335
منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله

متهاون بالناس ، لايرى لأحد عليه حقّا ، كثير الكلام ، كثير الأكل ، نؤوم ، يجلس في غير موضعه ، ونحو ذلك ، وأمّا في ثوبه كقولك : إنّه واسع الكمّ ، طويل الذّيل ، وسخ الثياب ، ونحو ذلك .
واعلم أنَّ ذلك لايقصر على اللسان ، بل التلفّظِ به إنّما حُرّم لأنّ فيه تفهيم الغير نقصان أخيك وتعريفه بما يكرهه ، فالتّعريض كالتّصريح ، والفعل فيه كالقول والإشارة والإيماء والغمز والرّمز والكنية والحركة ، وكلّ مايُفهم المقصود داخل في الغيبة ، مساوٍ للّسان في المعنى الذي حُرّم التلفّظ به لأجله .
ومن ذلك المحاكاة بأن تمشي متعارجا أو كما يمشي فهو غيبة ، بل أشدّ من الغيبة .
ومن أخبث أنواع الغيبة غيبة المتسمّين بالفهم والعلم المرائين ؛ فإنّهم يفهمون المقصود على صفة أهل الصلاح والتقوى ليُظهروا من أنفسهم التعفّف عن الغيبة ويفهمون المقصود ، ولايدرون بجهلهم أنّهم جمعوا بين فاحشتين : الرياء والغيبة ، وذلك مثل أن يذكر عنده إنسان فيقول : الحمد للّه الذي لم يبتلنا بحبّ الرياسة أو بحبّ الدّنيا أو بالتكيّف بالكيفيّة الفلانيّة ، أو يقول : نعوذ باللّه من قلّة الحياء أو من سوء التوفيق .
ومن ذلك أنّه قد يقدِّم مدح من يريد غيبته فيقول : ما أحسن أحوال فلان ! ما كان يقصّر في العبادات ، ولكن قد اعتراه فتور وابتلي بما نبتلى به كلّنا ، وهو قلّة الصبر !
ومن ذلك أن يذكر ذاكرٌ عيب إنسان فلا يتنبّه له بعض الحاضرين ، فيقول : سبحان اللّه ما أعجب هذا ! حتّى يصغي الغافل إلى المغتاب ويعلمَ ما يقوله ، فيذكرَ اللّه سبحانه ويستعملَ اسمَه آلة له في تحقيق خبثه وباطله ، وهو يمنّ على اللّه بذكره جهلاً منه وغرورا .
ومن ذلك أن يقول : جرى من فلان كذا وابتلي بكذا ، بل يقول : جرى لصاحبنا أو صديقنا كذا تاب اللّه علينا وعليه ! يُظهر الدعاء والتألّم والصداقة والصّحبة ، واللّه مطّلع على خبث سريرته وفساد ضميره .
ومن أقسامها الخفيّة الإصغاء إلى الغيبة على سبيل التعجّب ؛ فإنّه إنّما يُظهر التعجّب ليزيد نشاطَ المغتاب في الغيبة فيزيد فيها ، فكأنّه يستخرج منه الغيبة بهذا الطريق ، فيقول : عجبت ممّا ذكرتَه ما كنت أعلم بذلك إلى الآن ، ماكنت أعرف من فلان ذلك ! يريد بذلك تصديق المغتاب واستدعاءَ الزيادة منه باللّطف ، والتصديق للغيبة غيبة ، بل الإصغاء إليها بل السكوت عند سماعها ... . ۱

34 / 5 . الحَثُّ علَى رَدِّ الغِيبةِ

۲۰۸۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَطَوَّلَ على أخِيهِ في غِيبهٍ سَمِعَها فيهِ في مَجلِسٍ فَرَدَّها عَنهُ ، رَدَّ اللّهُ عَنهُ ألفَ بابٍ مِن السُّوءِ في الدنيا والآخِرَةِ . ۲

1.بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۲۲۳ ـ ۲۲۵ .

2.الأمالي للصدوق : ص ۵۱۶ ح ۷۰۷.


منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
334

الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لَا تَجَسَّسُواْ» . ۱

الحديث

۲۰۷۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَرَرتُ ليلةَ اُسرِيَ بي على قَومٍ يَخمِشُونَ وُجوهَهُم بأظفارِهمِ ، فقلتُ : يا جَبرَئيلُ ، مَن هؤلاءِ ؟ فقالَ : هؤلاءِ الذينَ يَغتابُونَ الناسَ ويَقَعُونَ في أعراضِهِم . ۲

۲۰۷۹.عنه صلى الله عليه و آله :تَركُ الغِيبَةِ أحَبُّ إلَى اللّهِ عز و جلمِن عَشرَةِ آلافِ رَكعَةٍ تَطَوُّعا . ۳

34 / 2 . الغِيبةُ و الدِّينُ

۲۰۸۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الغِيبَةُ أسرَعُ في دِينِ الرجُلِ المُسلمِ مِن الآكِلَةِ في جَوفِهِ . ۴

۲۰۸۱.عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ اغتابَ مُسلِما أو مُسلمَةً لم يَقبَلِ اللّهُ صَلاتَهُ ولاصيامَهُ أربَعينَ يَوما ولَيلةً ، إلّا أن يَغفِرَ لَهُ صاحِبُهُ . ۵

34 / 3 . تفسيرُ الغِيبةِ

۲۰۸۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الغِيبَةُ أن تَذكُرَ الرجُلَ بما فيهِ مِن خَلفِهِ . ۶

۲۰۸۳.عنه صلى الله عليه و آله :مَن ذَكَرَ رجُلاً بما فيهِ فَقدِ اغتابَهُ . ۷

34 / 4 . مَن يَجوزُ اغتِيابُهُ

الكتاب

« لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَا مَن ظُـلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا » . ۸

الحديث

۲۰۸۴.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ثلاثةٌ ليسَ علَيهِم غِيبَةٌ : مَن جَهَرَبِفِسقِهِ ، ومَن جارَ في حُكمِهِ ، ومَن خالَفَ قولُهُ فِعلَهُ . ۹

۲۰۸۵.عنه صلى الله عليه و آله :ليسَ للفاسِقِ غِيبَةٌ . ۱۰

۲۰۸۶.عنه صلى الله عليه و آله :ليسَ للفاجِرِ غِيبَةٌ . ۱۱

توضيح حول أقسام الغيبة

قال الشهيد الثاني ۱۲ رضوان اللّه عليه في ذكر أقسام الغيبة : لمّا عرفتَ أنّ المراد منها ذِكرُ أخيك بما يكرهه منه لو بلغه أو الإعلام به أو التنبيه عليه ، كان ذلك شاملاً لما يتعلَّق بنُقصانٍ في بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو قوله أو دينه أو دنياه ، حتّى في ثوبه وداره . وأمّا النّسب بأن تقول : أبوه فاسقٌ أو خبيث ، أو خسيس ، أو إسكاف ، أو حائك ، أو نحو ذلك ممّا يكرهه كيف كان ، وأمّا الخُلق بأن تقول : إنّه سيّء الخُلق بخيل ونحو ذلك . وأمّا في أفعاله المتعلّقة بالدّين كقولك : سارق ، كذّاب ، شارب ، خائن ، ظالم ، متهاون بالصلاة .
وأمّا فعله المتعلّق بالدنيا كقولك : قليل الأدب ،

1.الحجرات : ۱۲.

2.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۱۵.

3.الدعوات : ص ۲۹۳ ح ۴۳ .

4.الكافي : ج ۲ ص ۳۵۷ ح ۱.

5.جامع الأخبار : ص ۴۱۲ ح ۱۱۴۱ .

6.كنز العمّال : ج ۳ ص ۵۸۴ ح ۸۰۱۴.

7.كنز العمّال : ج ۳ ص ۵۸۷ ح ۸۰۳۳.

8.النساء : ۱۴۸.

9.تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۲۵۲ .

10.كنز العمّال : ج ۳ ص ۵۹۵ ح ۸۰۷۱.

11.كنز العمّال : ج ۳ ص ۵۹۶ ح ۸۰۷۵.

12.وهو من أكابر علماء الشيعة الإمامية ، واستشهد في طريقه إلى قسطنطنية في ساحل البحر سنة ۹۶۶ه . ق .

  • نام منبع :
    منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی؛ لجنة من المحققين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    مشعر
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 233239
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي