127
منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله

الرسول صلى الله عليه و آله بشكل طبيعيّ أو بتقرير من النبيِّ ، لِما للحوادث المهمّة من دور في تعيين مبدأ التّاريخ ، ولكنَّ هذا التّاريخ قد نُسي بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله ، وبعد أعوام ظهرت الحاجة إلى مبدأ للتّاريخ ، واُعيد التّاريخ الهجريّ باقتراح من الإمام علي عليه السلام لِما كان للإمام عليه السلام من اهتمام خاصّ بانتهاج ما أقرّه الرَّسول صلى الله عليه و آله ، أضف إلى ذلك أنّ مبدأ التّاريخ الهجريّ ـ الذي ينبغي أن يكون ربيع الأوّل ـ قد بُدّل ـ مع الأسف ـ إلى شهر محرّم . ۱

الفصل السابع : معراج النّبيّ صلى الله عليه و آله

7 / 1 . عُروجُ النَّبيّ صلى الله عليه و آله إلى مَكانٍ ما وَطِئَهُ بَشَرٌ

۶۲۳.الإمام الصّادق عليه السلام :لَمّا عُرِجَ بِرسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله انتَهى بِهِ جَبرَئيلُ عليه السلام إلى مَكانٍ فخَلّى عَنهُ ، فقالَ لَهُ : يا جَبرَئيلُ ، تُخَلِّيني عَلى هذِهِ الحالَةِ ؟! فقالَ : اِمضِهْ ۲ ، فوَاللّهِ لقَد وَطِئتَ مَكانا ما وَطِئهُ بَشَرٌ وما مَشى فيهِ بَشَرٌ قَبلَكَ . ۳

7 / 2 . صَلاةُ المَلائِكَةِ والنَّبيّينَ خَلفَ النَّبيّ صلى الله عليه و آله في المِعراج

۶۲۴.الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا اُسرِيَ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى السَّماءِ فبَلَغَ البَيتَ المَعمورَ وحَضَرَتِ الصَّلاةُ فأذَّنَ جَبرئيلُ وأقامَ ، فتَقَدَّمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وصُفَّ المَلائكَةُ والنَّبِيّونَ خَلفَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . ۴

الفصل الثامن : إخبار النّبيّ صلى الله عليه و آله بالمغيّبات

8 / 1 . شَهادَةُ عَمّار

۶۲۵.كنز العمّال عن حُذَيفةُ :علَيكُم بالفِئَةِ التي فيها ابنُ سُمَيَّةَ؛ فإنّي سَمِعتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يقول : تَقتُلُهُ الفِئةُ الباغِيَةُ . ۵

8 / 2 . شَهادَةُ الإمام عليّ عليه السلام

۶۲۶.الإمام عليّ عليه السلام :أخْبَرَنِي الصادِقُ المَصدوقُ صلى الله عليه و آله أ نّي لاأمُوتُ حتّى اُضرَبَ على هذِهِ ـ وأشارَ إلى مُقَدَّمِ رَأسِهِ الأيسَرِ ـ فَتُخضَبُ هذهِ مِنها بِدَمٍ . ۶

8 / 3 . حَربُ الجَمَل

۶۲۷.الملاحم والفتن عن عائشة وإبراهيم التيميّ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ أنّه قالَ لِأَزواجِهِ ـ :أيَّتُكُنَّ التي تَنبَحُها كِلابُ الحَوأبِ ؟ ! فلمّا مَرَّت عائشةُ نَبَحَتِ الكِلابُ، فَسَألَت عنهُ فقِيلَ لها: هذا ماءُ الحَوأبِ، قالَت: ما أظُنُّني إلّا راجِعَةً، قيلَ لها: يا اُمَّ المؤمنينَ، إنّما تُصلِحينَ بينَ الناسِ ! ۷

۶۲۸.كنز العمّال عن ابن عبّاس:قال الإمامُ عليٌّ عليه السلام للزُّبيرِ : نَشَدتُكَ بِاللّهِ ، هل تَعلَمُ أ نّي كنتُ أنا وأنتَ في سَقيفَةِ

1.تاريخ سياسى اسلام (بالفارسيّة) : ج۱ ص ۳۷۵ (سيره رسول خدا) .

2.الفعل : اِمضِ ، و الهاء للسَّكْت .

3.الكافي : ج ۱ ص ۴۴۲ ح ۱۲.

4.الكافي : ج ۳ ص ۳۰۲ ح ۱.

5.كنز العمّال: ج ۱۱ ص ۳۵۱ ح ۳۱۷۱۹.

6.كنز العمّال: ج ۱۳ ص ۱۹۲ ح ۳۶۵۷۱.

7.الملاحم والفتن : ص ۷۶ ح ۱۸ .


منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
126

الحياة الاجتماعيّة إلى التّاريخ من الأهميّة ، بحيث إنّ القرآن الكريم جعل ضمان هذه الحاجة عن طريق الشمس والقمر مِن آيات معرفة اللّه ، وأدلَّة حكمة الخالق .
ولهذه الأهمّية يمكن الحدس بأنّ المجتمعات الإنسانيّة كان لها منذ فجر التّاريخ محاولات لاحتساب أزمنتها وتواريخها ، ومن الطبيعي أن تكون الحوادث والوقائع التّاريخيّة الهامَّة ، أفضل مبدأ للتّاريخ وأبقاه في المجتمعات البشريّة .
وعلى هذا الاساس فبعد إقامة المجتمع الإسلاميّ في المدينة ، أصبحت الهجرة النبويَّةُ مبدأً للتّاريخ عند المسلمين . وثمَّة رأيان في زمان اتِّخاذ الهجرة مبدأً للتّاريخ :

1 . إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله هو الذي اتّخذ التّاريخ الهجريّ

ويرى هذا الرأي أنَّ الرسول صلى الله عليه و آله منذ وروده المدينة ، قرّر اتِّخاذ الهِجرة بدايةً للتقويم . وثمّة ما يؤيّد هذا الرأي ، من ذلك ما رواه الطبريّ :
إنَّ النبيَّ لمّا قدم المدينة ـ وقدمها في شهر ربيع الأوّل ـ أمر بالتّاريخ. ۱
وقد أيّد سماحة السيِّد جعفر مرتضى العامليّ هذا الرأي . ۲

2 . إنّ الخليفة الثاني هو الذي اتّخذ ذلك

يرى الرأي الآخر أنَّ الخليفة الثاني عزم في العام السابع عشر من الهجرة على وضع مبدأ للتّاريخ ، وقد ذُكرت له اقتراحات عديدة ، فقال بعضهم : تاريخ الروم،وبعضهم : تاريخ الفُرس ، وبعضهم : مولد النبيِّ، وبعضهم : البعثة ، وبعضهم : وفاة النبيِّ . أمّا الإمام عليّ عليه السلام فاقترح الهجرة ، فتمّ الاتّفاق على ذلك .
يقول سعيد بن المسيّب :
قال عمر : متى نكتب التّاريخ؟ وجمع المهاجرين . فقال له عليّ عليه السلام : من يوم هاجر النبيُّ صلى الله عليه و آله إلى المدينة . فكُتب التّاريخ . ۳
إنّ سماحة الشيخ رسول جعفريان جمع بين الرأيين إذ قال :
من مجموع ما روي في هذا المجال ، نفهم أنَّ الهجرة باعتبارها نقطة عطف هامّة في حياة الرسالة ، اتُّخذت مبدأً لتاريخ الحوادث ، وبعد وفاة الرَّسول وظهور حوادث كبيرة اُخرى ، من المحتمل أنّ أهميّة الهجرة قد تضاءلت في الأذهان ، أو ربّما نُسيت ؛ إذ يدلّ على ذلك ما يروى عن ابن عبّاس : أنّ النبيَّ صلى الله عليه و آله لما قدم المدينة لم يكن ثمّة مبدأ للتّاريخ ، وبعد شهرين من قدومه استُعمل التّاريخ . (طبيعيّ أن يكون التّاريخ الهجريّ نفسه) . وقد استمرّ هذا التّاريخ حتّى وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله ، ثمّ انقطع بعد ذلك ، ولم يكن ثمَّة تاريخ أيَّام خلافة أبي بكر والسّنوات الأربع الاُولى من خلافة عمر ، ثم وضع التّاريخ الهجريّ. لذلك يمكن الجمع بين الرأيين ؛ أي إنَّ الهجرة اتُّخذت مبدأ للتّاريخ في حياة

1.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۳۸۸ .

2.راجع: الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله : ج۴ ص۱۸۶ـ۲۰۲.

3.التاريخ الكبير : ج ۱ ص ۹ .

  • نام منبع :
    منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی؛ لجنة من المحققين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    مشعر
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 230539
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي