467
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

وكان مالك يعيش في الكوفة . وكان طويل القامة ، عريض الصدر ، طلق اللّسان ۱
، عديم المثيل في الفروسيّة ۲ . وكان لمزاياه الأخلاقيّة ومروءته ومَنعته وهيبته واُبّهته وحيائه ، تأثيرٌ عجيب في نفوس الكوفيّين ؛ من هنا كانوا يسمعون كلامه ، ويحترمون آراءه .
ونُفي مع عدد من أصحابه إلى حِمْص ۳ في أيّام عثمان بسبب اصطدامه بسعيد بن العاص والي عثمان ۴ . ولمّا اشتدّت نبرة المعارضة لعثمان عاد إلى الكوفة ، ومنع واليه ـ الَّذي كان قد ذهب إلى المدينة آنذاك ـ من دخولها ۵ .
واشترك في ثورة المسلمين على عثمان ۶ ، وتولّى قيادة الكوفيّين الذين كانوا قد توجّهوا إلى المدينة ، وكان له دور حاسم في القضاء على حكومة عثمان ۷ .
وكان يصرّ على خلافة الإمام عليّ عليه السلام بفضل ما كان يتمتّع به من وعي عميق ، ومعرفةٍ دقيقة برجال زمانه ، وبالتيّارات والحوادث الجارية يومذاك ۸ . من هنا كان

1.وقعة صفّين : ص۲۵۵ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۹۴ .

2.تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۹۴ .

3.حِمْص : أحد قواعد الشام، وتقع إلى الشمال من مدينة دمشق، تبعد عنها ۱۵۰ كيلومترا، وهي ذات بساتين، وشربها من نهر العاصي. دخلت هذه المدينة تحت سيطرة المسلمين في سنة ۱۵ للهجرة (راجع تقويم البلدان : ص۲۶۱) .

4.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۵۵ و ۱۵۶ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۱۸ ـ ۳۲۶ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۴۶ و ۳۴۷ .

5.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۵۷ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۳۲ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۴۷ .

6.الجمل : ص۱۳۷ ؛ تهذيب الكمال : ج۲۷ ص۱۲۷ الرقم ۵۷۳۱ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۲۶ ، مروج الذهب : ج ۲ ص۳۵۲ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۹۴ ، تاريخ دمشق : ج۵۶ ص۳۸۱ ، سير أعلام النّبلاء : ج۴ ص۳۴ الرقم ۶ .

7.الشافي : ج۴ ص۲۶۲ ؛ الطبقات الكبرى : ج۳ ص۷۱ ، أنساب الأشراف : ج۶ ص۲۱۹ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۴۸ .

8.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۳۳ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۶۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
466

فَقالَ لَهُ كُمَيلٌ : لا تَصرِف ۱ عَلَيَّ أنيابَكَ ، ولا تَهَدَّم ۲ عَلَيَّ ، فَوَاللّهِ ما بَقِيَ مِن عُمري إلّا مِثلُ كَواسِلِ ۳ الغُبارِ ، فَاقضِ ما أنتَ قاضٍ ، فَإِنَّ المَوعِدَ اللّهُ ، وبَعدَ القَتلِ الحِسابُ ، ولَقَد خَبَّرني أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام أنَّك قاتِلي .
فَقالَ لَهُ الحَجّاجُ : الحُجَّةُ عَلَيكَ إذاً !
فَقالَ كُمَيلٌ : ذاكَ إن كانَ القَضاءُ إلَيكَ !
قالَ : بَلى ، قَد كُنتَ فيمَن قَتَلَ عُثمانَ بنَ عَفّانَ ! اِضرِبوا عُنُقَهُ . فَضُرِبَت عُنُقُهُ ۴ .

83

مالِكٌ الأَشتَرُ

هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النّخعي الكوفي ، المعروف بالأشتر ؛ الوجه المشرق ، والبطل الَّذي لا يُقهَر ، واللّيث الباسل في الحروب ، وأصلب صحابة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأثبتهم .
وكان الإمام عليه السلام يثق به ويعتمد عليه ، وطالما كان يُثني على وعيه ، وخبرته ، وبطولته ، وبصيرته ، وعظمته ، ويفتخر بذلك .
وليس بأيدينا معلومات تُذكر حول بدايات وعيه . وكان أوّل حضوره الجادّ في فتح دمشق وحرب اليرموك ۵ ، وفيها اُصيبت عينه ۶ فاشتهر بالأشْتَر ۷ .

1.الصَّرِيْف: صَوت الأنياب. وصَرَف نابَه وبِنابِه: حَرَقه [: حَكَّه] فسمعت له صوتاً (لسان العرب: ج۹ ص۱۹۱).

2.من المجاز : تَهَدَّم عليه غَضَباً ؛ إذا تَوَعَّدَهُ . وفي الصحاح : اشتدَّ غَضَبُه (تاج العروس : ج۱۷ ص۷۴۴) .

3.كأنّها بقايا الغبار الَّتي كسلت عن أوائله .

4.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۷ ؛ الإصابة : ج۵ ص۴۸۶ الرقم ۷۵۱۶ نحوه وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۰۴ وتاريخ دمشق : ج۵۰ ص۲۵۶ .

5.تاريخ دمشق : ج۵۶ ص۳۷۹ .

6.تهذيب الكمال : ج۲۷ ص۱۲۷ الرقم ۵۷۳۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۹۳ ، المعارف لابن قتيبة : ص۵۸۶ ، سير أعلام النّبلاء : ج۴ ص۳۴ الرقم ۶ ، تاريخ دمشق : ج۵۶ ص۳۸۰ .

7.الشَّتَر : انقلاب جَفْن العين إلى أسفل . والرجُل أشْتَر (اُنظر النهاية : ج۲ ص۴۴۳) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 205146
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي