : البقرة : 189 ، الأعراف : 54 ، يونس : 6 ، الرعد : 2 ، إبراهيم : 33 ، النحل : 12 ، الإسراء : 12 ، الكهف : 86 و 90 ، الأنبياء : 33 ، المؤمنون : 80 ، الفرقان : 45 و 46 و 61 ، العنكبوت : 61 ، لقمان : 29 ، فاطر : 13 ، الصافّات : 5 ، الزمر : 5 ، الرحمن : 17 ، المعارج : 40 ، نوح : 16 ، المدثّر : 32 ، التكوير : 1 ، الفجر : 1 و 4 ، الشمس : 1 و 2 .

الحديث

۳۶۳۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لَمّا رَأَى الشَّمسَ عِندَ غُروبِها قالَ ـ: في نارِ اللّهِ الحامِيَةِ ، لَولا ما يَزَعُها ۲ مِن أَمرِ اللّهِ لَأَهلَكَت ما عَلَى الأَرضِ . ۳

۳۶۳۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن قَولِهِ عِندَ رُؤيَةِ الهِلالِ ـ: أَيُّهَا الخَلقُ المُطيعُ ، الدّائِبُ السَّريعُ ، المُتَرَدِّدُ في فَلَكِ التَّدبيرِ ، المُتَصَرِّفُ في مَنازِلِ التَّقديرِ ، آمَنتُ بِمَن نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ ، وأَضاءَ بِكَ البُهَمَ ، وجَعَلَكَ آيَةً مِن آياتِ سُلطانِهِ ، وَامتَهَنَكَ بِالزِّيادَةِ وَالنُّقصانِ ، وَالطُّلوعِ والأُفولِ ، وَالإِنارَةِ وَالكُسوفِ ، في كُلِّ ذلِكَ أنتَ لَهُ مُطيعٌ وإِلى إِرادَتِهِ سَريعٌ ، سُبحانَهُ ما أَحسَنَ ما دَبَّرَ وأَتقَنَ ما صَنَعَ في مُلكِهِ ! وجَعَلَكَ اللّهُ هِلالَ شَهرٍ حادِثٍ لِأَمرٍ حادِثٍ ، جَعَلَكَ اللّهُ هِلالَ أَمنٍ وإِيمانٍ ، وسَلامَةٍ وإِسلامٍ ، هِلالَ أَمَنَةٍ مِنَ العاهاتِ وسَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ ، اللّهُمَّ اجعَلنا أَهدى مَن طَلَعَ عَلَيهِ ، وأَزكى مَن نَظَرَ إِلَيهِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ ، اللّهُمَّ افعَل بي كَذا وكَذا يا أَرحَمَ الرَّاحِمينَ . ۴

1.يونس : ۵ .

2.يَزَعُها: أي يمنعها . يقال : وزَعَه يَزَعُه وَزْعا فهو وازعٌ : إذا كفَّه ومنعه (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۰) .

3.مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۶۵۶ ح ۶۹۵۱ ، تفسير الطبري : ج ۹ الجزء ۱۶ ص ۱۲ ، تفسير الطبري : ج ۱۱ ص ۴۹ وفيهما «لأحرقت» بدل «لأهلكت» وكلّها عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص .

4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۱۰۱ ح ۱۸۴۷ ، الصحيفة السجّاديّة : ص ۱۶۳ الدعاء ۴۳ ، مصباح المتهجّد : ص ۵۴۱ ح ۶۲۸ كلاهما عن الإمام زين العابدين عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۸ ص ۱۷۸ ح ۳۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 103869
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي