اللّهُ عز و جل دينَهُ ، وبِهِم يَعمُرُ بِلادَهُ ، وبِهِم يَرزُقُ عِبادَهُ ، وبِهِم يُنزِلُ ۱ القَطرَ مِنَ السَّماءِ ، وبِهِم يُخرِجُ بَرَكاتِ الأَرضِ . ۲
الفصل الرّابع : معرفة الإمام
4 / 1 . وُجوبُ مَعرِفَةِ أَئِمَّةِ الهُدى
الكتاب
« يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاس بِإِمَـمِهِمْ فَمَنْ أُوتِىَ كِتَـبَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَـبَهُمْ وَ لَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً » . ۳
الحديث
۸۵۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو أنَّ عَبدا عَبَدَ اللّهَ ألفَ عامٍ ما بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، ثُمَّ ذُبِحَ كَما يُذبَحُ الكَبشُ مَظلوما ، لَبَعَثَهُ اللّهُ مَعَ النَّفَرِ الَّذينَ يَقتَدي بِهِم ، ويَهتَدي بِهُداهُم ، ويَسيرُ بِسيرَتِهِم ، إن جَنَّةً فَجَنَّةٌ وإِن نارا فنارٌ . ۴
4 / 2 . التَّحذيرُ مِن تَركِ مَعرِفَتِهِم
۸۵۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن ماتَ ولا يَعرِفُ إمامَهُ ، ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً . ۵
۸۵۳.عنه صلى الله عليه و آله :مَن مات بِغَيرِ إمامٍ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً . ۶
۸۵۴.كمال الدين عن سليم بن قيس الهلاليّ :أنَّهُ سَمِعَ مِن سَلمانَ ومِن أبي ذَرٍّ ومِنَ المِقدادِ حَديثا عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : «مَن ماتَ ولَيسَ لَهُ إمامٌ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً» ، ثُمَّ عَرَضَهُ عَلى جابِرٍ وَابنِ عَبّاسٍ فَقالا : صَدَقوا وبَرّوا ، وقَد شَهِدنا ذلِكَ وسَمِعناهُ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وإنَّ سَلمانَ قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّكَ قُلتَ : مَن ماتَ ولَيسَ لَهُ إمامٌ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً ، مَن هذَا الإِمامُ ؟
قالَ : «مِن أوصِيائي يا سَلمانُ ، فَمَن ماتَ مِن اُمَّتي ولَيسَ لَهُ إمامٌ مِنهُم يَعرِفُهُ ، فَهِيَ ميتَةٌ جاهِلِيَّةٌ ، فَإِن جَهِلَهُ وعاداهُ فَهُوَ مُشرِكٌ ، وإن جَهِلَهُ ولَم يُعادِهِ ولَم يُوالِ لَهُ عَدُوّا ، فَهُوَ جاهِلٌ ولَيسَ بِمُشرِكٍ . ۷
دراسة حول أحاديث التّحذير مِنَ المَوتِ عَلى غَيرِ مَعْرفَةِ الإمامِ
إنّ الأحاديث الواردة في التحذير من عدم معرفة الإمام وإنكاره ، واعتبار من مات بدون إمام مات ميتة جاهلية ، هي مورد اتّفاق المسلمين جميعا ، و ممّا روته كتب الفريقين معا .
إنّ المهم في الحديث هو دلالته وليس صدوره عن النبي صلى الله عليه و آله . ومن أجل الوقوف على مفاد الحديث ينبغي تحديد المراد بلفظ «الجاهليّة» الوارد فيه .
إنّ عصر الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله في منظار الثقافة الإسلامية هو عصر العلم، بينا يعتبر العصر الذي سبقه عصر الجاهليّة ، بمعنى أنّ الفترة المتقدّمة على بعثة النبيّ صلى الله عليه و آله كانت فترة غياب لمصادر الإشعاع والهداية
1.في المصدر : «نزل» ، والتصويب من بحار الأنوار .
2.كمال الدين : ص ۲۶۰ ح ۵.
3.الإسراء : ۷۱ .
4.المحاسن : ج ۱ ص ۱۳۴ ح ۱۶۶.
5.الكافي : ج ۲ ص ۲۰ ح ۶.
6.مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۲۲ ح ۱۶۸۷۶
7.كمال الدين : ص ۴۱۳ ح ۱۵ .