165
منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله

الفصل العاشر : استمرار إمامة أهل البيت عليهم السلام

10 / 1 . حَديثُ الثَّقَلَينِ بِرِوايَةِ أتباعِ أهلِ البَيتِ عليهم السلام

۸۸۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كَأَنّي قَد دُعيتُ فَأَجَبتُ ، وإنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ : أحدُهُما أكبَرُ مِنَ الآخَرِ ، كِتابَ اللّهِ ، حَبلٌ مَمدودٌ مِنَ السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، وعِترَتي أهلَ بَيتي ، فَانظُروا كَيفَ تُخَلِّفونّي فيهِما . ۱

10 / 2 . حَديثُ الثَّقَلَينِ بِرِوايَةِ أهلِ السُّنَّةِ

۸۸۷.صحيح مسلم عن يزيد بن حيّان :اِنطَلَقَتُ أنَا وحُصَينُ بنُ سَبرَةَ ، وعُمَرُ بنُ مُسلِمٍ ، إلى زَيدِ بنِ أرقَمَ ، فَلَمّا جَلَسنا إلَيهِ ... قالَ : قامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَوما فينا خَطيبا بِماءٍ يُدعى خُمّا ، بَينَ مَكَّةَ وَالمَدينَةِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ووَعَظَ وذَكَّرَ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ألا أيُّهَا النّاسُ ، فَإِنَّما أنا بَشَرٌ يوشِكُ أن يَأتِيَ رَسولُ رَبّي فَاُجيبَ ، وأنَا تارِكٌ فيكُمُ ثِقلَينِ ، أوَّلُهُما كِتابُ اللّهِ ، فيهِ الهُدى وَالنّورُ ، فَخُذوا بِكِتابِ اللّهِ وَاستَمسِكوا بِهِ .
فَحَثَّ عَلى كِتابِ اللّهِ ورَغَّبَ فيهِ ، ثُمَّ قالَ :
وأهلُ بَيتي ، اُذَكِّرُكُم اللّهَ في أهلِ بَيتي ، اُذَكِّرُكُم اللّهَ في أهلِ بَيتي ، اُذكّركم اللّه في أهل بيتي . ۲

۸۸۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّي تارِكٌ فيكُم ما إن تَمَسَّكتُم بِهِ لَن تَضِلّوا بَعدي ؛ أحَدُهُما أعظَمُ مِنَ الآخَرِ ؛ كِتابَ اللّهِ حَبلٌ مَمدودٌ مِنَ السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، وعِترَتي أهلَ بَيتي ، ولَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَانظُروا كَيفَ تُخَلِّفونّي فيهِما . ۳

۸۸۹.عنه صلى الله عليه و آله :إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ ، كِتابَ اللّهِ وأهلَ بَيتي ، وإنَّهُما لَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ . ۴

10 / 3 . مَعنَى العِترَةِ في حَديثِ الثَّقَلَينِ

۸۹۰.الإمام الحسين عليه السلام :سُئِلَ أميرُ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ عَن مَعنى قَولِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «إنّي مُخَلِّفٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ كِتابُ اللّهِ وعِترَتي» مَنِ العِترَةُ ؟
فَقالَ : أنَا والحَسَنُ والحُسَينُ والأَئِمِّةُ التِّسعَةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ ، تاسِعُهُم مُهدِيُّهُم وقائِمُهُم ، لا يُفارِقونَ كِتابَ اللّهِ ولا يُفارِقُهُم ، حَتّى يَرِدوا عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَوضَهُ . ۵

۸۹۱.الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنّي مُخَلِّفٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ : كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي ، فَإِنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ كَهاتَينِ ـ وضَمَّ بَينَ سَبّابَتَيهِ ـ .
فَقامَ إلَيهِ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيُّ وقالَ : يا رَسولِ اللّهِ ، مَن عِترَتُكَ ؟ قالَ : عَلِيٌّ ، والحَسَنُ والحُسَينُ ، والأَئِمِّةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ إلى يَومِ القِيامَةِ . ۶

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۳۰ ح ۴۰.

2.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۱۸۷۳ ح ۳۶ .

3.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۶۳ ح ۳۷۸۸.

4.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۱۶۱ ح ۴۷۱۱.

5.كمال الدين : ص ۲۴۰ ح ۶۴.

6.كمال الدين : ص ۲۴۴.


منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
164

متّفق على صحته» . ۱ كما يعتقد الالباني بصحة بعض طرق نقل هذا الحديث .

3 . الاختلاف في متن الحديث

قد ورد نص حديث جابر بن سمرة بأشكال مختلفة ، ونص الحديث حسب بعض ما نقل : «لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلاً» . ۲
تدلّ جميع التقارير على أن الرسول صلى الله عليه و آله كان يريد تعيين خلفاء له واُمراء للعالم الإسلامي ، وقد نقل الرواة حديث الرسول صلى الله عليه و آله بالمعنى .
وما يجدر الانتباه إليه ، أن الفوضى عمّت المجلس بعد تعيين الرسول اثني عشر شخصا خلفاء له ، حيث يقول جابر بن سمرة بأنه لم يسمع باقي حديث الرسول صلى الله عليه و آله ، وقد سأل أباه أو عمه عمّا قاله الرسول ، فأجابه بأنه قال : «كلّهم من قريش» ۳ أو «كلّهم من بني هاشم» . ۴
ويتبيّن ممّا جرى بأنّ المناخ السياسي لم يكن مناسبا للإعلان عن أمراء العالم الإسلامي بعد الرسول صلى الله عليه و آله ، مما تشير إليه عبارة «واللّه يعصمك من الناس» في ما جرى بغدير خم .

4 . المقصود من اثني عشر خليفة

التأمل في عبارات «الخليفة» ، «الإمام» ، «الوصي» ، «الأمير» والألفاظ المشابهة لها التي وردت في تقارير حديث جابر ، يدلّنا بوضوح إلى أنّ الجدارة العلمية والعملية والسياسية والإدارية اللازمة لإمرة المجتمع الإسلامي متوفرة لدى الأشخاص الذين عدّهم الرسول صلى الله عليه و آله في حديثه المهمّ هذا ، فهم جديرون بخلافة اللّه وخلافة رسوله صلى الله عليه و آله . ولكن السؤال المهم هو أنّ هؤلاء مَن هم ؟
الجواب واضح لدى أتباع أهل البيت عليهم السلام ، فهم يؤمنون بأن اثني عشر خليفة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، هم اثنا عشر شخصا من أهل بيته ، أولهم الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم الإمام المهدي (عجل اللّه تعالى فرجه) ، وهو حيّ اليوم ، وسيملأ العالم عدلاً .
ليس لدى محدثي أهل السنّة جواب واضح حول مصاديق الخلفاء ، مع أنّهم يعتبرون حديث جابر بن سمرة صحيحا ، حيث يقول ابن الجوزي في كتاب كشف المشكل :
هذا الحديث لقد أطلت البحث عنه وتطلبت مظانه وسألت عنه ، فما رأيت أحدا وقع على المقصود منه . ۵
ويصرّح المهلب أيضا : لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث ۶ ـ يعني بشيء معيّن ـ .
ويؤيّد ابن حجر إجمالاً عدم فهم هذا الحديث . ۷
وقد سعى أشخاص ، منهم من ذكرنا ، للتوصل ولو على سبيل الاحتمال لمصاديق الخلفاء ، لكن لم ينطبق ما توصلوا إليه على حديث الرسول صلى الله عليه و آله لا من حيث العدد ولا من حيث المواصفات .

1.شرح السنّة : ج ۱۵ ص ۳۱ .

2.صحيح مسلم : ج ۳ ص ۱۴۵۲ ح ۶ ؛ الخصال : ص ۴۷۳ ح ۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۳۹ ح ۳۵ .

3.مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

4.ينابيع المودة : ج ۲ ص ۳۱۶ ح ۹۰۸ .

5.كشف المشكل : ج ۱ ص ۴۴۹ .

6.راجع : فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۱ .

7.راجع : فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۱.

  • نام منبع :
    منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی؛ لجنة من المحققين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    مشعر
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 230388
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي