157
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» 1 .

3 . إيجاد الحياة

إِنّ القرآن الكريم يوعز في موارد متعددة ۲ ظاهرة الحياة العجيبة إِلى خالق الكون القادر على كلّ شيء ، ويعتبر ذلك واحدة من الآيات الإلهية والأَدلة التي لا تقبل الإنكار على وجود اللّه تعالى ، فبناءً على هذه الحقيقة يتوجه أَحيانا باللوم إِلى المنكرين ، قال تعالى : «كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنتُمْ أَمْوَ تًا فَأَحْيَـكُمْ»۳ .

4 . النوم

النوم هو الأَساس لتجديد القوى المنهكة ورمزٌ للنشاط والحيوية ، وهو يستهلك نحو ثلث عمر الإنسان ، وقد ثبت أن قلّة النوم والأَرَق يؤديان إِلى سلب النشاط والحيوية ، فضلاً عن تلف الأَعصاب وإِنهاك القوى وضعف جهاز التفكّر ، كما أنّ إِدامة الأرق يؤدي إِلى الموت المحقق ، حتّى أنّه قيل : «إِنّه من الممكن بقاء الإنسان حيّا بدون غذاء إِلى ستّة أسابيع ، ولكنه سيموت إِذا لم ينم عشرة أَيام بلياليها» ۴ ، بناءً على ما تقدّم فإنّ تدبير النوم لحياة الإنسان واحدة من الدلالات التي تشير إِلى معرفة الخالق ـ جل وعلا ـ ، قال تعالى : «وَ مِنْ ءَايَـتِهِ مَنَامُكُم بِالَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ ابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَأيَـتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ»۵ .

1.راجع : ص ۱۳۷ «تصوير الجنين في الرحم» .

2.راجع : البقرة : ۲۸ ، ۲۵۸ ، النجم : ۴۴ ، الحج : ۶۶ ، ق : ۴۳ ، الأعراف : ۱۵۸ ، التوبة : ۱۱۶ ، يونس : ۳۱ ، ۵۶ ، المؤمنون : ۸۰ ، غافر : ۶۸ ، الدخان : ۸ ، الحديد : ۲ ، الجاثية : ۲۶ ، الأنعام : ۹۵ ، آل عمران : ۲۷ .

3.راجع : ص ۱۴۳ «نفخ الروح في الجنين» .

4.دانستنيهاى جهان علم (بالفارسية) : ص ۲۵۰ .

5.راجع : ص ۱۵۰ «النوم» .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
156

تشكّل النواة الأُولى لخلق الإنسان ، وقد أَذعن التطور العلمي بصحّتها وصحّة ارتباط هذا الكتاب السماوي بمصدر الوحي الإلهي .
إِنّ التراب ۱ من وجهة النظر القرآنية عبارة عن عصارة الطين ۲ والماء ۳ والعَلق ۴ والنطفة ۵ ، وتلك مبادئ خلق الإنسان التي تجعل من العقل حين يتأَمّلها ويتأَمّل السير التكاملي للتراب حتّى يصير إِنسانا كاملاً ، لا مناص له إِلّا الاعتراف بالخالق القادر الحكيم ، وممّا يجدر ذكره أنّه قبل أَربعة عشر قرنا وفي الأجواء التي كان الناس يعتقدون فيها بأن المرأة هي مجرد وعاء لخلق الإنسان وليس لها أي دور في وجوده ، إِنّ القرآن الكريم يصرّح بواضح العبارة بأنّ النواة الأُولى في خلق الإنسان مَزيجٌ من نطفة الرجل والمرأة ، قال تعالى : «إِنَّا خَلَقْنَا الْاءِنسَـنَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ»۶ . ۷

2 . تصوير الجنين

بعد تكميل المواد اللازمة لإنشاء البدن وتهيئتها لأَجل تصوير الجنين ، يفصل الخالق العالم القادر خلايا الدماغ والعين والأُذن والقلب واليد والرِّجْل وسائر الأَعضاء بعضها عن بعض ، وتتعرف كلّ واحدة على واجبها ، ثُمّ يصوّره وفق ما توجبه حكمته البالغة ، قال تعالى : «هُوَ الَّذِى يُصَوِّرُكُمْ فِى الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ

1.راجع : ص ۱۳۳ «خلق الإنسان من التراب» .

2.«وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْاءِنسَـنَ مِن سُلَــلَةٍ مِّن طِينٍ» . المؤمنون : ۱۲ .

3.«وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا» . الفرقان : ۵۴ .

4.«خَلَقَ الْاءِنسَـنَ مِنْ عَلَقٍ» . العلق : ۲.

5.راجع : ص ۱۳۴ «خلق الإنسان من النطفة» .

6.الدهر : ۲ .

7.راجع : ص ۱۳۹ ح ۳۵۵۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 103887
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي