113
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

وفِي اللَّجاجَةِ مُتَجَرِّيا .

7 . الأَنَفُ من تحصيل العلم

وهو العلامة السابعة والأخيرة التي تميّز أصحاب الآراء والعقائد غير العلميّة وتشخّصهم :
وعَن طَلَبِ العِلمِ مُستَكبِراً .
إنّ من أعماه ما يعلم عن المعرفة بما لا يعلم لا يكترث أو يأبه بآراء غيره ويجانب العلماء ويخطّئُ آراء المخالفين وعقائدهم ويسعى لتثبيت عقيدته بلجاجة ، وليس للتعلّم والتحقيق في نظره معنى ، فإنّ هذه الصفات تولّد في نفسه كِبراً وغروراً يحرمانه أبداً من معرفة حقائق الوجود .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
112

إنّ الإمام عليّ عليه السلام ولأجل استئصال مثل هذا التعامل مع الحقائق العلميّة من قِبَل الذين يدّعون المعرفة ، يقول :
وذلِكَ لِثِقَتِهِ بِرَأيِهِ وقِلَّةِ مَعرِفَتِهِ بِجَهالَتِهِ .
وبعبارة اُخرى : لو أنّ اُولئك المنكرين ـ لما جهلوا من الحقائق تحت تأثير داء اعتبار النفس عالما ـ عرفوا مدى جهلهم وأنّ ما علموا لا يُعدّ شيئا مطلقا في مقابل ما جهلوا ، لما عبدوا عقائدهم أو اعتمدوها كلّ هذا الاعتماد ، ولما أنكروا ما لا علم لهم به .
إنّ الإمام علي عليه السلام يوضّح الآثار الوخيمة لهذا المرض الخطير عند استرساله في الكلام :
فَما يَنفَكُّ مِمّا يَرى فيما يَلتَبِسُ عَلَيهِ رَأيُهُ ومِمّا يَعرِفُ لِلجَهلِ مُستَفيداً ، ولِلحَقِّ مُنكِراً .
وهذا ، أخطر أثر سيئ لاعتبار النفس عالما ، إذ أنّه لا يقتصر على القصر الدائم للمريض وقيده في أغلال الجهل وعدم المعرفة ودوام الزيادة على جهله المركّب ، بل إنه ليشتدّ ويتفاقم بالتدريج فتظهر للمريض جهالات مستحدثة في صورة العلم ، من شأنها أن توصد باب العلاج في وجهه أكثر فأكثر .

6 . اللجاجة في البحث العلمي

وسادسة العلامات التي تشخّص أصحاب الآراء والعقائد غير العلمية هي لجاجتهم وتعنّتهم في المباحث العلمية .
فالمبتلى بهذا الداء حَرِج الصدر بصحّة قول الطرف المقابل دائما ، فتراه أثناء البحث والمناظرة يحاول أن يثبت قوله ، وأن يحمل المخاطب على قبول رأيه وعقيدته بصفاقة ولجاجة لا غير . كما قال عليه السلام :

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 183966
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي