205
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

«أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَـدًا * وَ الْجِبَالَ أَوْتَادًا» ۱ .
وقد تقدّم كلام دقيق بديع لأَميرالمؤمنين عليّ عليه السلام في تفسير هذه الآيات وتبيينها في الباب السادس ۲ .

ثالثا : دور الجبال في حفظ الإنسان

إِنّ الجبال تحافظ على الإنسان من جهات مختلفة ـ فهي تقف كالسدّ العظيم والجدران الشاهقة بوجه الرياح الباردة الّتي تهبّ من المحيط المنجمد الشمالي ـ ولولا تلك الأَسوار الشَّوامخ والجدران الشواهق لاختلّت ظروف العيش في بيئة الحياة نتيجة تلك الرياح العاتية الباردة ، ثمّ إِنّ الجبال تقف حائلاً أمام الرياح البحرية الرطبة التي تحمل الغيوم ، وبالنتيجة يتساقط المطر أو الثلج حول أَطرافها . فضلاً عن ذلك فإنّ الجبال الشاهقة تغيّر درجات حرارة المناطق المجاورة لها فتخفّف من وطأَة الحرارة الشديدة ، يقول تعالى في إِشارة إِلى واحدة من حِكم خلق الجبال :
«وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِـلَـلاً وَ جَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَـنًا»۳ .

رابعا : دور الجبال في تصفية المياه

إنّ إحدى طرق تصفية المياه كما يلي : حينما تمرّ المياه خلال الطبقات المختلفة المتراكمة بعضها فوق بعض ، فإنّ الشَّوائب والجراثيم تترسّب في ثنايا المنافذ ، ومن ثمّ يتخلّل الماء من تحتها رقراقا عذبا ، كذلك تلعب الجبال دورا مهما في تصفية

1.النبأ : ۶ و ۷ .

2.راجع : ص ۱۸۶ ح ۳۶۰۰ .

3.النحل : ۸۱ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
204

العمل العظيم من صنع الصدفة الصّماء العمياء؟!

ثانيا : دور الجبال في استقرار الأَرض

إنّ الأَرض تقع في معرض الاهتزاز والاضطراب الشديد والتلاشي من جهتين :
1 . الحركات السريعة المتعددة ، الوضعية والتبعية ، والانتقالية .
2 . استعداد الغازات المتراكمة في أَعماق الأَرض للانفجار بشدة متناهية .
من هنا فإنّ الأَرض تحتاج إِلى روابط محكمة دائمة وأَوتاد عظيمة تتناسب مع حجمها ووزنها ، لكي تربط طبقاتها المختلفة بعضها ببعض ، وتمنعها من الاهتزاز والتلاشي ، وقد أَشارت التحقيقات العلمية إِلى أنّ الروابط الدائمة والأَوتاد المحكمة التي توجب استحكام الأَرض واستقرارها ، هي الجبال بجذورها العميقة ووزنها الثقيل ، وقد بيّن القرآن الكريم في ثلاثة موارد فائدة الجبال في الحدّ من اضطراب الأَرض وتزلزلها ، قال تعالى :
«وَجَعَلْنَا فِى الْأَرْضِ رَوَ سِىَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ»۱ .
وقال :
«وَ أَلْقَى فِى الْأَرْضِ رَوَ سِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ»۲ .
وقال :
«وَ أَلْقَى فِى الْأَرْضِ رَوَ سِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَ أَنْهَـرًا وَ سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»۳ .
وفي موضع آخر ذكر الجبال باعتبارها أَوتادا للأَرض حيث قال :

1.الأنبياء : ۳۱ .

2.لقمان : ۱۰ .

3.النحل : ۱۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 103844
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي