في حديث صفوان [بن] يحيى ۱
قوله عليه السلام : (بلا لَفْظٍ ...) .
أي : قوله بلا لفظ ۲ ، ولا نُطقٍ بلسانٍ ، وليس كقولنا في أنّه لا بدّ له من هذه اللوازم .
و قوله عليه السلام : (لا كيْفَ لذلك ، كما أنَّه لا كيْفَ له) يدلّ على أنّ القول قديم ، وهو صفة عين الذات ، فكما أنّه ليس له كيفٌ من هذه الكيفيّات الحادثة ، ليس لقوله أيضا كيفٌ .
فإن قيل : هذا يدلّ على أنّه إذا كان القول ، كان الكائن ، فيلزم كون الكائنات بعد وجود القول بلا فاصلة ، فيكون معه ، فيلزم قدمها أو حدوثه .
قلنا : المفهوم من هذا إذا كان «كن» كان الكائن و«كن» مقول ، لا إذا كان القول كان الكائن ، فعلى هذا يكون الحادث «كن» ؛ لأنّه نفس الكائن ، كما أنّ الإرادة نفس المراد لا القولَ .
في حديث عُمَر بن أُذَنية ۳
قوله عليه السلام : (خَلَقَ۴المشيئةَ بنَفْسِها) .
أي من غير أن يخلق لها سببا ؛ وذلك لأنّ جميع الأشياء حادثة ، والحادث
علّته مشيئته ، فلو كان للمشيئة علّة سواه تعالى كانت مشيئةً أُخرى غيرَها ، وهلمّ جرّا ، فيلزم الدور أو التسلسل .
وقوله عليه السلام : (وخَلَقَ۵الأشياءَ بالمشيئةِ) .
أي جعل المشيئة علّة وسببا لخلقها .
في الكلام المصنّف قدّس اللّه روحه : ([إنّ] كلَّ شيئينِ وَصَفْتَ اللّه َ بهما) . ۶
أي كلّ شيئين متضادّين كالإرادة وعدمها وأمثاله ممّا مثّل به .
وقوله : (وكانا جَميعا في الوجودِ[ ، فذلك صفةُ فِعْلٍ] ) .
أي كان اللّه تعالى موصوفا بهما معا ، أي وصْفه بهما جايز ، وليعلم أنّه لا بدّ في الجواز من اختلاف مكانهما ، أي متعلّقهما وزمانهما كأن يريد هذا ولا يريد ذاك ، أو في هذا الوقت لا في غيره .
1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۰۹ ـ ۱۱۰ ، ح۳ .
2.والمراد أنّ «بلا لفظ» خبر لمبتدأ مقدّر ، وهو كلمة «قوله» .
3.الكافي ، ج۱ ، ص۱۱۰ ، ح۴ .
4.في الكافي المطبوع : + «اللّه » .
5.في الكافي المطبوع : «ثمّ خلق» بدل «وخلق» .
6.الكافي ، ج۱ ، ص۱۱۱ ، جملة القول في صفات الذات وصفات الفعل .