479
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

في الكوفة والجزيرة .
وممّا يُثنى عليه شجاعته الَّتي أبداها قبال هجوم النّعمان بن بشير على عين التمر ؛ فإنّه واجه جيش النّعمان الَّذي قوامه ألفي فارس بسريّة قوامها مئة مقاتل فقط ، حتى وصل الإسناد العسكري إليه ، واضطرّ النّعمان إلى الفرار ۱ .
كما استدعي لمواجهة جيش مسلم بن عقبة المري في دومة الجندل ، فكان موفّقاً في هذه المهمّة أيضاً .
وممّا يدلّ على حسن معرفته ؛ إظهار استعداده لإعانة محمّد بن أبي بكر في الوقت الَّذي لم يلبِّ دعوة الإمام أحد .

۶۶۹۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابِهِ إلى مالِكِ بنِ كَعبٍ الأَرحَبِيِّ ـ: إنّي وَلَّيتُكَ مَعونَةَ البِهقُباذاتِ ، فَآثِر طاعَةَ اللّهِ ، وَاعلَم أنَّ الدُّنيا فانِيَةٌ، وَالآخِرَةَ آتِيَةٌ ، وَاعمَل صالِحا تُجزَ خَيرا ، فَإِنَّ عَمَلَ ابنَ آدَمَ مَحفوظٌ عَلَيهِ وإنَّهُ مَجزِيٌّ بِهِ ، فَعَلَ اللّهُ بِنا وبِكَ خَيرا ، وَالسَّلامُ ۲ .

۶۶۹۳.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى كَعبِ بنِ مالِكٍ۳ـ: أمّا بَعدُ ، فَاستَخلِف عَلى عَمَلِكَ ، وَاخرُج في طائِفَةٍ مِن أصحابِكَ حَتّى تَمُرَّ بِأَرضِ كورَةِ السَّوادِ ۴ ، فَتَسأَلَ عَن عُمّالي وتَنظُرَ في سيرَتِهِم فيما بَينَ دِجلَةَ وَالعُذَيبِ ۵ ، ثُمَّ ارجِع إلَى البِهقُباذاتِ فَتَوَلَّ مَعونَتَها ،

1.الغارات : ج۲ ص۴۵۶ .

2.أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۳ .

3.الظاهر أنّ الصحيح هو «مالك بن كعب»؛ لعدم وجود عامل للإمام عليه السلام باسم «كعب بن مالك»، بل إنّ كعب بن مالك ممّن لم يبايع الإمام، وأمّا مالك بن كعب فهو من عمّاله وممّن يعتمد عليه .

4.السَّواد : أراضي وقرى العراق وضياعها الَّتي افتتحها المسلمون على عهد عمر بن الخطّاب ؛ سُمّي بذلك لسواده بالزروع والنّخيل والأشجار (راجع معجم البلدان : ج۳ ص۲۷۲) .

5.العُذَيْب : تصغير العذب ؛ وهو الماء الطيّب ، وهو ماء بين القادسيّة والمغيثة ، بينه وبين القادسيّة أربعة أميال ، وإلى المغيثة اثنان وثلاثون ميلاً (معجم البلدان : ج۴ ص۹۲) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
478

84

مالِكُ بنُ حَبيبٍ

مالك بن حبيب اليربوعي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام البررة ، وعندما تحرّك الإمام عليه السلام تلقاء صفّين ، تركه في الكوفة ليعبّئ النّاس لنصرته .
وكان قد ساءه عدم حضوره المعركة معه ، لكنّ الإمام عليه السلام وعده بالأجر العظيم ، وكان مالك على شرطة الإمام عليه السلام في الكوفة ۱ .

۶۶۹۱.وقعة صفّين :أخَذَ مالِكُ بنُ حَبيبٍ رَجُلاً وقَد تَخَلَّفَ عَن عَلِيٍّ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، فَبَلَغَ ذلِكَ قَومَهُ ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : اِنطَلِقوا بِنا إلى مالِكٍ ، فَنَتَسَقَّطُهُ لَعَلَّهُ أن يُقِرَّ لَنا بِقَتلِهِ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ أهوَجُ .
فَجاؤوا فَقالوا : يا مالِكُ ، قَتَلتَ الرَّجُلَ ؟
قالَ : اُخبِرُكُم أنَّ النّاقَةَ تَرأَمُ ۲ وَلَدَها . اُخرُجوا عَنّي قَبَّحَكُمُ اللّهُ ، أخبَرتُكُم أنّي قَتَلتُهُ ۳ .

85

مالِكُ بنُ كَعْبٍ

مالك بن كعب الأرحبي من أصحاب الإمام عليّ عليه السلام ومن أركان حكومته كان والياً على عين التمر ۴ ، وبهقباذات ۵ ، مضافاً إلى إشرافه على عمل سائر المسؤولين

1.وقعة صفّين : ص۱۳۳ .

2.تَرأَمُ : تَعطِف عليه فتشُمُّه وتَتَرَشَّفه (النهاية : ج۲ ص۱۷۶) .

3.وقعة صفّين : ص۱۴۰ .

4.الغارات : ج۲ ص۴۴۷ .

5.أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 205169
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي